هذا السباق المحموم لاقتناء كل ما هو جديد أليس كفيلا بإشعال الحرب الشاملة؟!
زيارة بوتين لكوريا الشمالية ورحلات زيلنسكى المكوكية والتحدى الأمريكى.. كلها تسير فى نفس الطريق
نتنياهو «واخد على خاطره» بحجة أن أمريكا منعت عنه السلاح.. طبعًا كذاب!
زيادة الصادرات من أهم خطوات إصلاح الاقتصاد فى مصر
صدقونى.. لا بد من تطوير مكتب التنسيق وإلا!
ماذا الذى يجرى فى العالم؟
لقد أصبح السباق الآن بين الدول الكبرى وبعضها البعض وأيضا بين الدول الكبرى وحليفاتها الأصغر بمثابة ظاهرة تهدد سلام وأمن الجميع.
أين الشعارات التى تقول إن السلم والأمن هما الخيار الإستراتيجي.. و.. و..؟!
للأسف الكلام شيء والواقع شيء آخر.
لذا.. لم يعد أحد يعترض على أحد ولم تقدم دولة على مهاجمة دولة أخرى لأن الجميع فى الحلبة سواء بسواء.
<<<
مثلا هذه الزيارة التى يقوم بها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى كوريا الشمالية من أهم بنودها ولا شك صفقة صواريخ بالستية التى اشتهرت بيونج يانج بإنتاجها بل صنعت منها كل ما هو قادر على تخويف أمريكا.. ومع ذلك فروسيا قادرة على إنتاج السلاح لكن تنوع مصادرها مهم خصوصا إذا كانت العلاقات بين الطرفين وطيدة ومتينة وهذا ما يسعدهما حيث يحرصان خلال هذه الآونة بالذات على إثبات قوتهما وإمكاناتهما الدفاعية والهجومية أمام أمريكا وأوروبا بصفة عامة.
ولقد تجلى ذلك فى حفاوة استقبال الرئيس بوتين عند وصوله إلى بيونج يانج والتى بدت علامات السعادة على وجه رئيسها كيم حفيد الزعيم الشهير كيم ايل سونج .
وهنا اسمحوا لى أن أحكى لكم قصة واقعية كنت أنا طرفا أساسيا فيها.
لقد ذهبت مرة إلى كوريا الشمالية بدعوة من الزعيم كيم ايل سونج ..وإحقاقا للحق لقد استقبلونى بترحاب بالغ وقدموا لى كافة التسهيلات لإجراء المقابلات الصحفية التى أريد أن أجريها مع المسئولين هناك علما بأن ذلك ليس من السهولة بمكان بالنسبة لأى صحفى فى الداخل أو الخارج.
ثم.. ثم جاء موعد لقائى مع الزعيم العظيم أو great leader كما يطلقون عليه الذى أخذ يحدثنى عن نظام حكمه القائم على جيش قوى وحزب شيوعى متماسك وقيادات متميزة فى كافة المواقع قائلا إنه لن يموت قبل أن يوحّد الكوريتين.
سألت: كيف يا فخامة الرئيس؟
رد باختصار وثقة فى النفس إلى أقصى الحدود: أنا أتحدى فليس هذا أملا يراودنى بل إنه هدف محقق.. وعندما تأتى لزيارتنا مرة أخرى سوف أستقبلك بنفسى فى قصرى بسول التى هى الآن عاصمة كوريا الجنوبية.
وللأسف مات الزعيم دون أن يوحّد الكوريتين ومات أيضًا ابنه الذى خلفه فى رئاسة البلاد ليتولى الحفيد زمام الأمور والذى يسبّح ليل نهار بحمد أبيه وجده مؤكدا بدوره على أنه كفيل بتحقيق الوحدة المأمولة.
والكوريون يتباهون الآن بالحملة التى تبنوها لرفع مستوى بلدهم والتى قامت على ثلاثة مبادئ: الاجتهاد.. الاعتماد الذاتي.. التعاون والتى بدأت بإصلاح الطرق وتزويد القرى والمدن بالكهرباء وتعليم وتدريب الشباب وزيادة دخل الأسر فى الريف ورفع المرتبات الصغيرة وإعداد أجيال من الصناع المهرة فى شتى المجالات.
و..و.. هذا هو الأهم تفضيل المشروعات الكبيرة على المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
<<<
أيضًا ها هو الأخ زيلنسكى رئيس أوكرانيا الذى كان يجلس فى قصره منتظرًا اقتحام أفراد الجيش الروسى للقضاء عليه فإذا به بين يوم وآخر يتحول إلى ما يمكن أن يكون ندا لند للرئيس بوتين الذى كان قد أعلن يوم 24 فبراير عام 2022 أى منذ عامين ونحو ثلاثة شهور أن إسقاط العاصمة كييف لن يستغرق أكثر من ساعات قليلة فإذا بزيلنسكى يتلقى الأسلحة من كل دول حلف شمال الأطلنطى ثم يطلب المزيد والمزيد ولما اشتد عود الرئيس الأوكرانى ارتفعت نبرة عتابه لأمريكا وأوروبا مطالبا بضرورة تزويده بأسلحة هجومية وبالفعل استجابوا له لتتحرك كفة الميزان لصالحه تماما..
ولعل من يماثله فى هذا الصدد الحليف الأساسى والابن المدلل بحق الولايات المتحدة الأمريكية وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل الذى يعيش وبلاده على شحنات الأسلحة المتدفقة عليه ليل نهار والتى لولاها ما تمكن حتى من رفع صوته فى عالم الدول الحقيقية.
منذ أيام قال نتنياهو إن أمريكا قد خذلته عندما أوقفت شحنات السلاح له رغم أن الرئيس بايدن تقدم بمشروع قانون يقضى بالموافقة على صفقة أسلحة لإسرائيل تبلغ قيمتها 18 مليار دولار وتشمل 50 طائرة اف 16 وطائرات مسيرة وصواريخ موجهة ومدافع ثقيلة مما يتبين معه أن نتنياهو كاذب كالعادة.
فى نفس الوقت سَّرب معهد استوكهولم الدولى لإقرار السلام خبرًا يقول إن إسرائيل انتهزت انشغال العالم بالحرب ضد غزة لتتولى تطوير ترسانتها النووية من خلال تحديث البلوتونيوم مع العلم بأنها تملك 90 رأسا نووية مقابل لا شيء لدى العرب.
<<<
والآن وكالعادة دعونا ننتقل إلى العزيزة مصر بلد الشهامة والرجولة والصدق والصراحة والتى أخذت تخطو خطوات جادة لإصلاح حال اقتصادها، ولعل أولى تلك الخطوات زيادة الصادرات والتى بلغ حجمها خلال مايو الماضى 3 مليارات و500 مليون دولار وهذا ما كنا ننادى به دائما زيادة الإنتاج ومضاعفة الصادرات والتقليل من الواردات وهذه هى النتائج المبشرة بالخير والحمد لله.
<<<
ثم.. ثم وبينما امتحانات الثانوية العامة على الأبواب فأنا شخصيًا أرى أن أى تطوير يتعلق بها إذا لم يحدث ما يوازيه بالنسبة لمكتب التنسيق «فكأنك يا أبا زيد ما غزيت».
يا سادة.. مكتب التنسيق هذا سمة من سمات العصور الشمولية التى رحلت عنا إلى غير رجعة فلماذا إذا التمسك به ؟!
إن وجود هذا المكتب بصورته الحالية يتنافى مع حرصنا على إيجاد أجيال جديدة تضم من بين ما تضم المبدعين والمخترعين والمتميزين فى شتى المجالات.
أرجوكم.. ادرسوا وفكروا واتخذوا القرار المناسب الذى يتمشى مع روح الجمهورية الجديدة.
<<<
و..و.. شكرًا