بالرغم من التهديدات الإسرائيلية بضربة موسعة على لبنان، إلا ان الحياة مستمرة بشكل طبيعي، ولا توجد مؤشرات على وجود استعدادات معينة، اوإخلاء مدن، والشارع اللبنانى فى ديمومة، وتقام كافة الفعاليات الصيفية المعتادة، وبالاتصال الهاتفى بالباحثين والكتاب هناك أكدوا ان الصمود هو عنوان الرد على الهجمات الإسرائيلية، وان المقاومة ووجود جبهة اسناد لقطاع غزة هو أمر لا بد منه، وان إسرائيل لن تخيف الشعب اللبناني.
يقول خليل القاضى كاتب وباحث لبنانى وقاطن فى ضواحى بيروت، ان الحرب من إسرائيل شيء طبيعي، وتعودنا عليه ولا نبالى به، وموقف لبنانى موحد ضد التوحش الإسرائيلى الغاشم الذى يقوم بحرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني، والحياة تسير فى المدن اللبنانية بشكل طبيعى جدا، ولا نخاف من التهديدات الإسرائيلية، وانهم سوف يقومون بعملية ضدنا موسعة ردا على ما حدث فى الجنوب السوري.
وأوضح ان موقفنا ثابت منذ بداية الحرب، ومنذ الثامن من أكتوبر عندما بدأ طوفان الاقصي، وهوالموافقة على ان تكون لبنان جبهة اسناد للجبهة فى غزة، من أجل ايقاف الحرب على قطاع غزة، وبيان وزارة الخارجية المصرية كان واضحا حول ضرورة عدم توسعة دائرة الحرب فى المنطقة، لأن تداعياتها سوف تكون وخيمة على كل الاطراف، وهذا ما أكده وزير الخارجية المصرى فى اتصال هاتفى مع رئيس الحكومة اللبنانى نجيب ميقاتي، حول احتواء التصعيد والحيلولة دون انجراف المنطقة الى حرب واسعة النطاق تهدد استقرار دولها، ودعم مصر الدولة اللبنانية والحفاظ على مصالح الشعب اللبناني.
وقال خليل: الجميع يرفض أن تشن إسرائيل حربا موسعة، وكل الاطراف الدولية تسعى الى ذلك، وتقوم بالضغط على إسرائيل، ولكن رئيس حكومة إسرائيل مجنون، ويدعى فى اعلامه ان لديه ضوء أخضر من الولايات المتحدة لقصف كامل للبنان، وهو ما لا نتوقعه، وكل ما سوف يقوم به هو ضرب جنوب لبنان بعيدا عن العاصمة ومطار بيروت، خاصة ان المنطقة لا تتحمل حرب شاملة، والرئيس الامريكى بايدن فى نهاية فترته الرئاسية، ولكن نتنياهو يتوعد بأن الرد سوف يكون جاهزا خلال ثلاثة ايام، ولكن عربدة إسرائيل لن تحتمله الأطراف الدولية بما فيها أمريكا.
وأضح ان الرد الإسرائيلى المتوقع، سوف يكون لمواقع فى الجنوب تابعة لحزب الله، وسوف يتم استهداف مدنيين، وهو يريد القيام بضربة قاسية من أجل القصاص من حزب الله، مضيفا ان الأسر فى مناطق الجنوب التى تقصف يوميا تعيش حياتها بشكل طبيعي، وأوائل الثانوية العامة من الجنوب، من المدن المقصوفة فى البقاع وعدلون جنوب صيدا، فى حين ان شمال إسرائيل تم إفراغه من المواطنين، ولم يقوموا بأداء الامتحانات المؤهلة للجامعات، وهذا هو الفرق الجوهري، وهو ان أبناء الضيعة والمدن المتاخمة لم يهربوا، والصمود هو عنوان لكلا الجانبين الفلسطينى واللبناني.
وأشار إلى أى اعتداء على لبنان سوف يكون الرد قاسيًا من المقاومة، وفى حرب 2006 تعايشنا مع الحرب، ولم ننكسر، ونحن شعب نحب الحياة، وبالرغم من انهيار الاقتصاد والعملة وانهيار المؤسسات والشغور الرئاسي، الا اننا نتعايش، ونعتمد على بعضنا، خاصة الأبناء فى الخارج وعلى التحويلات المساندة لنا، ومثلا هذا الصيف توجد مهرجانات فنية اكثر من اى وقت سابق، حيث ان هناك 60 مهرجانا فنيا، فنحن أصحاب ثقافة حياة، لا ننهزم بسهولة، ولدينا شهداء فى كل العائلات ولا نترك الساحة، ولكننا نواجه العدو بالصمود ونذهب إلى أعمالنا بشكل عادى وإلى المدارس، ونزرع أرضنا.
ويقول جهاد أيوب صحفى ومراسل فى منطقة النبطية بجنوب لبنان، انه يتم قصف أماكن مدنية فى الجنوب والمقاومين فى حزب الله هم أبناء هذه المدن، وتم الكشف على ان جهاز المخابرات ضعيف جدا بعد العملية هدهد 1، وهدهد 1 و3، والاشتباك محصور فى بعض المناطق، وتتعمد الى توسيع الخط الاحمر، ويرد حزب الله بتوسيع الدائرة فى إسرائيل، وهم يقصفون المدنيين عادة، وحزب الله يقصف العسكريين المنتشرين فى خارج المعسكرات، وانهم مستمرون فى قصف بلدات جديدة، مثل بلدة جيدفل، من النبطية، ويوسع دائرة أهدافه، ويتم اختراق جدار الصوت بشكل يومي، ومنذ عودة نتنياهو من أمريكا، وللأسف نحن نتأقلم مع هذه الحالة، حالة الحرب بالصبر والحنكة، واعتدنا رد المقاومة، وهو مما يطمنا، وهذه معادلة لا يعرفها غيرنا.
وأوضح ان قواعد الاشتباك ما زالت مستمرة، ونتوقع ان الحرب الكبرى بعيدة الآن، ولكنها متقطعة ومعارك صغيرة، والجيش الإسرائيلى فى الشمال مفكك، ونسمع صراخهم عندما يتم قصفهم، وكأنهم خنازير تصرخ، ومن يقرأ صحفهم، يعلم ان الإسرائيليين مصابون بأمراض نفسية، والجيش منهك من جراء القتال فى غزة، وشمال إسرائيل لا يستطيع القيام بحرب، ولكنه سوف يستمر بالقصف، ومن عادتها قتل الابرياء، ونحن لا نستطيع ان نجزم بقيامها بعملية موسعة أولا، وإسرائيل متعودة على الغدر ولديها مشاكل داخلية تريد ان تغطى عليها، وهناك انقسام بالشارع والجيش، وهى على مشارف حرب أهلية داخلية، والخسائر التى أصيب بها فى الشمال الجيش الإسرائيلى اكثر مما اصيب بها فى حرب 2006، حيث يتعرض لقصف مؤلم، ولديه ضحايا، ولديهم فوبيا الحرب مع لبنان.