يبدو أن القادم أسوأ خاصة فى مخطط التهجير للفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن كى يحقق بنى صهيون قبضتهم من الفرات إلى النيل، حلم وإن شئت قل وهم دولة إسرائيل العظمي!! .
ولكن يبقى السؤال: هل تقبل مصر والأردن خطة تصفية القضية الفلسطينية التى دمرتها آلة الحرب «الصهيوأمريكية» منذ أحداث السابع من أكتوبر، فى حرب غير عادلة .
الإجابة: بالقطع لا ، فالدولة المصرية، ممثلة فى الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ قمة القاهرة للسلام التى عقدت فى نوفمبر 2023 فى أعقاب طوفان الأقصي، أعلنت الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية، متمثلة فيما أطلق عليه حينها « لاءات مصر الثلاث «، لا تصفية القضية الفلسطينية ، لا لتهجير الفلسطينيين ، لا لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء ، وهو ما أكده العاهل الأردنى الملك عبدالله بن الحسين خلال نفس المؤتمر ، ومؤخرا أضافت مصر على لسان قائدها المخلص لاءين آخريين أولهما لا تفريط فى شبر من أرضنا وقبل ذلك كله لا يمكن لأى مصرى وطنى أن يخون دماء الشهداء والمصابين التى سالت طوال السنوات الماضية من أجل تحرير الأرض وصون العرض، لاسيما فى سيناء الغالية .
ولكن من الواضح أن الحرب الخبيثة، قد بدأت، وأصبح اللعب على المكشوف ، الأمر الذى يدعونا إلى الاصطفاف الوطنى والتوحد خلف قواتنا المسلحة وأجهزة الدولة، والقيادة السياسية، التى نثق فى حكمتها ورشدها ووطنيتها، التى تؤثر انتهاج دبلوماسية الصبر الاستراتيجى فى مواجهة التحديات ، فمنذ اللحظات الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، أعلنت مصر والأردن رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين، من غزة أو الضفة الغربية واعتبرتا هذه الخطوة «خطا أحمر» أو «إعلان حرب» ، وهذا الموقف لم يتغير حتى اللحظة ومن المؤكد أنه لن يتغير تحت أى ظرف ومهما كانت التحديات سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى فى كلا البلدين .
ومن هذا المنطلق فإن آخر تعليق للرئيس السيسى ، حول «التهجير» كان قبل أيام قليلة ، وتحديدا خلال كلمته فى عيد الشرطة الأسبوع الماضى ، حيث أكد أن مصر «ترفض بشكل قاطع» تهجير الفلسطينيين، حفاظا على وجود القضية الفلسطينية ذاتها وأن مصر «ستدفع بمنتهى القوة فى اتجاه تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بالكامل، سعيا لحقن دماء الأشقاء الفلسطينيين وإعادة الخدمات إلى القطاع ليصبح قابلا للحياة، ومنع أى محاولات للتهجير، بسبب هذه الظروف الصعبة»، مشددا على «أنه الأمر الذى ترفضه مصر بشكل قاطع».
وكان الرئيس السيسى كما ذكرت فى البداية قد قال فى كلمة مرتجلة خلال مؤتمر صحفى مع المستشار الألمانى أولافشولتس فى 18 أكتوبر 2023 بالقاهرة: «أتحدث بمنتهى الصراحة لكل من يهمه السلام فى المنطقة ..نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خياراً استراتيجياً وننميه وأن يكون مسارا تنضم إليه دول أخري».
وأكد الرئيس «رفض مصر لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أى محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة»، مؤكدا أن «مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه».
وقبل أيام جددت وزارة الخارجية فى بيانها رفض مصر لأى مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أو طويل الأجل.