تدرس وزارة الكهرباء رفع مذكرة إلى دكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء للفصل فى الخلاف بينها وبين وزارة البيئة حول ترخيص مزراعة رياح بمنطقة جبل الزيت.. الخلاف سببه الاشتراطات والشروط والمواصفات تعوق استغلال أحد أهم مناطق العالم فى سرعات الرياح بجبل الزيت بخليج السويس …البيئة ممثلة فى جهاز شئون البيئة رفضت كل طلبات قطاع الكهرباء المتكررة ممثلا فى هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة للموافقة على الترخيص لاستغلال المنطقة لاقامة مزرعة للرياح والتى يمكنها إنتاج قدرات تتراوح ما بين ثلاثة إلى 5 آلاف ميجا وات من سرعة الرياح القياسية التى تزيد على 12 متراً فى الثانية وبالتالى توفير آلاف فرص العمل للشباب والحد من تلوث البيئة وتقليل الاعتماد على الوقود البترولى للحفاظ على البيئة نفسها.
البيئة تعتبر مصر أهم مسار عالمى لهجرة الطيور حيث تم التأكيد على الإجراءات التى تتخذها وزارتا البيئة والكهرباء للحفاظ على حياة هذه الطيور اثناء عبورها للاجواء المصرية خلال رحلتى الذهاب والعودة حيث يوجد بروتوكول تعاون بين الوزارتين فى هذا الصدد منذ عام 2015 ويجدد تلقائيا لحماية التنوع البيولوجى والطيور نظرًا لضخامة المشروعات المقرر اقامتها على مساحة 1200 كيلو متر مربع بمنطقة البحر الاحمر.
جهاز شئون البيئة استند فى رفضه إلى ضرورة حماية الطيور المهاجرة التى تعبر المنطقة خلال شهور الخريف والربيع وان اقامة المحطة فى هذا المكان تعتبر خطرًا على حياة بعض هذه الطيور بعد موت اربعة منها فى حادث باحدى توربينات الرياح لم يتم اتخاذ التدابير المطلوبة لايقاف توربيناتها عند مرور السرب المهاجر الذى يضم آلاف الطيور ويوجد برنامج التحكم الفعال الذى يتوقف على عدد من المعايير حيث تعبر الاجواء المصرية 37 نوعًا من الطيور المهاجرة منها 5 انواع مهددة بالانقراض والمفترض أنه خلال مرور طائر واحد من الانواع الخمسة يتم الغلق فورًا للتوربينات كما ان مرور 50 طائراً معًا فى توقيت واحد يمثل خطورة على حياتها وامكانية اصطدامها مما يستلزم اغلاق مزرعة الرياح المار فوقها كما يتم اغلاق المزارع فورا فى حالة الشبورة والعاصفة.
كانت نتائج المشروع خلال السنوات الماضية جيدة حيث وصل معدل الاصطدام بأقل من الطبيعى فمثلاً سرب كامل لم يتعرض الا 3 طيور فقط منه للاصطدام.. رغم ان هناك نسباً عالمية لنفوق بعض الطيور المهاجرة نتيجة لطول المسافات التى تقطعها وما يصاحبها من ارهاق ونقص للغذاء.. فى نفس الوقت وصل الفقد فى الكهرباء الى 1٪ فقط وهو معدل قليل جدًا والخطورة الحقيقية التى نجح المشروع فى القضاء عليها الا يتم غلق مزارع الرياح بالكامل وخروجها من الخدمة تمامًا مما يحدث خسائر فى إنتاج الكهرباء النظيفة ورغم تكاليف المشروع الكبيرة الا ان العائد أكبر لان مصر تنفذ الالتزام البيئى وكذلك المستثمرون انفسهم الذين لا يمكنهم الحصول على القروض والتمويلات الدولية الا بعد التأكد من الالتزام البيئى للمشروعات المقدمة لهذه الجهات.
الكهرباء حاولت ان تطمئن البيئة مؤكدة لها استعدادها لاتخاذ كافة التدابير لحماية الطيور المهاجرة وحمايتها وفقًا للقوانين العالمية وعدم تسبب توربينات الرياح فى أى حادث لها وانه سيتم الالتزام بايقاف توربينات الرياح عن الدوران فى اوقات هجرة هذه الطيور خلال شهور الربيع والخريف وكذلك وضع اشارات ضوئية اعلى توربينات الرياح كتحذير للطيور المهاجرة ليلا من الاقتراب منها.
لكن يبدو ان الامر فى شئون البيئة لم يختلف نظراً للالتزامات الدولية ولهذا فإن وجهات نظر الجانبين مختلفة والخطابات المتبادلة مستمرة لكن المواقف ثابتة ولا تتزحزح حتى ان الكهرباء التى تعتبر ان المنطقة مثالية لا نظير لها فى مصر لاقامة مزارع الرياح للمساهمة فى تقليل الاعتماد على الوقود البترولى والحفاظ على البيئة نفسها وجذب مليارات الدولارات بمجرد الاعلان عن هذه المنطقة للاستثمار وتوفير فرص عمل وتنمية للصناعات المحلية قررت بحث تصعيد الامر واعداد مذكرات لرفعها الى مجلس الوزراء والجهات المختصة للمساهمة فى ايجاد حلول تتماشى مع تنمية المنطقة واستغلال قدراتها للمساهمة فى تنمية الاقتصاد القومي.
وزارة الكهرباء أكدت امكانية تسويق المنطقة استثماريا وبأسعار لا مثيل لها فى وقت قياسى لأن الشركات العالمية تعرف مزايا المنطقة التى يمكنها تقليل ملايين الاطنان من الوقود البترولى الذى يتسبب فى انبعاثات اثارها يعانى منها العالم وتتسبب فى ظاهرة الاحتباس الحرارى وزيادة حرارة الارض مؤكدة ان منطقة جبل الزيت إحدى أهم مناطق العالم فى سرعات الرياح مشيرة الى نجاحها فى الحصول على اقل الاسعار العالممية لإنتاج الكهرباء من مزارع الرياح وبأقل من 2 سنت للكيلووات وهذا المشروع سيحقق رقمًا قياسيًا فى الاسعار.
وزارة البيئة نفسها كانت قد اشادت بالنموذج المصرى فى إدارة مزارع الرياح فى منطقة الزعفرانة باعتباره نموذجاً رائعاً ليمثل مصر فى مؤتمر التنوع البيولوجى لعرض تجربة مصر الفريدة فى إنتاج الطاقة النظيفة وحماية البيئة والطيور العابرة للحدود والتى ابهرت كافة المنظمات المعنية بشئون البيئة.