تحتفل منطقة شبرا بشهر رمضان بشكل مختلف حيث تتجلى الوحدة الوطنية فالأقباط يشاركون جيرانهم فرحة رمضان ويقومون بتعليق الزينة والفوانيس والأنوار بكل الشوارع والحارات، والسهر حتى الفجر على مقاهى دوران شبرا، بالإضافة لحلقات الذكر التى تقام عقب صلاة التراويح بمساجد خضر والخازندار.
يقول محمد وردانى مهندس ـ إن شبرا من الأحياء التى تعرف معنى الوحدة الوطنية الحقيقية فكلنا أسرة واحدة نسيج واحد ويظهرذلك بوضوح خلال شهر رمضان ، حيث يقوم الاخوة المسيحيون بتعليق الزينة والفوانيس بكل شارع لدرجة أن معظمهم يصوم معنا احتراماً لعاداتنا الدينية فرمضان بشبرا دليل على المحبة المتبادلة بين الجيران.
وتؤكد الحاجة أم محمد ـ ربة منزل ـ ان لليالى رمضان بشبرا بهجة ، فالسهر حتى الصباح والزينة والأنوار تشعرك بأنك فى عز الظهر ولا أنسى ظهور الفن الشعبى الأصيل فرجال المزمار والطبل البلدى يجوبون الشوارع والحارات يومياً مما يدخل الفرح والسعادة للجميع خاصة الأطفال .. ويضيف أحمد عبد المنعم الجوامع تعانق الكنائس بشبرا ، فالمصلون بالتراويح يمتدون خارج المسجد ويصلون فى الشارع ، كما تقوم الكنائس بعمل وجبات لإفطار الصائمين من عابرى السبيل بالشوارع وينطلق شباب الكنسية بهذه الوجبات لشارع شبرا .
وترى أمانى محمد ـ موظفة ـ أن رمضان بشبرا يعنى الجود والكرم فلا يوجد جائع أو فقير فبأى ثمن تستطيع أن تقدم وجبة إفطار للصائم ناهيك عن موائد الرحمن التى تنتشر بالأماكن الشعبية بالمنطقة لإفطار عابرى السبيل والفقراء دون النظر للديانة فالكل سواء بشبرا .. ويشير عم خميس ـ سائق ـ الى روعة حلقات الذكر التى تقام بالجوامع خاصة فى العشر الآواخر من رمضان حيث يحرص على حضور صلاة التراويح بجامع الخازندار للاستمتاع بها .
أما محسن عبد الوهاب فيقول تتسابق المحلات فى تعليق زينة جديدة حتى الفوانيس تكاد تكون تحفة فنية مما يجعل شوارع شبرا متحفا شرقيا مفتوحا .
ويضيف فكرى جورج تنتشر عربات الفول على نواصى الشوارع ويقوم اصحابها بالمناداة على السكان حتى لا يتأخر أحد عن الفول لزوم السحور .
ويؤكد سعيد الباشا على قيام اصحاب أن أشهر المطاعم بالمنطقة بتقديم وجبات إفطار وسحور للفقراء ، بالإضافة إلى إقامة مائدة مفتوحة طول اليوم حرصاً على كرامتهم. . وترى سحر محمود ـ بائعة ـ أن شبرا و رمضان وجهان لعملة واحدة ، فالعام الماضى قضت أسبوعين من الشهر الكريم بقريتها ولم تشعر بروحانيات والمظاهر الرمضانية وعندما عادت لوطنها شبرا عادت لها الحياة من جديد .
ويقول وائل عبد الله ـ موظف ـ ما أجمل الجلوس بعد الفطار على مقاهى شبرا والجلوس بالدوران وميدان السوق والاستمتاع بنسائم الجو بعد ساعات صيام طويلة وحرارة شمس محرقة .
ويضيف عادل فوزى محاسب ـ أنتظر رمضان من العام للعام للتنزه على كوبرى الساحل وكورنيش النيل بشبرا حتى ماسبيرو وأكل الذرة المشوى وحمص الشام وركوب المركب النيلى وسط ليلة رمضانية رائعة .