كشفت المنظومة الكروية بكل أجنحتها أنها تعانى خللاً كبيرا يتعلق بالبحث والهرى فى صغائر الأمور وتكبيرها وتفخيخها بدلا من احتوائها وترك الجوانب الأساسية التى تتعلق بكيفية وضع خارطة طريق لتطوير كرة القدم وتسخير كل الوسائل والأدوات التى تحقق الأهداف المرجوة لنلحق بركب الكرة العالمية بدلا من المزيد من التراجع التى تعيشه الكرة فى بلادنا!!
فمع تولى حسام حسن وجهازه مسئولية تدريب المنتخب انقسم الشارع بين مؤيد ومعارض وكثر اللغو واللغط من الجميع واختلفت الأهداف ولم تتشابك الايدى وحفلت استوديوهات التحليل بتحليل تصريحات حسام حسن أكثر مما تناولته عن مباراتى نيوزيلندا وكرواتيا!!
البعض كان يبحث عن الأخطاء للإشارة إليها أكثر من الحديث عن كيفية تلافيها وعلاجها وكذلك الكلام عن طريقة لعب المنتخب وخطط حسام حسن لدرجة أن البعض جرد هذه التجربة من أى نجاحات وغلفها بالمزيد من السلبيات التى ترهق الكرة المصرية خاصة فيما يتعلق باختيارات الجهاز الفني.
صحيح كانت هناك أخطاء لكن بالتأكيد كانت هناك إيحابيات من تلك البطولة لا تظهر فى الحال لكنها تنضم إلى التراكمات التى تحدث ونطلق عليها الخبرات.
كنت أتمنى أن أرى ولو حديثا واحدا من كل ماشاهدته من تحليلات عن كيفية وضع روشته ناجعة لكرة القدم يتم خلالها تشخيص الأمراض التى تعانى منها حتى نتمكن من وضع الحلول الصحيحة لها وفق إستيراتيجية واضحة المعالم وأهداف محددة ويتم من خلال ذلك اختيار اللجان الفنية التى تساعد فى تصحيح المسار الكروى ومن ثم مساعدة الجهاز الفنى للقيام بدوره بعيدا عن الدخول فى مهاترات لا تجدى نفعا ويمكن حلها فى الغرف المغلقة بهدوء شديد بعيدا عن الضجيج الذى عشناه جميعا على مدى أسبوعين كاملين !!
ياسادة التفكير فى النهوض بكرة القدم يحتاج منا إلى الابتعاد عن صغائر الأمور وأيضا استخدام معاول الهدم وسعى الجميع لكسب جولات تأتى على حساب كرة القدم!!
علينا أن نتعلم تضييق الخناق على المشاكل التى تطفو على السطح بدلا من توسيع فجوتها وكذلك الابتعاد عن نظرية الحب والكره وهوى النفس الذى لا يأتى فى الغالب سوى بالشيء الخطأ!!
طالما تولى جهاز فنى جديد علينا جميعا مساندته بدلا من التربص لأخطائه وفى نفس الوقت على الجهاز الفنى أن يخرج الكلمة المناسبة فى المكان والتوقيت المناسب ويعرف قيمة لاعبيه وإمكاناتهم ويجيد الجانب النفسى فى التعامل ويضع القامات الكبيرة أمام مسؤولياتها حتى يستفيد منهم.
فكلنا نتفق على أن محمد صلاح أسطورة كرة القدم المصرية وهذا يزيدنا شرفا ويزيد الجهاز الفنى بالطبع.
وأتصور أن حسام حسن لم يتعمد الإساءة أو التقليل من محمد صلاح لأن صلاح لا يحتاج لأحد يتحدث عنه أكثر مما يتحدث عنه العالم بخبرائه الكبار.
لذلك ما يجب علينا جميعا أن نتوقف كثيرا أمام ذلك ونترك الوقت والتفاعل يقولان كلمتهما.
بالتأكيد حسام حسن مشغول بالتفكير فى كيفية الاستفادة القصوى من إمكانات صلاح ووضع الخطط المناسبة فى المباريات القادمة التى تحقق ذلك.
من هنا علينا جميعا أن نلتزم الهدوء ومساندة الجميع حتى نرى المنتخب وهو يمضى فى تحقيق الفوز تلو الآخر فى تصفيات كأس العالم ونسعد جميعا بالوصول إلى مونديال 2026 ووقتها يصبح لكل حدث حديث.
والله من وراء القصد.