فى اليابان حدث أن ارتفعت درجة حرارة الطقس إلى 30 درجة مئوية، فقامت الدنيا ولم تقعد.. حالات إغماء، وفيات بين كبار السن، إنهاك حرارى وضربات شمس، وكالعادة ظهرت أفكار تكنولوجية صناعية تجارية مبتكرة للتعامل مع الموقف واستثماره.. على الفور أعلنت إحدى الشركات اليابانية عن إنتاج ملابس تتولى مهمة «تكييف» أو تبريد صاحبها.. سترات تجعل من يرتديها منتعشاً حتى فى الحر القائظ على الطريقة اليابانية وليس على طريقتنا نحن، لان ثلاثين درجة مئوية تعنى عندنا «عز» الشتاء، وتتم عملية التبريد من خلال مروحتين مثبتتين على الخصر يدفعان هواء منعشاً داخل السترة.
زمان كنا نخفف من وطأة الحر الشديد باستخدام مراوح يدوية أو حتى قصاصات ورق نحركها أمام وجوهنا لتدفع تياراً واهناً من الهواء يكفى لتخفيف الإحساس بالقيظ.. أما اليوم فلماذا تستخدم يديك أو قدراتك الحركية ما دمت تستطيع أن تفعل ما تريد بإشارة من عينيك أو بأوامر صوتية أو حتى دون أن تفعل أى شيء؟!.. هذا هو الشعار الذى تبناه إنسان القرن الحادى والعشرين، والذى سيقوده حتماً بعد عدة مئات من السنين إلى الصورة التخيلية التى وضعها العلماء لإنسان المستقبل، البدين ذى الأطراف القصيرة الضعيفة والكرش البارز والدماغ الكبير، الإنسان الكسول الخامل الضعيف… ولكن الذكي.
تعالوا نتأمل معا بعض الاختراعات الطريفة جدا التى تسير فى هذا الاتجاه، ولنبدأ بطبق المكرونة الشهي، التى يتناولها اليابانيون والصينيون بالعصا، مشكلة كبيرة أن تكون جائعاً وان تدخل إلى أحد المطاعم وتطلب طبق مكرونة، فيما تحاول أن تسكت «عصافير» بطنك المتمردة، التى لا تكف عن الزقزقة والكركرة، ويصلك طبق المكرونة لتكتشف أنه ساخن جدا وانك ستضطر تحت وطأة الجوع أن تنفخ فيه ليبرد قليلا، والنفخ يعنى مجهوداً وتعباً.. وحتى لا تجهد نفسك، اخترعت إحدى الشركات اليابانية عصا لأكل المكرونة والأرز وما شابه مزودة بمروحة كهربائية صغيرة جدا تتولى النفخ بدلا عنك، وما ان ترفع بعضاً من المكرونة بالعصا وقبل أن تصل إلى فمك تكون قد أصبحت باردة بفعل تيار الهواء الشديد الموجه لها مباشرة.
أما إذا كنت تعانى الزكام، فأنت بالتأكيد فى حاجة إلى حل سحرى يريحك من إخراج المناديل الورقية من حقيبتك أو حتى من جيب سترتك لمواجهة الإفرازات المتدفقة من أنفك، فليس معقولاً أن تبحث كل عدة دقائق عن عبوة المناديل لتخرج إحداها، مجهود بدنى لا يتناسب مع رفاهية العصر.. والحل الذى توصلت إليه إحدى الشركات، اختراع لفافة مناديل تثبت حول الرأس بطريقة تشبه الخوذة أو القبعة لتجذب منها ما تشاء بأقل مجهود ممكن.
أما إذا كنت من هواة النوم فى القطارات، فأنت بالتأكيد تعانى صعوبة الاحتفاظ برأسك فى وضع ثابت محدد عندما تستسلم للنعاس.. سيسقط رأسك الى الأمام كلما غفوت، الأمر الذى يجعلك تستيقظ لتعديل وضعه وهو ما يتكرر مرات ومرات، بحيث تعجز عن الاستمتاع بغفوة طويلة.. ولمواجهة هذه المشكلة الصعبة المرهقة المجهدة، اخترعت شركة يابانية غطاء رأس خاصاً أو خوذة تثبت على الرأس يمكن تثبيتها على ظهر المقعد بكل سهولة ليبقى رأسك فى وضع ثابت أثناء الغفوة.
المقدمات تقول إنه سيأتى يوم قريب يفعل فيه الانسان كل شيء دون أن يتحرك من على مقعده.. وأنه سيصبح حتماً كما تخيله العلماء أو كما تنبأوا.