لم يبق لدى إسرائيل سوى الكذب والاحترافية فى ترويجه، وممارسة الخداع والتشويه، والتضليل الذى أرضعته لحلفائها وإخوانها فى رضاعة الدم.. مثل جماعات وميليشيات الإخوان المجرمين.. فلا تتعجب من وجود رابط رحمى بين الجماعة والكيان، عقيدتهما الكذب والقتل والتدمير والإرهاب، وهو الضعف فى أعمق معانيه.
إسرائيل على مدار أكثر من مائتى يوم، لم تحقق أى هدف سوى قتل النساء والأطفال، وتدمير مقومات الحياة، العدوان الإسرائيلى الذى انطلق فى أكتوبر الماضي، انقلب عليها، أخرج كل القبح الصهيوني، من أكاذيب وتضليل وإجرام، وبربرية، وقتل وسفك للدماء وحصار وتجويع، وإبادة، فى كارثة إنسانية، تتفوق على إجرام التتار وأى إجرام آخر على مدار التاريخ، لم تترك إسرائيل للعالم إلا ميراثا من الفاشية والوحشية، والإجرام فى أقذر معانيه وأكثرها انحطاطاً، قتل للأطفال والنساء والمرضى والمقابر الجماعية، هو جل ما أنجزته إسرائيل فى قطاع غزة، ورغم هذه المآسى الإنسانية فإن العالم يقف عاجزاً مستسلماً أمام الهمجية الإسرائيلية، التى اغتالت كافة القوانين الدولية والقانون الدولى للإنسانية، وتسقط أى أحاديث عن حقوق الإنسان، بل إن من يدعمون الإجرام الإسرائيلى وقتل الأطفال والنساء والمرضي، مازالوا يتاجرون بحقوق الإنسان ويتشدقون بها، رغبة فى مزيد من الابتزاز.
مع كل فشل إسرائيلي، ومع حالة الانكشاف الفاضح التى أصابت الكيان الصهيوني، ومع كل المواقف الشريفة للدولة المصرية، وصلابتها فى مجابهة المؤامرة وإحباط مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان قطاع غزة ومحاولات دفعهم إلى الحدود المصرية، من أجل أوهام توطينهم فى الأراضى المصرية، وجهود مصر فى دعم القضية الفلسطينية، وإحياء الحقوق المشروعة للأشقاء، والدعوة لإقامة دولتهم المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتأكيد على أن إسرائيل قوة احتلال لابد أن تلتزم بالقوانين الدولية، ومع ضغوط مصر المتواصلة من أجل التهدئة ووقف العدوان وإطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية للفلسطينيين فى هذه المأساة الإنسانية، والمعاناة الكارثية وفضح المخطط الإسرائيلى لحصار وتجويع وإبادة الشعب الفلسطيني، ودعوة كبار المسئولين فى العالم لمشاهدة والإطلاع على الحقائق على أرض الواقع من معبر رفح الذى يفتح أبوابه على مصراعيها من أجل دخول المساعدات الإنسانية للأشقاء وجاء نصيب مصر منها ما يقرب من 80 ٪، ووعى العالم بمشروعية الحقوق الفلسطينية، وجهود مصر السياسية، والدبلوماسية لإيقاف العربدة الإسرائيلية وخطورة التصعيد واستمرار العدوان فى إشعال حرب شاملة بالمنطقة من شأنها تهديد مصالح الدول الكبري، مع كل هذه الجهود المصرية، والمواقف الشريفة، تتألم إسرائيل وتتوجع من الحقيقة والصدق، ولا تجد سوى ترويج الكذب والتضليل سواء عبر ألسنة مسئوليها من مصاصى الدماء فى حكومة متطرفة لا تعرف إلا القتل والدمار أو أذنابها سواء فى الإعلام المحلى أو الغربى الداعم لإسرائيل، تارة يزعمون أن معبر رفح مغلق رغم أن أبوابه المفتوحة على مصراعيها تخرق عيون الكيان الصهيوني، وتارة يزعمون أن مصر تتداول مع إسرائيل الهجوم الصهيونى على رفح الفلسطينية رغم أن الموقف المصرى واضح مثل الشمس من التحذير من مغبة الإقدام على الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية والذى يعنى مزيداً مضاعفاً من القتلى والجرحى ووقوع مجازر ومذابح وتزيد من الكارثة الإنسانية التى مازالت إسرائيل تصر على تفاقمها، بل نجحت مصر من خلال الدبلوماسية الرئاسية، إلى اتخاذ أغلبية دول العالم موقفاً معارضاً وحازماً، ضد الهجوم البرى الإسرائيلى على رفح الفلسطينية، لذلك فإن آلة الكذب الإسرائيلية لن تفلح فى ابتزاز مصر، أو إرجاعها عن مواقفها فى دعم القضية الفلسطينية وحقوق الأشقاء المشروعة، وإيقاف حرب الإبادة التى يشنها جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين، ورغم كل هذه الأكاذيب والتضليل، والمزاعم والأباطيل الصهيونية وأذنابها فى الغرب، مصر لن تفرط فى مواقفها الشريفة وثوابتها الراسخة ولن تسمح بتجاوز الخطوط الحمراء وأن جميع أضغاث أحلام الكيان الصهيونى لن تتحقق، وسوف يكون الفشل دائماً حليف دولة وجيش الاحتلال، وسوف يستمر النزيف الإسرائيلى الشامل مع إطالة أمد الصراع، وسوف يلقى نتنياهو وحكومته مصيرهم المحتوم.
تحيا مصر