تنسب الكتيبة الطيبية إلى «طيبة» مدينة الأقصر وهى فرقة فى الجيش الرومانى أيام حكم الإمبراطور دقلديانوس (286 – 305م) وشريكة فى الحكم الإمبراطور مكسيانوس (286 – 305م) وكانوا جميعاً من المسيحيين الأقباط لبوا نداء واجب الوطن وتوجهوا إلى بلد الغل ليعاونوا الإمبراطور فى قمع احدى حركات التمرد هناك، وكانت هذه الكتيبة تتكون من 6600 جندى مصريا.
وحدث أن أهالى غاليا «فرنسا» تمردوا على الامبراطور مكسيانوس فأراد أن يقمع ثورتهم فأرسل إلى زميله دقلديانوس يطلب إليه ارسال الكتيبة لنجدته وأمر أن تنقسم إلى قسمين: قسم يتجه إلى حدود الغال ويرابط هناك وقسم آخر ينتظر على الحدود السويسرية استعداداً للطوارئ.
كان الامبراطور مكسيمانوس معتاداً أن يذهب إلى المعبد ليلة المعركة ويبخر للأوثان استرضاء لهم لينصروه فى معاركه.
وفى الليلة التى كان مزمعاً فى صباحها أن يبدأ قتال الغاليين أمر الكتيبة الطيبية أن تصحبه إلى المعبد لتشاركه فى تقديم القرابين إلا أنه فوجئ بالرفض من قبل جميع أفراد الكتيبة فأمر الامبراطور بقطع رءوس عشرة جنود من الكتيبة بعد جلدهم كنوع من الإرهاب للباقين.
ظل الباقون على رفضهم وأرسلوا رسالة إلى الامبرطور قالوا فيها:»أيها القيصر العظيم.. نحن جنودك لكننا فى نفس الوقت جنود الله.. نحن ندين لك بالخدمة العسكرية.. أما الله فندين له بولاء قلوبنا نحن منك الأجر اليومي.. أما الله فعنده الجزاء الأبدي.. لسنا ثواراً فالأسلحة فى أيدينا وبها نستطيع أن ندافع عن أنفسنا ونعصاك.. لكننا نفضل أن نموت أبرياء على أن نموت ملوثين.. ونحن على استعداد لتحمل كل ما تصبه علينا من أنواع التعذيب».
وما أن قرأ الامبراطور الرسالة أمر بقتل (عشر) باقى الجنود، وعاود المحاولة معهم ليبخروا للآلهة لكنهم أبوا.. حينئذ احتدم غضبه وأمر بإبادة الكتيبة بأكملها إينما وجد أفرادها.. وهكذا أعمل الجند الرومان سيوفهم فى رقاب الضباط والجنود المصريين ولم يبقوا على أحد منهم.. كان ذلك فى يوم 22 سبتمبر 286 ميلادية.. فى مدينة «أجون» التى سميت بعدها باسم «سانت موريس» فى ألمانيا حالياً.
كان من شهداء طيبة فى هذا اليوم «موريس» القائد الذى اعتبروه قديساً و»اكسيروس» حامل العلم، و»كاديوس»، و»بقطر»، و»أخيروس»، و»أرسوس» و»فيتالي».
ويوجد حالياً فى ألمانيا مدينة جميلة اسمها «سانت موريس» وهناك عيد من الأعياد الرسمية فى سويسرا اسمه عيد القديس موريس تعطل فيه المصالح والهيئات إلى جانب اكثر من ستمائه وخمسين كنيسة وهيكل تحمل اسم هذا القديس المصرى الأقصرى موريس.. وحتى الآن يتخذ أهل اقليم «كانتون» الصليب الذى كان مرسوماً على صدر سترة القديس موريس شعاراً لمدينتهم.