فى لقاء جمعنى خلال الأسبوع المنصرم بإحدى القامات التربوية الكبيرة فى مصرنا الأستاذ الدكتور حسام حمدى عميد تربية حلوان دار الحديث حول آلام وآمال التعليم فى مصر عموماً سواء الجامعى أو ما قبل الجامعي.. خاصة ونحن نعيش فى ظل عصر التحول الرقمى والتقدم التكنولوجى المتسارع الذى يشهده العالم من حولنا.
لذا لم تعد العملية التعليمية فى العموم بمنأى عن هذا التحول، وبالتالى صارت الحاجة ملحة لأن تتحول الكتب الجامعية إلى إلكترونية تفاعلية، وذلك ضماناً لمواكبة هذه التطورات وحفاظاً على ثراء العملية التعليمية وجذب المتعلمين نحوها.
البداية كانت تلك النظرة الاستشرافية للمستقبل من جانب الأستاذ الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان حين قام بتكليف كلية التربية قبل بداية العام الدراسى بعدة أشهر بأن تتولى مهمة إعداد الكتاب الجامعى فى الشكل الالكترونى التفاعلى لجميع كليات الجامعة وهو ما يعكس الثقة الكبيرة فى قدرات وكفاءات أبناء الجامعة، كما أن له فوائد متعددة متميزة سواء فيما يخص الطالب أو عضو هيئة التدريس أو المعلم، أو العملية التعليمية ككل وهو ما يجعله خياراً مثالياً حالياً ومستقبلاً لأنه يوفر مرونة للطلاب فى أى وقت ومكان، وبالتالى يساعد على توفير الوقت والجهد ويدعم أنماط التعليم المختلفة من خلال استخدام الوسائط وهو ما يعزز من استيعاب المحتوى العلمى مقارنة بالكتاب الورقي.
أيضاً تتميز الكتب التفاعلية بسهولة التطوير والتحديث حيث تمكن هذه الكتب من إضافة أنشطة تفاعلية وأسئلة تقييمية تساهم فى دعم وتعزيز مشاركة الطلاب فى عمليتى التعليم والتعلم، كما أنها تسهم فى الاستدامة البيئية عن طريق التقليل من الاعتماد على الورق والأخبار وغير ذلك.
من هنا فإن المتتبع لما يجرى على ساحة التعليم الجامعى يلحظ بما لا يدع مجالاً للشك أن جامعة حلوان تخطو خطوات متسارعة نحو إيجاد بنية أساسية جامعية من خلال جامعة حلوان الأهلية بما تضمه من كليات وبرامج على مستوى عالمى وتضاهى فى مستواها كبرى الجامعات على المستوى الدولى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الخطط الطموح التى وضعتها إدارة الجامعة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية داخل كليات الجامعة وهو ما سوف يجعلها تنافس فى التصنيفات العالمية للجامعات سواء على المستوى الاقليمى أو العالمي.. ولعل خطوة تحويل الكتب الجامعية إلى إلكترونية تفاعلية تعد خطوة إستراتيجية نحو مستقبل التعليم والجهود المبذولة من جانب جامعة حلوان وغيرها من المؤسسات التعليمية لذا فمن المتوقع أن نرى تطوراً جوهرياً كبيراً فى جودة العملية التعليمية ومخرجاتها بما يسهم فى تطوير النظام التعليمى المصرى وهو ما يليق بعراقة هذا الوطن «مصر».
التحية والتقدير لكل السواعد المصرية الوطنية التى تعمل فى صمت من أجل اعلاء رايات هذا الوطن عالية خفاقة ولجهود القائمين على جامعة حلوان التى ضربت المثل والقدوة فى العمل من أجل الارتقاء بالتعليم المصري.