« انفلت عبدالرحيم كمال كخيط نور من شمس الصعيد القاسية والواثقة فى آن، جاء من أرض الحقائق والأساطير محملا بكبرياء الجنوب وحكاياته مدفوعا بقوة الخيال وحرارة الأمل باحثا عن سيرته الخاصة، وصل إلى القاهرة مثلما وصلها من قبله «أمل دنقل والأبنودى ويحيى الطاهر عبدالله».. آمن بنفسه وبحرفه وبالدأب المتواصل.. قص وروى وأنتج أدبا متنوعا وأصدر عددا كبيرا من الأعمال الأدبية على مدار سنوات، قبل أن يخترق عالم السينما والدراما.. حتى بدت ملامح مشروعه ذى الأوجه المتعددة تتجلى شيئا فشيئا.. واستطاع عاما بعد عام وعملا بعد آخر أن يعيد للشاشة وللمشاهد المصرى والعربى شغفه بالمتابعة.
وكشفت أعماله عن سيناريست ومبدع صاحب وجهة نظر ترى أن القيمة العليا على هذه الأرض للإنسان فيما لم تجرفه إغراءات الكتابة المجانية ولا الأفكار السهلة المكررة ولا المعايير الاستهلاكية للوجبات الفنية رخيصة الثمن سريعة التحضير، بل حمل ولا يزال يحمل هم إشعال «شمعة» فى لحظات الإظلام وإعادة القيمة والوزن للأدب والفن فى مجتمع اختلت معاييره وحرص أن يكون اسمه «كلمة « باقية فى دفتر تاريخ الوطن لذا وفى سنوات قليلة رفعته قيمة ما يكتب للشاشة إلى صدارة « كتاب السيناريو» ليستعيد الوجدان المصرى معه أمجاد كتاب مثل: يسرى الجندي، ومحفوظ عبدالرحمن وأسامة أنور عكاشة.. فحصلت معظم أعماله على جوائز رفيعة داخل وخارج مصر، ومؤخرا فازت بجائزة الدولة للتفوق فى الآداب بوجود اسمه فى سجلات نسختها الأخيرة لعام 2024.. وما الغريب فى ذلك؟!! هكذا هى مصر.. دائما تجبر بخاطرنا وتدهشنا وتضخ فى عروقنا الأمل من جديد.. لاسيما فى لحظات القتامة الشديدة تماما مثل نيلها مهما كان حاله يروينا ويفيض.. وهكذا ليلها مهما كان حالكا يهدينا كل حين نجما يدل على الطريق.. لنجدد إيماننا بأن الأدب والفن الحقيقى والأصيل يرتفع فى النهاية ويرفع صاحبه إلى مقام كريم».. وهذا نص ما دار معه من حوار:
> دعنا نبدأ من « الآخر» وتحديدا من حصولك على جائزة الدولة للتفوق فى الآداب وقيمتها فى نظرك؟
>> فرحتى بجائزة التفوق طاغية لأنها من الدولة ولأنها فى الأدب وليس فى السيناريو أو غيره وطبعا الكل يعرف أنى بدأت المشوار وما زلت كاتبا للقصة والرواية وهذا يخص نقطة بعيدة فى روحى لهذا كان للجائزة طعم وبهجة خاصة بدأت مشوارى رسميا 92 بالقصة ومن وقتها وللآن أصدرت ما يقرب من 12 كتاباً متنوعاً بين القصة والرواية وكتب فى الحكى الصوفى ومثلها غير منشورة.
كما أنى فقدت الكثير من القصص على الورق خلال تنقلى الدائم من مسكن لمسكن كما يفعل كل من يحضر من الصعيد للقاهرة لاسيما قبل عصر الكمبيوتر وقد طيبت الجائزة جروح ذلك الفقد القديم وأشعرتنى أن جهد الرحلة الطويلة لم يذهب سدي.
> حصلت على كثير من الجوائز فى السيناريو.. فما الفرق بينها وبين حصولك على جائزة التفوق؟
>> بالفعل حصلت معظم كتاباتى للشاشة على جوائز قيمة ومنها مثلا جائزة أفضل سيناريو عربى عن مسلسل شيخ العرب همام فى الأردن وكانت المنافسة شديدة مع مسلسل «عمر بن الخطاب» للمخرج السورى حاتم على ولكن جائزة التفوق فى الأدب مختلفة جدا لأنها من الدولة « من بلدي» وفى الكتابة الأدبية التى وهبتها عمري.
> تجرنا الجائزة للحديث عن مدى متابعتك للجديد فى المنتج الأدبي.. أم أن الكتابة للشاشة أخذت من وقت المتابعة لكل جديد؟
>> بالفعل من أول الاحتراف الحقيقى فى الكتابة للسينما، وتحديدا بعد «الرحايا « وعلى جنب يا أسطي» انشغلت لفترة ما عن متابعة المشهد الأدبى وإنتاجه الجديد بشكل كاف معتمدا على مكتبتى وقراءتى السابقة ولكن لأن انتمائى وحبى للأدب أصيل عدت لاسترجاع المتابعة التى فاجأتنى بكم ما صدر من أعمال أدبية متنوعة وحقيقى مصر «مدهشة» لأن هذا يحدث فى وقت تتراجع فيه مستويات القراءة وانصراف الشباب عن الثقافة.
(نجاح الحشاشين)
> مازالت أصداء آخر عمل لك « الحشاشين» الذى عرض فى رمضان تتردد ونجاحه كان لافتا فهل تراه أنجح أعمالك؟
>> بالفعل نجاح «الحشاشين» تجاوز محيطه إلى التأثير الإقليمى والدولى فاهتمت بها دوائر وميديا فى إيران حتى حظرت عرضها وتناولتها كذلك وسائل إعلام فى روسيا وفى السويد تعرضوا له فى أحد برامجهم الشهيرة.
> وما سر هذا النجاح فى نظرك؟
>> أعتقد أن فكرة المسلسل وموضوعه مس وتراً حساساً فى العقل المصرى والعربى والدولى أو الإنسانى بشكل عام حيث يتصدى لفكرة انحراف العقل الإنسانى «أو ما نراه نحن انحرافا» لأن يقود الناس للموت باسم الله وهى فكرة عانى منها الغرب والشرق وهى ليست حكرا على الإسلام ولا على مذهب دون غيره فهذه الشخصيات والأفكار موجودة طوال الوقت وفى كل الأديان وفى كل مراحل التاريخ.
> وكيف تصديت لكتابة شخصية مركبة مثل «الصباح» وما العقبات التى واجهتك فى نقل دواخلها للمشاهد؟
>> هى أصعب شخصية كتبتها فى حياتى فعلا، وقد أخذت وقتا طويلا فى كتابتها وحتى قبل أن أبدأ فى كتابتها، قضيت وقتا طويلا فى حيرة من ومع هذه الشخصية التاريخية وكيفية التعامل معها وكشف أبعادها للمشاهد حتى وصلت إلى مفتاح مريح فى كتابتها وهو قرارى بألا أكره «الصباح» ولا أحبه؛ مؤمنا بأنه ليس دورى هذا وإنما دورى هو عرض الشخصية فنيا بشكل واف وبموضوعية للجمهور بعيوبها ومزاياها وموضوعيتها ورماديتها ، ومن ثم أترك له الحكم النفسى على الشخصية التى يراها.
> وماذا عما وجدته تاريخيا ومعلوماتيا فى الكتب عن تلك الأسطورة؟
>> معظم كتب السنة تراه شيطانا وفى المقابل كتب الشيعة تراه ملاكا وقد جمعت عنه كل ما توفر وضفرت فى كتابته بين خيال الأدب ومعلومات التاريخ وعن نفسى أستوحى التاريخ ولا ألتزم بمعلوماته.
لكن المؤكد أنه من العقول البشرية الكبيرة «حتى لو كان منحرفا»، ومثل هذه العقول تكون دائما محملة بأسئلة وارتباكات وهموم كبرى وتأتى نهاياتها كذلك مربكة.
(الفصحى والعامية)
> ألم يكن غريبا كتابة موضوع مثل هذا بأبعاده التاريخية باللهجة العامية المصرية؟
>> كنت أنوى كتابته بالفصحي، لكننى آمنت بفكرة أن العمل كلما كان معقدا وتاريخه متشابكاً فالأفضل تبسيطه، ثانيا العامية المصرية فصيحة بدرجة كبيرة وتاريخها ممتد وهى مفهومة فى كل الأقطار العربية.
وفى المقابل نجد أن لغة هذا العصر الذى تصدى له العمل وخاصة فى الكتب لغة صعبة ومليئة بالمبالغات وفى زمانه وقتها كان أثر الفلسفة والمتكلمين واضحاً على المؤلفات لذا اخترت أن تكون لغة العوام داخل العمل عامية بسيطة أما لغة الصباح وسيحون والخيام ومثلهم من العقول المؤثرة أعلى درجة مما يناسب عقولهم وتأثيرهم.
> وهل شاركت المخرج فى اختيار الأبطال؟
>> اختيار الأبطال حق أصيل للمخرج، ويستشار فيه المؤلف استشارة مهمة وكبيرة، لأنه صاحب ذاكرة بصرية أقوى وعينه فى الكاميرا، أما أنا ككاتب ومؤلف فمندمج فى الكتابة معظم الوقت، وحتى عند الاختلاف فى اختيار الشخصيات أغلّب رأى المخرج، لأنها فى النهاية مسئوليته.
> وكيف رأيت اختيار بيتر ميمى للنجم كريم عبدالعزيز بطلا لتلك المعركة الدرامية الكبرى؟
>> كريم عبدالعزيز، بذل جهدا كبيرا وأعتقد أنه لم يظهر بهذه الحالة من قبل، رغم كل ما قدمه من أعمال سابقة، وهو التعامل الأول معه ووجدته شديد الأدب والاحترام للدراما وأسئلته دقيقة وحقيقية فيما يخص الشخصية التى يجسدها، ولم يتعامل مع الشخصية باعتباره نجماً بل كان مشغولا بها وقلقا منها. وكذلك كل نجوم العمل فتحى عبدالوهاب وأحمد عيد ونيكولا معوض وجميع الأبطال كانوا فى أفضل ظهور فعلا.
> هل تهتم بملامح الشخصيات الثانوية فى الكتابة مثلما تهتم بالأبطال؟
>> ليس هناك فى الدراما ولا فى الحياة « شخصية ثانوية» وهو ما أقوله دائما وأؤكده لطلابى فى « معهد السينما» حيث أدرس لهم « مادة فن الكتابة» فالله لم يخلق شخصية ثانوية فى الوجود وليس هناك مخلوق مجانى ليس له قيمة فى الحياة وكذلك فى الدراما.. ربما يكون قليل الظهور أو يظهر بشكل عابر لكن حجم تأثيره يكون كبيرا وهذا الفهم ما يجعلنى أهتم بجميع الناس وبالإنسان بشكل عام لكونه إنسانا قبل أى اعتبار.
> يتردد أن لك طريقة خاصة فى الكتابة وفى التعامل مع المخرجين.. فما هى طريقة عبدالرحيم كمال الكاتب فى تنفيذ سيناريوهاته؟
>> أنا أعشق الكتابة، لكنها ليست كتابا مقدسا وفكرة الناس عن الكاتب وما يكتب تحتاج لمراجعة، فالرواية والقصة تختلف عن « السيناريو» الذى هو نص وسيط بين الأدب والشاشة وفيه تصنيع وتشاور وتفاهم مع فريق العمل وعلى رأسهم المخرج.. وجميع من عملت معهم من المخرجين كانوا رائعين ولم يحدث بيننا مطبات من أى نوع.
(أرفض الورشة)
> هل معنى ذلك أنك تعمل وفق ورشة عمل وهى موضة هذه السنوات؟
>> بالطبع لا، فمعنى الورشة ومفهومها المنتشر هذه الفترة فى كتابة السيناريو « مهين» بالنسبة لى لأننى أكتب بيدى ويحدث تشاور وتفاهم مع المخرج ونتبادل وجهات النظر بناء على المنطق وليس « الشخصنة»، لكن لا يمد أحد يده فى الورق، أنا أكتب وأعدّل وأضيف وأحذف بالتشاور لصالح العمل ودورى ينتهى مع نهاية آخر حلقة تعرض ولست ممن يكتبون ويسلمون الورق للمخرج و»يمشوا» فليس هناك كاتب «محترم» يسلّم « ورقه» للمخرج ويمشى فهذا لا يحترم مهنته.
> معنى ذلك أن تظل رهن إشارة العمل حتى آخر ثانية عرض؟
>> أنا فى حالة عمل مستمر من أول اختيار العمل واسمه وأول حرف فيه إلى آخر ثانية فمثلا إلى يوم 27 رمضان كنت بكتب « naration « الخاص بالحلقة الأخيرة للحشاشين، وقبل ذلك بيومين كنت مع المخرج فى المونتاج للتدخل فى حالة حذف جملة أو شيء ما غير متسق لتظبيطه قبل العرض.
> ما الذى تفضله كمنهج فى التعاون مع المخرج هل وجود فريق عمل دائم لا يتغير.. أم تفضل التنوع والاحتكاك بأكثر من مدرسة فى الإخراج؟
>> هناك مدرستان فى النظر لهذا الأمر، الأولى تنادى بالحفاظ على «تيم وورك» ثابت بدعوى التفاهم والانسجام الذى يحقق أفضل نتيجة، والثانية هى التنوع والتعدد والاحتكاك بمدارس ووجهات نظر مختلفة وأنا أفضل الأخيرة حتى لو لم يكن المخرج رائعا لكن التنوع أجمل وأكثر ثراء.
فتجربة كتابة السيناريو ليس كتابة فقط وإنما تواصل وفهم وكيميا بينك وبين المخرج وليس كونه منفذاً فقط للورق الذى تكتبه، وفى نظرى أن المخرج لابد أن يقع فى غرام الورق الذى بين يديه بعيدا عن علاقته بالسيناريست وإذا لم يحدث هذا فالمشكلة تكون فى الكاتب.
(معيار واضح)
> وكيف تختار موضوعك الجديد الذى تقرر كتابته هل بالإلهام على طريقة الشعراء.. أم لك جدول مرتب للأفكار تنهى فكرة لتبدأ أخرى؟
>> ليس لديّ معيار واضح لطريقة اختيارى للموضوعات التى أكتبها، وهو ميكانيزم صعب وصفه والقبض على ملامحه فلا هو إلهام ولا هو قرار أو بحث، بل هو مزيج من كل ذلك وهناك شواغل وهواجس وأسئلة مؤرقة فى الكتابة والعقل لأنه مركب.. يخزنه ويخرجه بطريقة ما .
> مر على مصر والعالم كتاب وفنانون أصحاب مشاريع كبرى وإنتاج ثرى كما وكيفا ومتعدد الوجوه ويبدو أن عبدالرحيم كمال أحد هؤلاء الكبار فى تاريخ الكتابة فما تسعى لإنجاز مشروع ما فى حياتك فعلا؟
>> أظن أن زمن المشاريع الكبرى انتهى من العالم كله، فقديما كنا نرى مثلا « فيديركو فيليني» فى السينما فى إيطاليا، وفى الأدب «ياسونارى كواباتا» اليابانى صاحب نوبل ، والألمانى العالمى «هيرمان هيسه» و الروسى «تولوستوي» وطبعا « نجيب محفوظ « فى مصر أما الآن فى العالم كله فنرى أفرادا وليس مشاريع، فالعالم بعد الحداثة والعولمة سجن المبدعين فى فرديتهم وهذا مقصود فى المسار العالمى أن يتحول الشخص أو الإنسان فى مكانه إلى سجين موبايله المضيء الذى يقضى معه الساعات منقطعا عن العالم الحقيقى غير مكترث منحنى الرأس متوفر لديه نسخة من كل ما يحلم به من بيت أو ملابس أو تابلت حتى لو كانت «كوبي» المهم أن ينصهر فى دائرة الاستهلاك السرمدية، وهذا بدوره يتجلى فى الأدب فظهر الكاتب الفرد المشغول بهمه الذاتى جدا رغم أن بلادنا وثقافتنا ما زالت محملة بما يسمح بظهور هذه الأنواع من المشاريع التى تدافع عن ثقافتنا وهويتنا وملامحها الاصيلة.
> لكن منتجك الأدبى المتنوع وكذلك أفكارك فى السينما والشاشة تؤكد انشغالك بأفكار وهم ما تحاول البوح به فى كل عمل بطريقة ما؟
>> عن نفسى فى البداية وحين كنت صغيرا لم أكن منتبها لهمى أو لفكرة ملامح مشروعى فى الكتابة بشكل عام، مع الوقت بدأ الشعور بالهم الضاغط من أجل ترسيخ أفكار وقيم معينة وربما بدأت تتشكل ملامح هذا المشروع الذى تشير إليه تدريجيا وربما لهذا السبب لا أفضل فكرة « الورشة» فى الكتابة وأفضل أن أكتب « بإيدي» رغم أنها فكرة جيدة أنتجت أعمالا ناجحة لكنها تفتقد البصمة الخاصة ووجهة النظر النابعة من عقل الكاتب وإيمانه بها وانشغاله بالتأكيد عليها.
(الثقافة العالمية)
> وما قيمة الكاتب فى نظرك وما الذى يمكن أن يضيفه للعالم؟
>> أنا ككاتب حامل ملامح الماضى وأصالته وفى الوقت ذاته حامل هم التغيير ومفاتيحه وتلك مسئولية كبيرة جدا وتلك الثقافة العالمية لا تريدك هكذا بل تريدك شخصا ما تعيش أيامك على الأرض تأكل وتلبس وتستهلك وتموت بلا أثر أما صاحب وجهة النظر « السهم الجارح» الذى يحمل أصالة الماضى والنظرة للمستقبل سواء فى الكتابة أو الإخراج أو الشعر فصار مرفوضا فى المسار العالمي.
> وكيف ترى من موقعك ككاتب مصرى مسار الثقافة العالمية وتحدياتها؟
>> وللأسف الثقافة العالمية تتجه كما أشرت لمحاربة فكرة « الفردية» والأصالة» وتسعى لتذويبها كأنها « جلطة» وإن لم تستطع فتتجه لتسليعها وتثمينها بحيث يتحول المبدع هنا لسلعة تباع وتشترى فترى مثلا فى كرة القدم « ميسي» ورونالدو» وانسجاما مع هذا ظهرت « الورش» الإبداعية التى تذوب فيها وجهة النظر فلا تتحول كمبدع إلى « سهم جارح» بل إلى صوت رمادى ومحايد.
> على ذكر المواهب ألا تتفق معى أن الأدب والفن وفى ظل انفلات المعايير قد تعرضا لهجوم من المدعين وأنصاف المواهب؟
>> بالفعل تجرأ كثيرون على الأدب وعلى الفن وعلى الإبداع وعلى جميع المهن الفنية ، لكن ذلك له وجهان بالمعنى الإيجابى مرة والسلبى مرة، فكثير من المواهب الضعيفة والمتوهمين حشروا أنفسهم وسط الموهوبين ولكن من زاوية أخرى فإن الزمن» فراز» فلابد أنه سيصفى هؤلاء ويبقى صاحب الصوت الحقيقى والأصيل، وكلما زاد عدد المحاولات زاد العدد النهائى للمواهب الحقيقية.
> منذ أيام تولى حقيبة الثقافة وزير جديد هو الفنان التشكيلى د.أحمد هنو.. فما الذى ترجوه منه لمصر أو من أى وزير ثقافة بشكل عام؟
>> الثقافة المصرية تحتاج إلى عملية إفاقة عاجلة من تراجع مستمر فى نواح شتى منذ سنوات طويلة، وعلى وزير ثقافة مصر- أى وزير- أن يكون لديه إحساس بالهوية المصرية الذى يمثل ثقافتها وأهمية تاريخ مصر الثقافى وأن يعلم أنه على رأس وزارة هى الأخطر بالنسبة للمواطن ولشكل وقيمة مصر ووزنها الإقليمى والعالمي.
> كتبت الكثير من المقالات عن حصار غزة ولك رأى فى هذه الحرب الغاشمة وتبعاتها فكيف ترى مستقبل هذا الصراع ككاتب وصاحب وجهة نظر وهل يمكن أن تجسدها فنيا على الشاشة فى عمل؟
>> أتمنى أن يترجم ما يحدث فى غزة وأن يكون له مردود على شخصى وذاتى قبل أن يكون له مردود على الشاشة، وأرى أن ما حدث منذ 7 أكتوبر حتى الآن على المستوى العالمى والإقليمى أمر جلل وخطير وسيكون له تأثيرات عظيمة فى المستقبل، وقد بدأت ملامحها فعلا على الصعيد العالمى ورغم أنها تبدو كمأساة وكارثة وخسائرها عظيمة ورغم الدمار الهائل، لكن أطفال العرب وأطفال العالم تشربوا من جديد حقيقة هذا المحتل وجوهر هذا العداء وحقيقته.