درست د.عزة بدر الصحافة والإعلام وعملت لسنوات فى الصحافة الأدبية وحصلت على الماجستير والدكتوراه فى موضوعات من صميم عملها وتخصصها وبالتزامن سارت فى مشوار أدبى كبير وقدمت إنتاجا متنوعا فقد كتبت الشعر والقصة والرواية، حصلت خلاله على الكثير من التقديرات منها جائزة الدولة التشجيعية عام 2002، وقدمت بإخلاص ودأب الكثير من المبدعين فى ملتقاها الشهرى بالمجلس الأعلى للثقافة «تواصل» التابعة للجنة القصة والتى تديرها منذ سنوات بنجاح ودون انقطاع.. ومن إصداراتها: صورة للعائلة، أعناق الورد، على باب الدنيا، وقد نالت مؤخرا جائزة الدولة للتفوق فى مجال الأدب لعام 2024 لتتوج بها مشوارها.. «الجمهورية» تحاور المبتسمة دائما صاحبة المكانة الراسخة فى قلوب جميع المثقفين الذين نادرا ما يتفقون على شيء بينما اتفقوا على محبتها وتقديرها.
> دعينا نبدأ من لحظة إعلان فوزك بجائزة التفوق وشعورك بها؟
>> هذه الجائزة لها تقدير كبير لأنها من الدولة المصرية التى تكرم أدباءها ومبدعيها، إلى جانب ذلك فإن الفوز جعلنى أشعر بمسئولية كبيرة تجاه استكمال رحلتى فى الكتابة وتطوير أدبي، وكذلك استكمال عملى فى العمل العام فى الصحافة ورعاية الموهبين وتقديمهم إلى الحياة الثقافية العامة.. الجائزة هى دفعة وخطوة جميلة مشجعة فى حياتي، خاصة إنى حصلت على جائزتى التشجيعية والتفوق من الدولة.
> كيف بدأت رحلة الكتابة؟
>> بدأت رحلتى مع الكتابة بالشعر ثم القصة القصيرة، والدراسات النقدية كانت مرحلة متقدمة بعد ذلك، لكن أجدنى الآن أكتب فى محبة الأنواع الثلاثة.. لأننى أعشق الكتابة بصفة عامة، وهذا التنوع أعطى تجربتى الأدبية مذاقا خاصا.. أعتقد ان تضافر أنواع الكتابة الثلاثة أضاف لى ولكتابتي.
> عملت فى وقت مبكر بالصحافة الأدبية ولك دور كبير فى تقديم المواهب حدثينا عن ذلك الجانب؟
>> بالفعل عملت من وقت مبكر فى الصحافة الأدبية، والمجلات الثقافية ومنها مجلة المحيط الثقافى التى كانت تصدرها وزارة الثقافة وكنت المحررة الأدبية لها وكان هناك باب لرسائل القراء، وكانت تصل لنا نصوص ادبية وأشعار من المحافظات، وكنت أهتم بقراءة هذه الرسائل وأقوم بالتعليق عليها، ومن هذا الباب ظهر العديد من المبدعين على الساحة الأدبية الآن، وكذلك باب «نادى القلوب الوحيدة» بمجلة صباح الخير.. فى هذه المرحلة كنت فى مقتبل حياتى الأدبية، وأنشر قصائد وإبداعات لشباب من جيلي، وكان يشرف على الباب الكاتب والروائى صبرى موسي، والكاتبة الروائية زينب صادق.
وكنت أعاونهما فى هذا الباب، الذى أتاح لى التعامل مع الرسائل والتعرف على أدب القراء الذين كانوا يكتبون للمجلة وكان هذا الباب مميزا وأتاح فرصة لظهور الكثير من الأدباء كانوا يكتبون الشعر والخاطرة الأدبية.
> وكيف بدأت فكرة « تواصل « التى لم تنقطع منذ سنوات؟
>> مساهمتى فى هذا الباب الذى أشرت إليه، كانت هى البذرة لمساهمتى فى اكتشاف المواهب، بعد حصولى على جائزة الدولة التشجيعية عام 2002 والتحاقى بلجنة القصة بالمجلس الأعلى للثقافة، ومن هنا نشأت فكرة تطوير حلمى برعاية المواهب وبدأت ندوة «تواصل» التى تطورت على مدى السنوات وتعدت تقديم الأدب والشعر إلى العزف و الموسيقى والرؤية الفكرية.. فأصبحت الندوة تواصل بين الأجيال، وبين مختلف أنواع الآداب والفنون.
> وكيف تقيمين جهد الصحافة الأدبية الآن؟
>> لا زالت الصفحات الثقافية رغم تقدم وتعدد وسائل النشر الأخري، تمارس دورا مهما فى تقديم المواهب مثل صباح الخير، وأخبار الأدب، ومجلة الثقافة الجديدة، ومجلة ميريت، فضلا عن جهدكم فى ملحق الجمهورية الأدبى العريق.
> كيف جاء اختيارك لموضوعى الماجستير والدكتوراه؟
>> جاءت دراستى بداية فى كلية الإعلام، واخترت للماجستير مجلة الثقافة لصاحبها– أحمد أمين– ومجلة الرسالة وهما من أهم المجلات الأدبية فى الوطن العربى المعاصر ونشروا أدب كبار الكتاب وأثاروا القضايا المهمة، وكان لهم دور وطنى لأنهم عاصروا فترة الاحتلال الإنجليزى والاستقلال وثورة يوليو.. أما فى الدكتوراه فاخترت دراسة المجلات الأدبية فى الستينيات والسبعينيات وتأثرهم بالظروف السياسية والاجتماعية مثل مجلة «جاليرى 68» وكانت رحلة تأريخ للأدب من خلال المجلات الأدبية والثقافية.
> وبماذا خرجت تلك من الرحلة؟
>> متابعة هذه المجلات يتيح لنا معرفة تطور الأدب ..المجلات الأدبية لها فضل كبير على تطور الأدب ونشر القصة القصيرة، التى ظهرت مع الصحافة الأدبية.
> البعض يرى أن الأدب للمتعة وأن المثقف حر وليس عليه التزام فهل تتفقين؟
>> بل أؤمن أن المثقف يجب أن يكون له دور فى رعاية مجتمعه وتقديم خبراته للآخرين والإسهام الحقيقى فى حركة الثقافة العامة.