ما أقوله يؤكد الواقع الذى نعيشه ويسطِّره التاريخ.. ومقياسه ما يعم مصر من أمن واستقرار وتنام للقوة والقدرة والتقدم والصعود.. لذلك فإن حكمة القيادة هى نعمة عظمة تحفظ للأوطان سلامتها وللشعوب أمنها وحاضرها ومستقبلها وتهيىء سبل البناء والتنمية وتصون المقدرات والموارد والثروات وتستثمر فى الوقت.. والحقيقة ان ما واجه مصر منذ عام 2013 من تحديات وتهديدات وجودية وأزمات ومشاكل غير مسبوقة لم يسبق لرئيس مصرى قبل السيسى أن واجه مثل هذا الطوفان من التحديات.. وشاءت الأقدار أن يواجه الرئيس عبدالفتاح السيسى ميراثاً ثقيلاً من الأزمات والمشاكل المتراكمة بالإضافة إلى تحديات وتهديدات وضغوط متلاحقة.. فمنذ موقفه من ثورة 30 يونيو العظيمة فى 2013 وانحيازه لإرادة المصريين بشجاعة وتجرد وايثار لم تتوقف التحديات والتهديدات والمخاطر.. فوضى وإرهاب ومحاولات مستميتة من قوى الشر لإسقاط الدولة مصحوبة بحملات شرسة من الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه والتحريض بهدف محاولة تزييف وعى المصريين من أجل تحريكهم نحو تدمير وطنهم.. لكن كل ذلك ذهب أدراج الرياح وفى وقت متزامن مع الحرب على الإرهاب والفوضى ومعركة استعادة هيبة الدولة.. قرر بشجاعة ورؤية وإرادة أن يخوض معركة المصير وهى إعادة بناء الدولة وربما التوصيف الصحيح هو بناء دولة حديثة قوية وقادرة تقف على أرض صلبة لا تهزها رياح العوز والمخططات والمؤامرات تمتلك مقترحات التقدم والنهوض.. لذلك أطلق الرئيس السيسى أكبر عملية بناء وتنمية فى تاريخ هذا الوطن ترتكز على الإصلاح الشامل الشجاع وفقاً لتقديرات وحسابات علمية دقيقة شملت كافة القطاعات والمجالات لتحويلها إلى قوة دفع وقيمة مضافة بهدف بناء اقتصاد وطنى قادر يمتلك الطموح والفرص وامتصاص الأزمات ويضع مصر فى مصاف الاقتصادات الكبرى يمتلك التنوع ويستثمر فى مقدرات ومزايا مصرية لم تجد من يوظِّفها أو يستثمر فيها مثل الموقع الجغرافى المتميز.. من هنا نرى النجاحات الكبرى فى الاستثمار فى الموانئ وقناة السويس والمنطقة الاقتصادية والاستفادة من القدرات المصرية الفريدة.. فمصر تمتلك أهم شريان ملاحى فى العالم وتطل على سواحل البحرين الأحمر والمتوسط.. لذلك كان لابد من بناء قدرات جديدة وكسب موارد إضافية من كعكة التجارة العالمية وتجارة اللوجستيات وهو ما تنفذه مصر بنجاح كبير وبشراكات عالمية تدعم الاقتصاد الوطنى بقوة.. ناهيك عن مشروعات عملاقة وإنجازات غير مسبوقة فى قطاعات حيوية تمثل عصب التقدم واستثمار الفرص مثل تطوير البنية التحتية والطاقة والزراعة وتوطين الصناعة ووضع الصناعة المصرية على طريق التقدم.. ثم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمدن الجديدة وإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة من الشمس والرياح وبالتالى تهيئة المجال لجذب الاستثمارات الضخمة مع حركة إصلاح اقتصادى شامل وكذلك توجيه ملحمة البناء إلى مناطق ظلت فى حالة من النسيان والتهميش مثل سيناء وهى قضية أمن قومى.. وما جرى فى سيناء لم تشهده على مدار تاريخها وباتت آمنة محصنة بقوة الرجال ومظلة التنمية والبناء وكذلك الصعيد الذى يشهد طفرة تنموية غير مسبوقة.. وكذلك المدن والمحافظات النائية والحدودية حيث كانت الحياة فيها غاية فى القسوة والصعوبة.. ولم ينس الرئيس السيسى بناء الإنسان المصرى بشكل شامل بل وضعه على رأس أولوياته.. من هنا أيضا نجد أن الحياة الكريمة والعيش الكريم والسكن الكريم وتطوير وتنمية قرى الريف هى عناوين أساسية فى عهد الرئيس السيسى فيما يتعلق ببناء الإنسان والانحياز للمواطن المصرى.
هناك واقع نعيشه غير مسبوق ولم يواجه مصر على مدار تاريخها خاصة ان جميع حدودها من كافة الاتجاهات الإستراتيجية فى حالة اشتعال وتشهد صراعات ودول سقطت فيها الدولة الوطنية واختفت مؤسساتها أو تشهد صراعات وحرباً أهلية ومؤامرات خارجية وحدوداً اشتعلت فيها الحرائق وتحاول قوى الشر تنفيذ المخطط «الصهيو- أمريكى» الذى يعمل على إخلاء غزة وتهجير سكانها بحرب إبادة همجية لم تمارس حتى فى العصور الوسطى ولم تعرفها الغابات حصاراً وتجويعاً وقتلاً للأطفال والنساء بشكل متعمد وممنهج بهدف اجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.. لم يتوقف الأمر عند ذلك بل التهديدات والمخاطر فى البر والبحر والجو.. فهذا هو البحر الأحمر تضع فيه أزمات وصراعات ويجرى عسكرته بهدف واحد فقط هو محاولة تركيع الدولة المصرية وحصارها اقتصاديا وتكبيدها خسائر بمليارات الدولارات جراء تأثر وتراجع حركة عبور السفن من قناة السويس.. ليس هذا فحسب فالصومال والقرن الأفريقى والسد الإثيوبى المصنوع خصيصاً لابتزاز وتركيع مصر وليس لأغراض التنمية التى لا ترفضها القاهرة بل تشجعها وتدعمها ولكن دون إلحاق الضرر بأمنها المائى ولن تسمح بذلك على الاطلاق عن فقد حصتها من مياه النيل خط أحمر.
ناهيك عن الضغوط التى باتت تتم بشكل علنى ولم تعد سراً تدور فى الكواليس فى ابتزاز وتهديد بعد ان رفضت مصر كافة الاغراءات مهما بلغت من أجل ان تفرط أو تتنازل أو تتراجع عن مواقفها ضمانة إلى ان الصراعات والأزمات فى العالم لها تداعياتها وظلالها الصعبة والقاسية على صعيد الاقتصاد وسلاسل الامداد والتوريد وارتفاع الأسعار وركود اقتصادى عالمى وارتفاعات فى تكلفة التأمين بسبب المخاطر المتصاعدة.. هذا المشهد الإقليمى والدولى والمحلى والأكثر تعقيداً وخطورة فى تاريخ مصر.. السؤال ماذا لو لم يكن لدى مصر قيادة حكيمة صاحبة رؤية ومستشرفة للمستقبل.. تدير هذه التحديات والتهديدات بصبر وثبات وهدوء وبدائل ولم تغامر بالبلاد والعباد.. وتقف بشموخ وثقة أمام هذه التهديدات والضغوط وتحفظ لمصر أمنها واستقرارها وسلامة أراضيها.. نجحت فى جمع المصريين على قلب رجل واحد ليكونوا أهم سلاح المواجهة بوعى حقيقى وفهم صحيح.. السؤال المهم أيضاً.. فى أتون هذه التحديات والتهديدات والأزمات فى الداخل والخارج وعلى الصعيدين الإقليمى والدولى وكيف حافظ السيسى على قوة وقدرة مصر التى بناها على مدار 11 عاماً ولم ينجر إلى مغامرات غير محسوبة وكيف يعبر بالبلاد وسط هذا البحر الهائج؟.. وفى ذات الوقت يواصل البناء والتنمية والإصلاح وتحقيق خطوات وطفرات مهمة فى دعم الاقتصاد المصرى.
تحيا مصر