فى لقاء موسع جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدد من سيدات ورجال الصحافة والإعلام، بحضور رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بمقر القيادة الإستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، قدم الرئيس مجموعة من الرسائل المهمة التى تعكس رؤيته المستقبلية لمصر ودورها على الساحتين الدولية والإقليمية.. اللقاء كان بمثابة نافذة لإلقاء الضوء على محاور أساسية تتعلق بالعلاقات المصرية – الأمريكية، التحديات الإقليمية، والأوضاع الداخلية فى مصر، فضلاً عن المشاريع التنموية التى تضع مصر على الطريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً.
أولى الرسائل التى أطلقها الرئيس السيسى فى اللقاء كانت عن العلاقات الإستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.. أكد الرئيس أن هذه العلاقات، التى تعرضت لاختبارات متعددة على مدار السنوات الماضية، قد أثبتت قوتها وصلابتها.. الرئيس السيسى أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الجديدة تُقدر الجهود المصرية فى التعامل مع القضايا الإقليمية العالقة، مثل الأوضاع فى غزة والسودان وسوريا، مُبدياً تفاؤله إزاء وجود حجم من الثقة بين البلدين.. هذه الثقة تفتح المجال لمزيد من التعاون والعمل المشترك لإيجاد حلول واقعية ومستدامة لهذه القضايا.
أما فيما يخص الوضع فى سوريا فقد قدم الرئيس رؤية عميقة حول التحديات التى تواجهها البلاد نتيجة للتغيرات السياسية والجغرافية التى طرأت عليها.. تحدث عن سوريا باعتبارها كانت فى فترة محمد على ذات دور إقليمى مؤثر، لكن الوضع الحالى يختلف تماماً، حيث أشار إلى أن موقعها الجيوسياسى يظل قوياً، لكنه يواجه محددات داخلية وخارجية تحد من قدرتها على استعادة استقرارها.. وفى هذا السياق، شدد الرئيس السيسى على أن مصير أى دولة لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال قرارات أبنائها، مشيراً إلى أن السوريين هم من يجب عليهم أن يبنوا وطنهم، وليس الاعتماد على «المعجزات».
أحد أبرز الموضوعات التى تطرق إليها الرئيس السيسى كان مفهوم «القيادة الاستراتيجية». هذا المفهوم الذى يتجاوز إدارة القوات المسلحة ليشمل جميع مؤسسات الدولة ومنشآتها، يعكس التوجه نحو بناء دولة قادرة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل. وأوضح الرئيس أن مشروع الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة ليس مجرد تحرك نحو تغيير الموقع الجغرافي، بل هو جزء من خطة استراتيجية تهدف إلى تنظيم إدارة الدولة وتحقيق التنمية المستدامة، بما يتماشى مع متطلبات العصر الحديث.
فى سياق حديثه عن الشفافية والنزاهة، حرص الرئيس السيسى التأكيد على نزاهته الشخصية، مشدداً على أنه لم يأخذ «قرشاً من الدولة»، وأن يديه «لم تتلوث بالدماء». هذه الرسالة تأتى فى وقت بالغ الأهمية، حيث يعكس الرئيس من خلالها التزامه العميق بالحفاظ على قيم النزاهة والعدالة، وهو ما يعزز من ثقة الشعب المصرى فى القيادة السياسية. هذا التوجه يعكس حرص الرئيس على إرساء مبدأ الشفافية والمصداقية فى جميع جوانب إدارة الدولة.
كما تطرق الرئيس السيسى إلى التحديات الداخلية التى تواجهها مصر، وفى مقدمتها خطر الإرهاب والتهجير القسري. رغم هذه التحديات، أكد الرئيس أن مصر ستظل آمنة بفضل تلاحم الشعب المصرى مع مؤسسات الدولة، من جيش وشرطة. كما أثنى على وعى الشعب المصرى وإرادته، الذى كان له الدور الأبرز فى حماية البلاد من المخاطر التى واجهتها منذ عام 2011 وحتى الآن. هذا التلاحم الشعبى مع القيادة يعكس حالة من الاستقرار النسبى الذى شهدته البلاد، والذى يعتبر من العوامل الرئيسية فى تعزيز الأمن القومي.
اللقاء يكشف بوضوح أن مصر تسير فى الاتجاه الصحيح نحو تحقيق التنمية المستدامة، بالرغم من التحديات التى تواجهها على الصعيدين الداخلى والخارجي. كما أن رؤية الرئيس تشمل تعزيز العلاقات الدولية، تطوير الإدارة الداخلية، وتحقيق الاستقرار الاجتماعى من خلال مشاريع مثل العاصمة الإدارية الجديدة. هذه الرؤية تضع مصر فى موقع قوى يمكنها من مواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق تقدم ملموس فى جميع المجالات.
لقاء الرئيس السيسى مع الإعلاميين لم يكن مجرد حديث عن الوضع الحالي، بل كان بمثابة عرض لرؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى بناء مصر الحديثة. رسالة الرئيس كانت واضحة: مصر ستظل قوية بفضل وحدة شعبها وقيادتها، ومستقبلها واعد إذا استمر الجميع فى العمل معاً من أجل وطنهم.