فى الذكرى التاسعة لافتتاح قناة السويس الجديدة لابد أن نشير إلى الدور الكبير لهذا المشروع العملاق الذى يقدم قيمة مضافة لمجرانا الملاحى المهم والإستراتيجى والذى أصبح من أهم وأكبر عشرة ممرات ملاحية فى العالم.
فى الواقع لا يسعفنى الوقت للحديث وسرد النجاحات التى حققتها القناة الجديدة على مدار التسع سنوات الماضية سواء من حيث كم الاستثمارات الهائلة التى جاءت قاصدة المنطقة الاقتصادية على ضفاف القناة أو تضاعف مواردها من النقد الأجنبى وإقامة مناطق صناعية وسياحية وزراعية وثروة سمكية وغيرها من المشروعات الهامة التى تخاطب التنمية المستدامة.
يظل هذا المشروع العملاق الذى أبهر العالم فى تنفيذه وفى تمويله علامة فارقة فى تاريخنا المعاصر.
إن تنفيذ قناة السويس الجديدة بهذه الصورة المشرفة أكد لنا معانى كبيرة ورسائل إيجابية متعددة أبرزها الثقة المتبادلة بين الشعب والقائد.
إذا استطعنا الحديث فى عجالة عن عمق هذا المشهد وتأثيره نكتفى بالتطرق لأهميته فى التنمية الاقتصادية التى تحققت بشكل واسع وأصبح لها مردود اقتصادى كبير ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى التجارة العالمية حيث يمر من خلالها 15 ٪ من حجم تجارة العالم.
حقًا ساهمت قناة السويس الجديدة فى زيادة التنافسية بمعدلات كبيرة لجميع السلع والخدمات حيث تستوعب القناة السفن العملاقة وتختصر زمن الرحلات الى النصف تماما لانسيابية الحركة وتعميق الغاطس إلى 66 قدماً، كل هذه المزايا ساهمت فى جذب المزيد من السفن العالمية خاصة ذات الاحجام الكبيرة العملاقة، ترتب على ذلك زيادة دخل القناة بمعدلات كبيرة تجاوزت 9 مليارات دولار مقابل 5.7 مليار دولار قبل الافتتاح، كذلك ساهمت القناة الجديدة فى زيادة متوسط عدد السفن يوميًا من 55 سفينة إلى أكثر من 95 سفينة بزيادة قدرها أكثر من 30 ٪ فى اليوم الواحد.
حقًا إن مزايا القناة الجديدة كثيرة لا تنحصر فى أهميتها كممر ملاحي، فالأمر يفوق كل ذلك بمراحل فقد ساهمت فى رفع معدلات التقييم الاقتصادى والتصنيف الائتمانى لمصر لدى المؤسسات المالية ما ساهم فى خلق ثقة العالم الكبيرة فى الاقتصاد القومى وتحقيق اعلى استفادة من المنح الدولية والقروض بأقل تكلفة.
فوائد كثيرة حققها لنا هذا الشريان الهام ويكفى فقط دوره الكبير فى تنمية محور القناة ومنطقتة الاقتصادية الكبيرة التى تقع على مساحة 265 كيلو مترًا مربعًا، والأهم من كل ذلك تعمير وتنمية سيناء وإقامة مناطق صناعية هامة مثل شرق بورسعيد وشمال غرب خليج السويس ووادى التكنولوجيا بالاسماعلية الجديدة، بجانب المجتمعات الجديدة التى انتشرت على ضفتى القناة غربًا وشرقًا.