من دون شك وبدون مبالغة أو انحياز فان مواقف مصر ومبادراتها ودورها على كافة الساحات العربية والدولية وامام المنظمات الاقليمية والدولية تجاه العدوان الاسرائيلى الوحشى على قطاع غزة كانت الاساس والقاعدة وخارطة الطريق والمبادئ التى استندت اليها القمة العربية التى عقد بالبحرين فى اعمالها وصياغة جدول اعمالها وفى بيانها الختامى وفى قراراتها..مواقف مصر انطلقت من ثوابت وطنية ومبادئ قومية ورؤية استراتيجية شاملة حظيت بالاجماع والتأييد من كل العواصم والقوى الدولية والامم المتحدة واصبحت لسان حال كل من يتحدث ويتناول العدوان على غزة..كل العالم ماعدا الكيان الصهيونى يرفض تصفية القضية الفلسطينية ويرفض التهجير القسرى ويؤيد حل الدولتين وضد التصعيد واستخدام القوة العسكرية لحل النزاعات ومع الحوار والحل السياسى والتفاوض لاحلال السلام..هذه المبادئ والمواقف..جوهر الموقف المصرى وهو ما رأيناها ينعكس على مواقف الدول الاخرى حتى القوى الكبرى تنادى بما نادت بة مصر منذ اللحظة الاولى للعدوان.
مصر الرائدة القائدة السباقة دائما صاحبة القوة والقدرة ومقومات الدولة الكبرى العريقة الحضارية كانت مواقفها حاضرة قبل واثناء وبعد القمة واذا كانت القمة قد نجحت وعكست مطالب كل المشاركين بها فان النجاح يعود إلى مواقف مصر وقائدها الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى كان صادقا وشجاعا وامينا على الحقوق العربية الفلسطينية والمصالح العربية ولم يتوان عن مواصلة التحركات واجراء اللقاءات والاتصالات على مدار الساعة لتنفيذ المبادرات المصرية لوقف اطلاق النار وادخال المساعدات وتبادل الاسرى والمحتجزين وبدء مفاوضات الحل السلمى على اساس مبدأ الدولتين.
التفاف العرب حول المواقف والمبادئ المصرية منع الخلافات أو الاختلافات فى المواقف كما كان يحدث قبل ذلك ونجح فى تحقيق الاجماع والسلاسة فى اعمال القمة و خروجها بهذه النتائج الايجابية والقرارات القوية وجاءت كلمة الرئيس السيسى فى الجلسة الافتتاحية واضحة وصريحة وشاملة بعثت برسائل قوية لكل العالم اولها ان هذه اللحظة الفارقة تفرض على جميع الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار وثانيها ان التاريخ سيتوقف طويلاً أمام تلك الحرب ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان فى القتل والانتقام وحصار شعب كامل وتجويعة وترويعة وتشريد أبنائة والسعى لتهجيرهم قسرياً واستيطان أراضيهم وسط عجز مؤسف من المجتمع الدولى بقواة الفاعلة ومؤسساته الأممية وثالثها ان مصر ستظل على موقفها الثابت فعلاً وقولاً برفض تصفية القضية الفلسطينية ورفض تهجير الفلسطينيين أونزوحهم قسرياً أو من خلال خلق الظروف التى تجعل الحياة فى قطاع غزة مستحيلة بهدف إخلاء أرض فلسطين من شعبها ورابعها ان من يتصور أن الحلول الأمنية والعسكرية قادرة على تأمين المصالح أوتحقيق الأمن واهم..ومخطئ من يظن أن سياسة حافة الهاوية يمكن أن تُجدى نفعاً أوتحقق مكاسبا وخامسها ان مصير المنطقة ومقدرات شعوبها أهم وأكبر من أن يُمسِك بها دعاة الحروب والمعارك الصِفرية. بالطبع فان العالم الذى يقدر حكمة الرئيس ومكانة مصر سيضع هذه الرسائل ضمن اولويات تعاطية مع تداعيات العدوان الصهيونى على غزة.