تواجه أمة العرب تحديات وتهديدات وأطماعًا ومخططات غير مسبوقة وبأتت أمام اختبار حقيقى لإرادتها وقدرتها على المواجهة فلم تعد فقط بعض دولها تعانى أزمات تهدد وجودها بسبب فوضى زعموا أنها خلاقة وفتن وانقسامات فى الداخل من صراع واقتتال أهلى وانتشار الميليشيات والجماعات الإرهابية بفعل مخططات ومؤامرات خارجية تستهدف التقسيم والاسقاط والاضعاف وإخراجًا وخصمًا من معادلة القوة العربية، فقد تهاوت بعض القوى العربية خلال الـ4 عقود الأخيرة وأصبحت مستأنسة لا تشكل خطرًا على أعداء الأمة وتظل مصر هى القوة العربية الضاربة والرادعة بعد أن نجحت رؤية قائد عظيم هو الرئيس عبدالفتاح السيسى فى استعواض القوة العربية التى خصمت من المعادلة العربية فى ادراك ووعى واستشراف للمستقبل، لتشكل مصر مع الاشقاء العرب توازن القوى فى المنطقة وفى ظل جهود مكثفة لتوحيد الصف العربى فى مواجهة التحديات والأطماع، خاصة ما يواجه القضية الفلسطينية وهى قضية العرب المركزية والمحورية من محاولات للتصفية، وابتلاع الحقوق الفلسطينية المشروعة فى إطار مشروع ومخطط شيطانى لتهجير سكان قطاع غزة والضفة الغربية إلى مصر والاردن، وهو ما كشفته أهداف العدوان الإسرائيلى الهمجى على قطاع غزة وحرب الإبادة والقتل والحصار والتجويع والتشريد للشعب الفلسطينى على مدار 15 شهرًا بهدف الضغط عليهم واجبارهم إلى النزوح بعد تدمير منازلهم وسبل ومقومات الحياة فى القطاع إلى الحدود المصرية لتحقيق أوهام الصهاينة وحكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو ورفاق السوء لتوطينهم فى سيناء وهو الأمر الذى أدركته مصر مبكرًا منذ بدء العدوان الذى شنه جيش الاحتلال الإسرائيلى وأعلنت مصر موقفها بحسم وحزم لا تصفية للقضية الفلسطينية، ولا تهجير لسكان القطاع ولا توطين على حساب الأراضى المصرية وأمنها القومى، الذى لا تهاون ولا تفريط فى حمايته، وجاء الموقف المصرى العظيم كاشفًا عن قوة وقدرة مصر وحكمة قيادتها، فى كشف نوايا إسرائيل والتصدى للمخطط برفض قاطع وأعلنت مصر أنها لم ولن تحيد عن مواقفها ولن تتنازل عن ثوابتها وأن الموافقة على التهجير خيانة لدماء وأرواح الشهداء وتضحيات الشعب الفلسطينى وأيضا ظلم كبير ومصر لن تشارك فيه.
مصر أكدت أهمية وقف العدوان واطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين وادخال المساعدات الإنسانية بما يتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية ونجحت منذ بدء العدوان الصهيونى على قطاع غزة فى 8 أكتوبر 2023 فى جهود مكثفة لوقف اطلاق النار والتهدئة وادخال المساعدات بالتعاون مع الاشقاء فى قطر وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية.. وتحملت مصر أكثر من 70٪ من حجم المساعدات التى دخلت ومازالت إلى القطاع للتخفيف عن الاشقاء الفلسطينيين فى غزة.
موقف مصر شريف وواضح لا لبس فيه لا تصفية ولا تهجير للفلسطينيين وأن إعادة إعمار قطاع غزة تنفذ مع بقاء الفلسطينيين على أراضيهم وأن التهجير ليس هو الحل على الاطلاق وأن الفلسطينيين وحدهم من يديرون القطاع وتحديدًا السلطة الفلسطينية، وأن الحل الوحيد لإنهاء ومنع تجدد هذا الصراع هو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لذلك فمصر ترفض أى مخططات أخرى سواء التهجير بكافة اشكاله أو اقتراحات عبيثة مثل اسناد إدارة قطاع غزة لأطراف أخرى ليست فلسطينية، فكل ذلك لا يؤدى إلى حل، ومخالف للقوانين والشرعية والقرارات والمرجعيات الدولية وأيضا مخططات غير أخلاقية تحقق أوهام الكيان الصهيونى فى التوسع والتوغل والتمادى فى اغتصاب الأرض والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى.
الحقيقة أن الموقف العربى جاء أيضا حاسمًا ومساندًا ومتسقًا مع موقف مصر والاردن يرفض بشكل قاطع مخطط التهجير تحت أى ذرائع ومؤيد للرؤية المصرية الواقعية والأخلاقية والقانونية، بإعادة إعمار قطاع غزة دون الحاجة إلى تهجير الفلسطينيين خارج القطاع فى زمن قياسى يستغرق من ٣ إلى 5 سنوات، ومصر لديها القدرة والثقة على انجاز هذا الهدف.
مصر تستضيف اليوم القمة العربية الطارئة لمواجهة مخطط التهجير واقرار الرؤية المصرية ودعمها فى إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أو ترك الفلسطينيين لاراضيهم فى ظنى أن هذه القمة بعد تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب عن تهجير الفلسطينيين من قطاغ غزة ومطالبة مصر والاردن باستقبالهم تحت ذرائع وحجج إنسانية واقتصادية واستثمارية لكنها فى الحقيقة تلبى وتحقق أوهام الكيان الصهيونى الذى يحظى بدعم أمريكى مطلق لذلك فإن القمة العربية الطارئة اليوم لا تحتمل القسمة على اثنين وتترقب الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج نتائجها وقراراتها التى يجب حسب الكثير من المطالبات والتحليلات أن تكون واضحة وحاسمة لأنها باتت مرآة عاكسة لضمير الأمة العربية واختبارًا حقيقيًا لإرادتها وقوتها وأنها مازالت حية تستطيع الفعل والتأثير بما لديها من أوراق وبدائل وقدرات وقوة، فى التأكيد على الآتى:
أولاً: رفض قاطع وحاسم لمخطط التهجير تحت أى ظرف أو ذرائع فالأرض فلسطينية، وأن الشعب الفلسطينى له حقوق مشروعة وقانونية وفق القانون والقرارات الدولية، والمرجعيات والمواثيق.
ثانيًا: أن العرب لديهم من القوة والقدرة على الحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى والحفاظ على أرضه وهويته دعم الموقفين المصرى والاردنى فى موقف عربى حاسم وأيضا تأييد ودعم الرؤية المصرية فى إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكان القطاع ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة وعدم الفصل بين القطاع والضفة لأنهما مكونان للدولة الفلسطينية.
ثالثًا: التأكيد على أنه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية وهو ما يتسق مع المبادرة العربية للسلام وأيضا مع الاجماع الدولى والإقليمى ويتسق مع القرارات والمرجعيات والشرعية الدولية.
رابعًا: التأكيد على قدرة العرب على تمويل رؤية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير بالمشاركة مع الدعم والتمويل الدولى نصرة للحق الفلسطينى المشروع وأيضا على حق هذا الشعب فى العيش الكريم مع تأكيد القمة بموقف عربى رفض قاطع لممارسات وسياسات إسرائيل فى انتهاك السيادة العربية فى فلسطين سواء فى الضفة وقطاع غزة ولبنان وسوريا ورفض قاطع للدعم الأمريكى المطلق والشامل لممارسات الكيان الصهيونى واتخاذ إجراءات وقرارات واضحة وصريحة إلى كبح جماح العربدة الإسرائيلية وأنه لا مجال لعلاقات أو تطبيع للعلاقات إلا بعد اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ووقف الإبادة والقتل، وأيضا التخلى عن الأوهام التى من شأنها اشعال المنطقة والشرق الأوسط والتأثير على أمن واستقرار العالم لذلك فالقمة العربية هى القول الفصل فى مواجهة المخططات والأوهام.