يأتى انعقاد القمة العربية الطارئة التى تستضيفها القاهرة فى الرابع من شهر مارس المقبل فى وقت بالغ الأهمية والصعوبة على المستويين الإقليمى والدولى ، خاصة بعد تولى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب مقاليد الحكم فى ولايته الثانية قبل 40 يوما تقريبا وما تلاها من أحداث وتقلبات وتصريحات لاسيما تلك التى تحدثت عن التهجير القسرى للفلسطينيين من أرضهم سواء أبناء غزة أو الضفة الغربية إلى الأردن ومصر أو حتى إلى دول أخرى كما جاء على لسان ترامب ومن بعده قادة الكيان الصهيونى وفى القلب منهم «النتن ياهو « .
لكل ذلك وغيره الكثير والكثير من الأمور ولن أبالغ إذا قلت لكل تلك الأزمات تأتى أهمية «قمة القاهرة « الطارئة التى يجب أن تكون المشاركة فيها من وجهة نظرى قائمة على «الكيف لا الكم» بالقدر الذى يتناسب وصعوبة وخطورة الموقف الذى يمر بالأمتين العربية والإسلامية وليست فقط فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ، وحجم تواجد القادة و الزعماء فى القمة يمثل رسالة قوية للطرف الآخر ومقياسا مهما لما سيصدر عنها من قرارات .
أيضا يجب أن تخرج القمة بقرارات حاسمة وحازمة تجاه هذا المخطط الصهيونى من خلال اتخاذ موقف عربى موحد رافض لفكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى أى جهة سواء داخل الوطن العربى أو خارجه ، مع وضع تصور شامل لعملية إعمار غزة وغيرها من المدن الفلسطينية التى اضيرت من العدوان الإسرائيلى على مدى 500 يوم وكذلك الاتفاق على الشكل الأمثل لإدارة القطاع بعد الوقف النهائى لإطلاق النار و تبنى الخطة المصرية التى أعدتها بخصوص ذلك خاصة فيما يتعلق بعملية إعمار القطاع وإدارته .
ووفقا للخبراء والمحللين الاستراتيجيين والسياسيين فإنه من المنتظر أن تخرج القمة العربية الطارئة بوثيقة من أبرز بنودها تعهدات أطراف دولية بعدم شن إسرائيل عمليات عسكرية بغزة، بينها بند لوقف النار فى غزة لمدة لا تقل عن 10 سنوات.
كشفت المصادر أيضا أن الدول العربية تسعى لبلورة وثيقة شاملة لوقف حرب غزة نهائيا وإعادة الإعمار ، خاصة أن مصر انتهت بنسبة أكثر من 70٪ من استراتيجية إعمار غزة ، وكذلك تتضمن الوثيقة العربية، وفق المصادر، تشكيل لجنة انتقالية فلسطينية لإدارة غزة برقابة دولية وإنشاء لجنة من الدول المانحة تشرف على صرف الأموال بغزة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أصدرت بيانا أعلنت فيه إرجاء موعد عقد القمة العربية الطارئة من 27 فبراير الجارى إلى 4 مارس المقبل ، بهدف استكمال التحضير «الموضوعى واللوجستي» للقمة بعد التشاور مع مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وبالتشاور مع الدول العربية ، بسبب «الارتباطات وازدحام جدول أعمال العديد من القادة والزعماء إضافة إلى عقد اللقاء الاخوى غير الرسمى الذى استضافته العاصمة السعودية الرياض مؤخرا بحضور عدد من القادة العرب ، وكانت الحكمة تقتضى وجود وقت فاصل بين لقاء الرياض وقمة القاهرة «لبحث المستجدات الجديدة التى قد تطرأ خلال الفترة الزمنية بينهما .
ووفقا للخبراء والمحللين فإن القمة العربية الطارئة سوف تركز على ٤ تأكيدات أساسية وواضحة فى مقدمتها تثبيت وقف إطلاق النار، والتأكيد على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، والتأكيد على رفض التهجير بكافة أشكاله وصوره، والتأكيد على بدء التحرك لعملية سياسية واسعة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمبادرة العربية للسلام .