وخطة مصر.. ومستقبل غزة.. وعودة «معاوية»
وتنعقد القمة العربية الطارئة بعد ساعات قليلة مع بدايات شهر رمضان المبارك.. وتتجه الانظار نحو القاهرة تراقب.. تتابع.. تنتظر موقفًا عربيًا جماعيًا حول مستقبل قطاع غزة وكيفية التعامل مع التحديات التى تواجه المنطقة فى ضوء خطط وسيناريوهات لإعادة تشكيل توجهاتها وتوازناتها.
وننتظر ونأمل فى حضور ومشاركة أكبر عدد من القادة العرب فى هذه القمة فلا يوجد مبررات أو أعذار بعد تأجيل القمة من السابع والعشرين من فبراير الماضى بهدف تمكين القادة العرب من المشاركة الجماعية.
ولا يمكن أن نقول الكثير حول ما يمكن أن تبحثه قمة العرب.. فالهدف واضح والقرار أيضا واضح.. والهدف هو انقاذ ما يمكن انقاذه حتى لا تواجه المنطقة شبح الفوضى والدخول فى متاهات وحسابات معقدة.. الهدف هو أن تكون هناك خطة عربية موحدة يمكن البناء عليها حول كيفية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهلها.. والهدف هو أن يدرك العالم أن الصوت العربى واحد فى الحفاظ على الحقوق العربية فى إطار التمسك بخيار السلام.. فلا شعارات سترفع ولا مزايدات ستعلن وإنما لغة هادئة للعمل والحوار والتعاون مع الجميع والقرار أيضا واضح.. القرار هو منع تصفية القضية الفلسطينية.. بمساندة ودعم الخطة المصرية التى ستقدم إلى المؤتمر والمتعلقة بمراحل إعادة الإعمار وهى خطة متكاملة الاركان والتى ينتظر أن تحتوى على كيفية الاعمار وكيفية التمويل والمشاركة الدولية فى الاعمار وضمان عدم الاعتداء على غزة أثناء عمليات التشييد والبناء.. وضمان الشكل السياسى لإدارة القطاع فى المرحلة القادمة.
ونعود لنقول.. العرب أمام أصعب وأهم اختبار.. فلم يعد هناك متسع لأنصاف المواقف.. ولم يعد هناك مجال للتأجيل أو التنصل من المسئولية.. هذا هو وقت الصوت العربى الواحد.. وإذا لم يكن هناك اجماع عربى الآن فإن القادم سيكون أصعب.. إن لم يكن أسوأ..!!
> > >
وتعالوا نذهب إلى أوروبا.. أوروبا بعد المقابلة غير المسبوقة فى البيت الأبيض بين الرئيس ترامب.. والرئيس الأوكرانى زيلينسكى أعلنت حالة من التأهب ورفعت صوتها عاليًا تبحث عن كيفية الاتحاد فى مواجهة أمريكا الجديدة.. أوروبا تبحث عن تعزيز الدفاع للاستغناء عن أمريكا.. أوروبا بدأت تتحدث عن استقلالية القرار الأوروبى.. والدول الأوروبية تعيد حساباتها.. هذا عصر جديد غير مأمون العواقب.. هذا عصر التكتلات بعيدًا عن المصالح الوقتية والفردية.. هذا عصر تناسى الخلافات من أجل الصمود والبقاء.. أوروبا أيضا خائفة.. والعالم كله يشعر بالقلق..!
> > >
ومع كل الاحترام لمختلف وجهات النظر حول اللقاء غير العادى الذى تم بين ترامب وزيلينسكى والذى لم ير العالم مثيلاً له من قبل فإن الرئيس الاوكرانى هو من بدأ المأساة عندما دخل البيت الأبيض مرتديًا ملابس لا تليق بالمكان ولا بالاجتماعات الرسمية.. وملابس الرجل كانت بداية الاستفزاز لأنها عبرت عن عجرفة غير مطلوبة فى هذه المناسبات والرئيس الذى بدأ المأساة عليه أن يجد لها النهاية وما أصعبها من نهاية..!
> > >
ونعود إلى حياتنا وحواراتنا والذين يتابعون الدراما والمسلسلات ولا يوجد اهتمام أكثر من الاهتمام بمعاوية ومعاوية هو المسلسل الذى عاد ليثير جدلاً كبيرًا بعد رفض المؤسسة الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف لتجسيد الأنبياء والصحابة وأمهات المؤمنين وبنات النبى وآل البيت أو العشرة المبشرين بالجنة فى أية أدوار فنية.. وكما يقول أحد علماء الأزهر فإن العقيدة الإسلامية لا يمكن أن تقبل أن يقوم ممثل ظهر فى أدوار سكر أو رقص فى الأفلام والمسلسلات ثم يمثل دور أحد الصحابة إلى جانب اعتبار أن التاريخ الإسلامى ليس مجالاً للمعالجة الدرامية التى قد تؤدى إلى تحريف الأحداث وتشويه الصورة الحقيقية للصحابة.
والواقع أنه جدال لن يتوقف دينيًا أو سياسيًا أو فنيًا ولكنه جدال فى صالح أضخم مسلسل انتاجيًا.. ومعاوية الذى كان «شعرة معاوية» فى أدق مراحل الخلافة الإسلامية والذى تمكن من تأسيس الدولة الأموية فى دمشق يطل علينا من جديد ولكنه لن يكون صاحب الكلمة هذه المرة الكلمة ستكون بمقاييس عصر جديد ورؤية مختلفة.. وهو فى نهاية الأمر مجرد مسلسل ووجهة نظر..!
> > >
وأرفض.. أرفض تمامًا المتاجرة بالغلابة والمساكين وتصوير لحظات تقديم المساعدة المادية أو العينية لهم.. فكرامة الناس أهم من أى مساعدة والحفاظ على الإنسانية يفوق أى اعتبارات أخرى.
نحن ندعو إلى مساعدة كل محتاج وتقديم العون إلى كل مسكين ولكن دون أن يكون ذلك مجالاً للتباهى وكسب التعاطف يدك اليمنى إذا قدمت مساعدة لمحتاج فإن يدك اليسرى لا يجب أن تعرف بذلك.. المساعدة تكون فى الخفاء وبدون إعلان وبدون كاميرات.. وبدون نشر ذلك على الصفحات الالكترونية الخاصة بالصور وبالمبالغ التى تم التبرع بها أيضا..!
> > >
واللهم أنت ثقتى فى كل كرب، ورجائى فى كل شدة، وأنت لى فى كل أمر نزل بى ثقة وعدة كم من كرب يضعف عنده الفؤاد وتقل فيه الحيل ويخذل عنه القريب والبعيد، ويشمت به العدو أنزلته بك وشكوته إليك راغب فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولى كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة.
> > >
وأخيرًا:
وتظن أنك تقاوم ولكنك فى الواقع تنطفى.
ويصبح الوجع بسيطًا حينما تجد من يعتنى بك.
> والوجع أن تنتظر حديث أحدهم معك ويحادث الجميع وينساك.
> واللهم أيام تسر ورحمات تتوالى.