فى ظروف عربية وإقليمية بل ودولية صعبة للغاية.. تعقد القمة العربية فى البحرين الأسبوع المقبل.. ولا أدرى هل هى مصادفة أن تعقد القمة العربية يوم 15 مايو وهو نفس يوم النكبة التى كانت فى 15 مايو عام 1948 وهو يوم إعلان دولة إسرائيل الصهيونية واعتراف الدول الاستعمارية بهذا الكيان الذى بدأ الإعداد لإقامته فى 2 نوفمبر 1917 وهو اليوم الذى صدر فيه وعد بلفور.. وتم الإعداد له رسميًا فى معاهدة سايكس بيكو فى 16 مايو 1916 والتى تم فيها تقسيم المنطقة العربية.
لابد أن نتوقف عند هذا التاريخ 15 و16 مايو حيث بدأت الخطة الصهيونية لتقسيم العرب وتفتيت الإرادة العربية.. واليوم أصبح أمل العرب هو الإبقاء على هذا التقسيم واستمرار خطة سايكس بيكو التى قسمت العرب خوفًا من تقسيم جديد ظهر بوضوح فى مؤامرة الشرق الأوسط الجديد الذى أعلن عنه شيمون بيريز والفوضى الخلاقة التى أعلنت عنها كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد بوش الابن.. ومحاولات إنهاء القضية من خلال الحرب الصهيونية المستمرة على غزة منذ سبعة أشهر حتى الآن والاقتراب من ضرب رفح الفلسطينية وهو ما حذرت منه مصر مرارًا وتكرارًا.
تأتى القمة العربية فى هذا الوقت الخطير ومازال هناك أمل عربى لدى الشعوب العربية فى أن يكون هناك قرارات عربية حاسمة فى مواجهة هذا الغزو الصهيوني.
ولا يستطيع أحد أن ينكر الدور المصرى فى كل المجالات لإيقاف هذه الحرب ولكن يبدو أن الصهيونية لا تريد ذلك بدليل أنه بعد نجاح المفاوضات المصرية القطرية وقبول حماس لمبادرة سلمية على ثلاث مراحل.. كان التصريح الصهيونى الأول من وزير الأمن الإسرائيلى بضرورة ضرب رفح.. وكان التهديد الصهيونى على لسان نتنياهو فى ذات المعنى وهو ما حدث فعلاً.. وقد رفضت مصر فى بيان رسمى هذا التصعيد وحذرت من أنه يهدد مصير الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة.
عودة إلى وعد بلفور ومعاهدة سايكس بيكو وكلاهما استهدف إقامة كيان صهيونى فى فلسطين من خلال الاستعمار البريطانى والاستعمار الفرنسى وبموافقة أوروبية.. يستمر هذا الوعد بشكل جديد لحماية الكيان الصهيونى ولكن بحماية وضمانة أمريكية ومعها دول الاستعمار الأوروبى القديم.. ويأتى الفيتو الأمريكى الشهر الماضى ضد إعلان دولة فلسطين طبقًا لمشروع إقامة الدولتين كما هو معلن دوليًا ورسميًا.. ليؤكد أن خطة أمريكا والصهيونية العالمية فى المنطقة لصالح الكيان ولإلغاء أية حلول سلمية وإنهاء القضية الفلسطينية لصالح الكيان وحده.. حيث كشفت حرب غزة حقيقة هذه الدول التى تدعى حمايتها لحقوق الإنسان وتدعى حفاظها على الحق والعدل والمساواة الدولية فضاعت القيم التى كانوا يدافعون عنها.. وباتت المبادئ والحريات والديمقراطية التى ادعوا أنهم يريدون نشرها فى منطقتنا تحت دعاوى كاذبة مضللة كشفتها هذه الحرب وأكدت للعالم كله الكذب والخداع الذى عشناه وهم يتحدثون عن الحق والعدل والديمقراطية وحقوق الإنسان وهم كاذبون مضللون.. لكن فى النهاية كلهم يتناسون وعد الله بنصر المؤمنين وأن الله سيتم نوره ونصره رغم أنف الكاذبين.