انعقدت القمة العالمية الثانية لسلامة الذكاء الاصطناعى فى 21-22 آيار 2024، تحت الرعاية المشتركة لجمهورية كوريا الجنوبية والمملكة المتحدة، استكمالاً للقمة الافتتاحية التى سبقتها فى المملكة المتحدة، بهدف تعزيز الحوار حول سلامة الذكاء الاصطناعي، والابتكار، والشمولية. ومع ذلك، وعلى الرغم من نواياها النبيلة، عانت قمة سيول من صعوبة فى مضاهاة النجاح الباهر الذى حققته سابقتها.
القمة الأولي، التى عُقدت فى المملكة المتحدة فى بلتشلى بارك عام 2023، كانت حدثًا تاريخيًا تُوج بإعلان بلتشلى – وهو التزام من 28 دولة لضمان التنمية المسئولة للذكاء الاصطناعي. وقد وضعت هذه القمة معايير عالية من خلال مبادرات ملموسة مثل إنشاء معاهد لسلامة الذكاء الاصطناعى وتشكيل لجنة استشارية من خبراء الذكاء الاصطناعى الدوليين
جمعت قمة سيول مجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة، بما فى ذلك قادة الحكومات، عمالقة الصناعة، ونشطاء المجتمع المدني. وحضر الحدث بشكل بارز ممثلون على المستوى الوزارى من 28 دولة، إلى جانب كبار التقنيين من شركة OpenAI، ومبتكرى ChatGPT، وشركة .Google DeepMind
وقد تضمن جدول أعمالها جلسات تناولت النهوض ببروتوكولات سلامة الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الابتكار، وتعزيز الشمولية فى مجال الذكاء الاصطناعي. وبرز «بيان سيول الوزاري»، وهو وثيقة تجسد رؤية كوريا الجنوبية للتقنيات الخاصة بالذكاء الاصطناعى وأشباه الموصلات، كأحد النتائج المحورية، ممثلًا التزامًا موحدًا بتعزيز سلامة الذكاء الاصطناعي، وتشجيع الابتكار، وضمان الشمولية. بالإضافة إلى ذلك، تعهدت مجموعة من شركات التكنولوجيا بتطوير الذكاء الاصطناعى بشكل مسؤول ومعالجة التحديات الاجتماعية من خلال «تعهد أعمال الذكاء الاصطناعى فى سيول.
كانت القمة العالمية الثانية لسلامة الذكاء الاصطناعى فى سيول شاهداً على الالتزام المستمر بسلامة الذكاء الاصطناعي. ولكن وعلى الرغم من إنجازات قمة سيول، شعر بعض الحضور بأنها تفتقر إلى الروح الريادية التى ميزت قمة المملكة المتحدة، مع غياب بعض الدول، ولا سيما كندا. لوحظ غياب اتفاقية بارزة مماثلة لإعلان بلتشلى فى سيول، واعتبر تأثير القمة على أنه تدريجياً أكثر منه تحولياً.
ومع تطلع العالم إلى القمة الثالثة فى فرنسا، يظل مجتمع الذكاء الاصطناعى متفائلاً بتحقيق نجاحات ستشكل مستقبل حوكمة الذكاء الاصطناعي.