دخلت الدفعة الأولى من الشاحنات التى تحمل المنازل الجاهزة أمس إلى الفلسطينيين بقطاع غزة تنفيذا لاتفاق وقف اطلاق النار بين إسرائيل وحماس وتكليلا للجهود المصرية والقطرية للحفاظ على حياة الفلسطينيين داخل أرضهم.
قال مصدر مسئول بميناء رفح البرى بمحافظة شمال سيناء، بأن الشاحنات التى تحمل «الكرافانات المفككة» المحملة على شاحنات بدأت تدخل من أجل تفتيشها عبر منفذ كرم أبو سالم جنوب شرق غزة.
أوضح المصدر أنه جرى إدخال 5 شاحنات محملة بالمنازل الجاهزة للتركيب بإجمالى 15 منزلا مساحة كل منها 40 مترا، بالإضافة إلى جرافات وغيرها من لوازم المنازل الجاهزة.وأوضح أن اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة ينص على إدخال معدات لإنشاء 60 ألف من المنازل المؤقتة لإيواء مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أصبحوا فى العراء جراء العدوان الإسرائيلى طوال الشهور الماضية.
تضم المنازل غرفتين مجهزتين وتسمح باستقبال 3 أسرّة ومزودة بوصلات للكهرباء والإضاءة وتحتوى على نوافذ للتهوية، فضلا عن أن الحوائط عازلة لدرجات الحرارة، وذلك ليتنسى من يعيش داخل المنازل المتنقلة أن يحيا حياة كريمة داخل قطاع غزة إلى حين إعادة إعمار القطاع.
وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، تبدأ عمليات إعادة تأهيل البنية التحتية فى جميع مناطق القطاع، وإدخال المعدات اللازمة لفرق الدفاع المدني، وإزالة الركام والأنقاض، ويستمر ذلك فى جميع مراحل الاتفاق.
كما يُسمح بإدخال مستلزمات إنشاء مراكز لإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم أثناء الحرب، ويشمل ذلك بناء ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة و200 ألف خيمة.ويتضمن الاتفاق بدء تنفيذ الترتيبات والخطط اللازمة؛ من أجل إعادة إعمار شامل للمنازل والبنية التحتية المدنية التى دُمّرت نتيجة الحرب، وتعويض المتضررين تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات، بما فى ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
فى الوقت نفسه، دخلت شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية المتنوعة إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث كشفت مصدر مسئول بميناء رفح البرى بمحافظة شمال سيناء، أنه تم إدخال 120 شاحنة مساعدات لقطاع غزة منها 10 شاحنات وقود.
من جانبه، أشاد أمجد الشوا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، بالدور الكبير الذى بذلته مصر فى الضغط على إسرائيل لإدخال المنازل المتنقلة إلى قطاع غزة.
نوه الشوا بأن الشعب الفلسطينى يشعر بالعرفان والتقدير تجاه الدور المصرى الكبير فى التخفيف، مؤكدا أن هذه المنازل المتنقلة سيكون لها دور هام فى إعطاء الأمل للفلسطينيين بحدوث تغيير ملحوظ على الواقع الإنساني، لأنها ستأوى آلاف الأسر التى شردها الدمار والقتل والعدوان السافر.
أضاف أن إدخال هذه المنازل يعطى إشارة بدء للمؤسسات الدولية بضرورة إرسال المزيد من المنازل المتنقلة، وذلك بعد الجهود المبذولة من مصر وقطر لإدخالها إلى القطاع، معربا عن أمله فى أن تستمر الجهود فى هذا الصدد بما يخفف من تداعيات الكارثة الإنسانية التى يعيشها الشعب الفلسطينى على كافة المستويات، محذرا فى الوقت ذاته من أن إسرائيل ستواصل المماطلة ووضع العراقيل أمام تنفيذ التزاماتها فى البروتوكول الإنسانى واتفاق وقف إطلاق النار.
كما صرح محمد أبوعفش مدير الإغاثة الطبية فى غزة، بأن الاحتياجات بقطاع غزة كبيرة والكميات التى تدخل من المساعدات سواء إغاثية أو طبية أو خيام لا تزال قليلة، ففى شمال غزة هناك نحو مليون و200 ألف شخص بحاجة لمساعدات، ونحو 45 ألف أسرة دون مأوي، ونحو 25 ألف مريض بحاجة للعلاج منهم 10 آلاف من مرضى السرطان والفشل الكلوي.
أكد مدير الإغاثة الطبية أن الوضع فى قطاع غزة لا يزال صعبا، خاصة فى ظل الأمطار والرياح وعدم وجود صرف صحى والمشكلات البيئية، ما يترتب عليه تفشى العديد من الأمراض.
أوضح أنه يجرى العمل بشكل كامل مع جميع المؤسسات الصحية الموجودة بالقطاع سواء وزارة الصحة أو المؤسسات الصحية لوضع خطة سريعة لإنقاذ المستشفيات، مناشدا ببدائل سريعة كالمستشفيات الميدانية المؤقتة حتى إتمام بناء المستشفيات، وأطقم طبية تدعم نظرائهم فى غزة.
أشار إلى أن الجمعية تقوم باجتماعات دورية مع جميع المؤسسات الصحية العالمية، سواء منظمة الصحة العالمية أو غيرها من المنظمات الأخرى ذات الصلة، لإبلاغهم باحتياجات القطاع، والذين يقومون من جانبهم بتقديم الدعم والمساعدات.