فى الخامس من نوفمبر المقبل سنكون على موعد مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية..التى ينتظر فيها العالم رئيساً جديداً للولايات المتحدة اما ترامب او كمالا هاريس فى حالة نيل ثقة الحزب الديمقراطي- وهناك قضايا كثيرة تشغل العالم منها الصراع مع روسيا والصين على زعامة العالم.. وصياغة عالم جديد متعدد القوى والقطبية أيضا وهذا حادث فى الفترة المقبلة لا محالة.. ولكن على مستوى الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية قضية العرب الاولى فلها الكثير من الاهتمام لدى ساكن البيت الأبيض الجديد؛ لارتباطها بشكل مباشر بإسرائيل، كما انها محل اهتمام الدول العربية من حيث انتهاء الحرب واستقرار المنطقة، وانهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وهذا ما تعمل عليه مصر عبر تاريخها وحتى الآن.
الإدارة الأمريكية الحالية قدمت جولة علاقات عامة أنجزها الكونجرس الأمريكى لصالح بنيامين نتنياهو، لا يهم عدد المقاطعين أو المعترضين أمام الكابيتول على تواجد نتنياهو فى مبنى الكونجرس، وللأسف وقف القاتل على المنصة الأهم فى الولايات المتحدة، وحظى بالتصفيق وقوفًا لنحو ثمانين مرة فى خمسين دقيقة فقط، وكل ما قاله لا يخرج عن حقيقة أنَّ المشروع الصهيونى يمضى فى طريقه تحت سحابة أمريكية كثيفة، قد تطرأُ عليها بعض الثقوب بين وقت وآخر، فيبدو للناظر من بعيد أنها تمرر قليلاً من ضوء الشمس وحرارتها؛ إنما فى الأخير لا تتغير المعادلة، وتستمر وبقوة الغطرسة الإمبراطورية وهيمنتها على النظام الدولي، ويستهلك الوقت دون إنجازحقيقى يستعيد العدالة الضائعة.. نعلم جميعا أن القرار فى واشنطن يؤخذ داخل الكابيتول لا خارجه، ما يعنى أنه لا قيمة عمليا لتظاهرات الساحة، كما لا أثر للنواب المقاطعين والغائبين عن الجلسة.
قال نتنياهو كلاما فارغا لعشرات الدقائق، وتحصل على مرتين تقريبًا من التصفيق الهادر والاحتفاء المبالغ فيه عن كل دقيقة. . كثيرون من المُشرعين الأمريكيين يعبرون عن ميول عقائدية راسخة، وبعضهم يغازلون القاعدةَ اليهودية قبل أسابيع من الانتخابات؛ والنتيجةُ أن الرجل «نتنياهو» الذى أتى سابحًا فى نهر من الدماء، وجدد سرديته «الذابلة»، وأعاد تسويق صورته التى يحب كآخر «ملوك التوراة» وحماة العهود المقدسة.
ومع أجندة اللقاءات الملحقة بالرئيس «المنسحب بايدن»، أو الرئيس الجديد سواء كان ترامب أو كامالا، فإنه يرسخ حضوره فى مركزى القرار الأمريكي، فضلاً على أن المؤسسات الصلبة إلى جانبه بالضرورة وطوال الوقت.. ربما يكشف المشهد عن سقوط أخلاقى للولايات المتحدة؛ لكنه يحمل بين دلالاته عن تمكين أجندة نتنياهو، وهذا ما يخص فلسطين ويعمق نكبتها، ويتوجب أن يكون محل اهتمام ونظر من قواها المنقسمة على نفسها حتى الآن.
اما عن كمالا وترامب فإن الموقف لن يتغير كثيرا بالنسبة للدعم والمساندة لاسرائيل.. وانما تختلف الوسائل والأدوات والاسلوب، فإن حلت «كامالا» فى المكتب البيضاوى فلن تنحرف شبرًا عن مسار بايدن، وإن جاء «ترامب» فإنها الانتكاسة التى تعمق المقتلة ولا تصرف مقابلاً عنها فى السياسة.. منذ اندلعت الحرب فى غزة وكل ما يخشاه الجميع أن تتطور إلى مواجهة إقليمية واسعة، ولأن كرة الثلج تتدحرج وتكبر، وتسير الأمور بوتيرة خشنة نحو ما يُخشى منه بالفعل.. ولكل فريق خطابه الظاهر وأجندته المضمرة، وكلاهما فى سباق مع الزمن والتوازنات القائمة؛ لإحداث خروقات يمكن اضافتها لحساب المكاسب على الطاولة النهائية؛ والمنطقة على صفيح ساخن، يزداد سخونة كلما لاحت فى الأفق احتمالات نصرٍ أو هزيمة؛ وأحدث الحلقات المزعجة ما كان قبل يومين فى هضبة الجولان السورية المحتلة، وقبلها ماحدث فى اليمن الاسبوع الماضي.