إذا أراد شخص فى الريف أن يحرق غيطان القمح أو الذرة أو القطن لخصمه دون أن يمسك أحد عليه دليلا، يسكب على ذيل قطة أو فأر الجاز ثم يأخذه الى داخل الغيط ويشعل فيه النيران، وتكون النتيجة معروفة، كل اتجاه يتجه اليه القط المشتعل يشتعل معه جانبا من الغيط وحتى تقضى النار على الغيط بأكمله!
وهذا ما تفعله اسرائيل فى المنطقة تريد أن تشعلها جزءا جزءا، لأنها لا تريد الحرب على جبهات متعددة..
والسؤال ماذا يحدث لو أفشلت ايران المخطط كما تزعم اسرائيل ان حزب الله والحوثيين وحماس وسوريا ولبنان والعراق يخوضون حرباً بالوكالة عن ايران، وتتناسى تل ابيب انها تقوم بحروب وتواجد بالغصب فى المنطقة بالوكالة عن قوى الاستعمار الغربى القديم والجديد!!
أعتقد لو استجابت ايران ووكلاؤها للمخطط الصهيونى لحدث اختلال للمعادلة وفشل للسيناريو .
قد يقول قائل ان اشعال الحرب على جبهات متعددة سيكون المنتصر فيها اسرائيل لأنها فى هذه الحالة لن تحارب بمفردها ولكن ستأتى على الفور كل أساطيل الغرب وحاملات طائراته لتدك المنطقة بأكملها..
نعم قد يكون ذلك صحيحا، لكنها قد تكون النهاية للجميع بما فيها اسرائيل لأننا سنكون فى حرب عالمية ولو إقليمية وهو ما لم تسمح به قوى أخرى إذا طالها الضرر!!
لكن السيناريو الاسرائيلى الموضوع باحترافية هو القضاء على كل جزء بمفرده، أو انهاكه بعد القضاء على ما سبقه، فإذاأنتهت المهمة فى غزة تنطلق الى الضفة الغربية ثم لبنان ويمكن الى سوريا الى أن ينتهى الأمر بايران فى هذه المرحلة.
ولن يقف الأمر طبعا عنذ ذلك لكن سيتم الانتقال مستقبلا الى كل دول الجوار ثم الخليج حتى يتحقق الحلم الصهيونى من المحيط الى الخليج.
ويساعد هذا التوجه ويدعمه عدم ايمان البعض ان الدور قادم عليهم لا محالة وساعتها سينطبق المثل الشهير «إنما أُكِلْتُ يوم أُكِل الثور الأبيض».
والمعنى أنَّ الثور الأسود بعد سماحِهِ للأسَد بأكْلِ صاحبه، فقد وضَع نفسَه فى القائمة بعده دون أنْ يدري.!
ومن جهة أخرى من يراهن على ان الحروب المتتالية استنزاف للاقتصاد الاسرائيلي، يكون الرد عليه بسيطا : ومنذ متى كان اقتصادهم منعزلاً عن خزائن واشنطن ولندن وباريس والغرب كله.
لكن ميزة الحرب المتعددة الجبهات ان البعيد عن الحرب سيدرك ان دوره قادم لا محالة اذا كان فى المنطقة، وان الوجه القبيح للاستعمار الجديد، أو القديم قد انكشفت عورته للبعيد عن ساحة الحرب.
نعم التفوق والانتصار قد يكون حليفا للكيان الصهيونى إذا كانت الحرب نظامية وعلى جبهات متعددة، أى بجيوش واجتياحات برية بعد القصف بالطيران والصواريخ طبعا لان الذى يحارب ليست اسرائيل وحدها لكن الترسانة العسكرية الغربية كلها.
لكن أعتقد أذا تحولت الحرب الى حرب مدن وشوارع فلن يكتب للكيان الصهيونى فيها الانتصار أو الاستقرار مثلما يحدث فى غزة الآن بعد مرور ما يقرب من العام
و أعتقد ان الحل المضمون نجاحه يكمن فى المقاومة و تحول الحرب الى حرب شوارع، من بيت الى بيت، من حارة الى حارة، بالطعن بالسكاكين، بالدهس بالسيارات، بالضرب بالرصاص، بكافة الأشكال..
لم تنتصر امريكا فى فيتنام بسببها وكذلك الاتحاد السوفيتى فى افغانستان وهنا ستكون الحرب من الداخل ولن تنفع مع أصحاب الأرض والحق أية صوريخ أو طائرات لأن الكيان الصهيونى الذى فرد أجنحته على كل جزء من الارض الفلسطينية المحتلة، سيكون هدفاً سهلاً..
واذا كانت الطائرات المسيرة ذات الثمن البخس تحولت الى وسيلة ناجحة للفقراء أمام طائرات إف 16 وحتى إف 35 ومابعدها، وأصبحت المتفجرات فيها تناوش الصواريخ الباليستية على الأقل فى اثارة الرعب.
أخيراً أعتقد ان الكيان الصهيونى لن يزول بالحروب النظامية لكن سيزول إذا تمكنا من النخر فى عظامه كالسرطان أو السوس وهو مايفعله معنا منذ سنوات، وبصور مختلفة!
أعتقد ان المكسب الحقيقى لنا حتى الآن ان جيوش المهاجرين للكيان الصهيونى قد توقفت بل وبدأت منذ فترة الهجرة العكسية، أى يعود المستوطنون من حيث أتوا بعد أن رأوا بأعينهم الوهم الصهيونى الزائف بأرض الميعاد، وأن لهذه الأرض المسروقة أصحاب يدافعون عنها حتى الموت!!