بعيدًا عن مؤسسات التقييم الاقتصادى والتصنيف الائتمانى والصخب الدائر فى محيط صندوق النقد الدولى الذى سيطر على أهالينا فى الأرياف قبل المدن وأصبح حكاوى المقاهى والشوارع والميادين والسوشيال ميديا.
إن حالة الترقب التى انشغل بها الشعب المصرى بكل فئاته من زيارة «كريستالينا جورجييفا» مديرة صندوق النقد الدولى يجب بل لابد أن تتحول بأقصى سرعة إلى طاقة من العمل والإنتاج، وعلينا أن نعلم جيدًا أن زيادة الناتج المحلى هو الضامن الوحيد والمؤشر الحقيقى لتنمية الاقتصاد القومي، هذا ما يجب أن نركز عليه فى المرحلة القادمة وهو مواجهة تحدياتنا الاقتصادية مثل التضخم والبطالة وندرة مواردنا من النقد الأجنبي، هذا ماحدث فى دولة مثل الصين التى انتصرت على كل الصعوبات ونجحت فى تحقيق ناتج محلى يلامس العشرين تريليون دولار ومازال يطلق عليها دولة ناشئة وهكذا الهند والعديد من الدول التى حققت زيادة ملحوظة فى معدلات ناتجها المحلى فى فترة وجيزة جدًا، ومن هنا لابد أن نتوقف قليلاً وننظر حولنا ونرصد كل ما يحدث فى الاقتصاد العالمى والاستفادة من التجارب الناجحة خاصة على الصعيد الاقتصادي.
لابد أن نعترف جميعًا بأن الناتج المحلى المصرى لا يليق بالإصلاحات والإنجازات التى تحققت على أرض مصر حيث لا يتجاوز حتى الآن الـ 400 مليار دولار فى حين أنه من السهل مضاعفة هذا الرقم ببساطة شديدة جدًا حيث نمتلك الآن كل مقومات النجاح من مزايا تزيد من قدراتنا التنافسية والدخول فى أسواق جديدة تخلق لنا فرصًا تصديرية حقيقية.
فى الحقيقة إن هناك أسبابا عديدة وراء عدم تعظيم الاستفادة من قدراتنا الكبيرة والمتاحة حاليًا فى مناخ الاستثمار المصرى من بنية تحتية تخاطب المعايير العالمية للاستثمار ويد عاملة تتجاوز الـ 28 مليون نسمة وأسواق قريبة من حدودنا تحتاج المزيد من السلع والخدمات والكثير من رؤوس الأموال المشتركة هذا ما يجب ان نلتفت إليه بجانب الاستفادة القصوى من مناطقنا الاستثمارية كاملة اللوجستيات التى تخفض التكلفة وتحقق المصالح المشتركة لكل أطراف السوق «صناعا وتجارا ومستهلكين»، إن تحقيق هذه المعادلة يحتاج تضافر جميع الجهود المبذولة ومشاركة جميع فئات وشرائح المجتمع فى العملية الإنتاجية وفتح المجال على مصرعيه أمام رؤوس الأموال الجادة المحلية منها والأجنبية، وضبط إيقاع السوق والتصدى للممارسات الضارة وحماية المستهلك من تداعياتها السلبية التى تلتهم ثمار الإنجازات والإصلاحات التى تمت على أرض مصر.
إن تشابك وتضارب المهام والأدوار يصنع الدولة العميقة التى تلتهم العوائد أولاً بأول وتحرم الكثير من أبسط حقوقه، باختصار شديد أن مصر تمتلك الكثير والكثير من مقومات النجاح تستطيع الوصول بناتجها المحلى إلى اكثر من تريليون دولار فى أقرب وقت ممكن، والسؤال هنا: لماذا ننتظر رغم امتلاكنا للقذيفة ومنصة الإنطلاق معًا؟