من المهم أن نبحث فى ذواتنا عن قدرات وطاقات كامنة ربما لم ننتبه إليها، أو تعاملنا معها ليس بالقدر الكافى من الاهتمام، وهو بُعد رَسَّخَهُ الرئيس عبدالفتاح السيسى فى رؤيته للإصلاح والبناء والتنمية، ودائماً يؤكد على أهمية الأفكار الخلاقة والبعد عن التقليدية والنمطية، خاصة أننا دولة ذات موارد محدودة، واستغلال كافة الطاقات والقدرات المتاحة، بل يتعامل بإرادة ورؤية وتحد فى إعادة البعث والحياة لمشروعات قديمة لم يكتب لها النجاح لأسباب تتعلق بالتنفيذ أو وجود صعوبات وتحديات، والرئيس لا يعرف شيئاً اسمه الفشل، ولنا فى مشروع توشكى آية وعبرة ومثل، فقد توقف قبل الرئيس السيسي، لوجود عقبات خاصة الجبل الصخرى أو الجرانيتى على امتداد «8 كيلو مترات» وبدأ فى 2017 بزراعة 400 فدان، وهذا العام وصلت المساحة المنزرعة فى توشكى إلى 420 ألف فدان منزرعة بأجود المحاصيل خاصة المحاصيل الاستراتيجية مثل القمح وربما تضم الزراعة الواحدة أكثر من محصول وهو نموذج إعجازى للمشروعات فى عهد الرئيس السيسي، لذلك علينا أن نتحلى بالإصرار والإرادة والتحدى المرتكز على الرؤية وأيضاً تعرض الموقع الجغرافى الاستراتيجي، للتجاهل وغياب الرؤية قبل مجيىءالرئيس السيسي، ثم يتحول إلى طاقة نور من خلال تطوير الموانئ المصرية لتأخذ نصيبها من التجارة العالمية واللوجستيات، وترتبط بشبكة طرق ومواصلات وموانئ جافة وبقناة السويس بعد تطويرها وازدواجها، من هنا علينا أن نبحث عن تعظيم الموارد، والمميزات والطاقات والقدرات الكامنة وتحويلها إلى قيمة مضافة.
مازلت مُصِّرَاً على أن الجامعات المصرية بكل إمكانياتها وقدراتها وكوادرها وثرواتها البشرية وأصولها، كنز يجب استغلاله بشكل أكثر اتساعاً وفى مجالات تحتاجها الدولة المصرية، سواء فى مجال الرعاية الصحية من خلال المستشفيات الجامعية العملاقة وضرورة تنمية وتعظيم كافة التخصصات والتوسع فى إقامة المستشفيات الفرعية المتخصصة والعيادات الخارجية، ولتكن بأسعار وسطية بين الاستثمارى الخاص، والحكومى وتقديم خدمة متميزة وراقية للمواطن خاصة فى المحافظات البعيدة مثل الصعيد والمحافظات النائية، ولا توجد محافظة مصرية إلا وبها جامعة واثنتان ما بين الحكومى والأهلي، والخاص، والدولي.
أيضاً أعتبر أن كليات الزراعة فى الجامعات المصرية، واحدة من الثروات الراكدة غير المستغلة إذا أضفنا عليها من خلال التعاون والتنسيق مع المدارس الفنية الزراعية، أو المعاهد الزراعية لتشكلل فريقاً واحداً، يعمل فى مجال استصلاح وزراعة الأراضي، وأيضاً تنمية الثروة الحيوانية، والداجنة والألبان من خلال توظيف للكوادر العلمية والعملية وأعضاء هيئة التدريس والمدرسين، وإكساب طلاب كليات الزراعة والمعاهد والمدارس الزراعية مهارات إدارة المشروعات الزراعية والسمكية والحيوانية والداجنة ويستطيع الطالب أن يدير مشروعاً صغيراً أو متوسطاً يوفر له فرصة عمل ثمينة أو لغيره أيضاً ويدر إنتاجاً فى هذه المجالات يساعد فى تحقيق الاكتفاء وضبط الأسعار والأسواق وربما التصدير.
القرية المصرية وربما نحن أمام 4584 قرية حسب بيانات المشروع الأعظم «حياة كريمة» لتنمية وتطوير قرى الريف المصري، لذلك لابد أن تنظر الحكومة بعين الأهمية إلى أهمية مساعدة الناس فى هذه القرى لتكون قرى منتجة وتقديم الدعم لهم فى مجال مشروعات الثروة الحيوانية والداجنة بالتمويل والاستشارات والإشراف الطبي، أو إيجاد صيغة توافقية مع أصحاب الأراضى التى تزيد مساحتها على خمسة أو عشرة أفدنة لأهمية تبنى مشروع لتربية رءوس الماشية أو الدواجن، وتأخذ الحكومة هذا الإنتاج أو تساعد فى تسويقه بما يغطى احتياجات السوق، وربما تدخل فيها مناحل العسل، أو النخيل على أجناب وحواف الزراعات، نحن نحتاج تقارباً بين الحكومة والمزارعين وأصحاب المشروعات، فالجميع شركاء فى بناء هذا الوطن والتصدى لتحدياته وإنهاء أزماته ومعاناته.. فتوعية الناس وإكسابهم مهارات القدرة على الكسب والاستثمار وزيادة الدخل، والإنتاج لصالح السوق المصري، أمر غاية فى الأهمية.
هناك حكمة تقول، «أعطنى سنارة ولا تعطنى سمكة»، فالسنارة تضمن الحصول المستمر على الأسماك، لذلك لا يجب أن تكون مظلة الحماية الاجتماعية فقط قاصرة على منح المعاشات أو برامج تكافل وكرامة أو تقديم الدعم، ولكن أيضاً مساعدة الفئات الأكثر احتياجاً لامتلاك وإدارة مشروعات صغيرة، أو تعلم مهنة أو صنعة، ومساعدة خريجى الجامعات خاصة الكليات النظرية من خلال تدريب تحويلى على مهن وحرف ومهارات تحتاجها سوق العمل، هذه الأمور تحتاج جدية وإرادة، وليس مجرد تصريحات وعناوين وسوف تحقق الفارق، ومن المهم متابعتها والإشراف عليها والتأكد من نتائجها، ويمكن للتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى المشاركة فى هذا الدور بإمكانياته وقدراته الهائلة ليحول المواطن غير القادر على الكسب إلى قادر على الكسب أو لديه فرصة عمل أو مشروع يخفف الضغط على مخصصات الحماية الاجتماعية، أيضاً ويقيناً الدولة تعمل فى هذا المسار والبحث عن التكنولوجيا، والأساليب العلمية فى زيادة إنتاجية الفدان، وتقليل نسب احتياجات الزراعات إلى المياه فى ظل محدودية الموارد المائية، واستجلاب السلالات من رءوس الماشية التى تدر لحوماً وألباناً أضعاف ما تنتجه السلالات العادية وهو ما وجه إليه الرئيس السيسى وأمر بتقديم كافة الإمكانيات له.
من المهم أيضاً تبنى الراغبين فى إقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى الإعداد والتأهيل والتعرف على أرض الواقع من خلال الكيانات الكبرى والعملاقة التى تعمل فى نفس مجالات مشروعاتهم الراغبين فى إطلاقها لإكسابهم مهارات والقدرة والمعرفة على إدارة مثل هذه المشروعات بنجاح، أو إيجاد صيغة للتعاون مع هذه الكيانات الكبرى للاستفادة من إنتاج المشروعات الصغيرة بشكل إجمالى من الممكن أن توفر جزءاً يدخل فى إنتاج أحد الأجهزة، لذلك علينا أن نطلق العنان للأفكار الخلاقة، وإعادة النظر فى قدراتنا وإمكاناتنا التى لم نلتفت إليها بالقدر الكافي.
تحيا مصر