توسيع التعاون فى مجالى الدفاع والأمن وتبادل المعلومات والتدريب المشترك
أهمية التبادل الثقافى فى تعزيز علاقات الصداقة بين شعبى البلدين
أكدت مصر وماليزيا الحاجة للدعوة إلى إحلال السلام والأمن فى منطقة الشرق الأوسط، وضرورة تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، وكذا أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بمختلف المجالات من خلال زيادة وتيرة تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين.
جاء ذلك فى بيان مشترك أصدرته مصر وماليزيا خلال الزيارة الرسمية لرئيس وزراء ماليزيا داتو سيرى أنور إبراهيم إلى مصر فى الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر الجارى تلبية لدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتزامناً مع الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أجرى الجانبان محادثات معمقة حول العلاقات الثنائية، تبادلا خلالها وجهات النظر حول القضايا العالمية محل الاهتمام.
وأكد البيان المشترك أن زيارة رئيس الوزراء الماليزى إلى مصر تأتى تتويجاً للعلاقات المتنامية التى تحقق منفعة متبادلة للبلدين الشقيقين، وللاستفادة من هذه المرحلة الجديدة من الصداقة والتعاون الوثيقين.. واتفقت قيادتا البلدين على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وصولاً إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى المستقبل القريب، كحافز لضمان المزيد من التقدم والتنمية لكلا البلدين، وكذلك تعضيداً لجهودهما نحو خلق عالم مستقر وعادل ومنصف.
أكد الجانبان، انطلاقاً من إدراكهما لإمكانات اقتصاد البلدين، ثقتهما فى استمرار نمو حجم التجارة والاستثمارات المتبادلة، وثمنا الجهود المبذولة لتعميق التعاون الذى يقوده قطاع الأعمال فى مجالات الاقتصاد الرقمى والسلع الزراعية وتطوير البنية التحتية فى مجال الطاقة المتجددة والنقل والنقل البحري، وكذا التعاون فى قطاع الصناعة وتصنيع أشباه الموصلات.
والطرفان اتفقا على أهمية اتفاقيات التجارة الحرة لرابطة دول جنوب شرق أسيا «آسيان»، والسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا «كوميسا» فى تحقيق النفع لكلا البلدين.
ونوه الجانبان إلى التعاون الثنائى القوى القائم بين البلدين فى مجالى الدفاع والأمن، واتفقا على اتخاذ التدابير اللازمة لتعزيز وتوسيع التعاون فى هذه المجالات، بما يشمل إجراء حوار ومشاورات منتظمة وتبادل المعلومات والتدريب المشترك، ومبادرات مكافحة الإرهاب والتصدى للجرائم العابرة للحدود، مثل تهديدات الأمن السيبرانى والاحتيال فى العملات المشفرة.
ولفت البيان، فى هذا الصدد، إلى أن إنشاء مكتب الملحقية العسكرية الماليزية فى القاهرة فى مايو الماضى جاء ليؤكد التزام ماليزيا ببذل الجهود المستمرة لتعميق وتعزيز التعاون مع مصر فى مجال الدفاع.
كما أكد الجانبان أهمية الاستمرار فى التعاون بمجالى التعليم العالى والتدريب بين البلدين.. وفى هذا السياق، أعربت ماليزيا عن سعادتها ببادرة الصداقة المصرية فى تقديم المزيد من المنح الدراسية للطلاب الماليزيين للدراسة فى مؤسسات التعليم العالى المصرية.
وأشارا البيان إلى أهمية التبادل الثقافى فى تعزيز علاقات الصداقة بين شعبى البلدين، واتفقا على مواصلة العمل لاجتذاب الطلاب والخبراء من البلدين لتطوير دراساتهم وأبحاثهم، للعمل على الحفاظ على الزخم الإيجابى الذى يميز هذا التعاون.
وفيما يتعلق بتجمع الآسيان، ثمنت ماليزيا انضمام مصر إلى معاهدة الصداقة والتعاون مع الآسيان فى عام 2016، وإبداء مصر رغبتها فى تعزيز العمل مع دول الآسيان لدعم علاقات السلام والاستقرار والتعاون.
وأعربت ماليزيا، بصفتها رئيسة تجمع الآسيان 2025، عن استعدادها للعمل بشكل وثيق مع مصر لتعزيز العلاقات بين الآسيان ومصر، كما شجعت ماليزيا، مصر، انطلاقاً من دورها المهم كعضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، على تعزيز شراكتها مع الآسيان.
وحول ما بتعلق بالوضع فى الشرق الأوسط، اتفقت مصر وماليزيا على الحاجة للدعوة إلى إحلال السلام والأمن فى المنطقة، وتطرقتا إلى الوضع الإنسانى المتدهور فى قطاع غزة، وأدانتا الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأعربت ماليزيا عن تقديرها للجهود المصرية لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية المقدمة من ماليزيا إلى الفلسطينيين الذين باتوا فى أمس الحاجة إليها فى قطاع غزة، كما جدد الجانبان تأكيدهما على حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، بما فى ذلك الحق فى إقامة دولة فلسطين المستقلة.
كما أدان الجانبان انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولى والقانون الإنسانى الدولى والقانون الدولى لحقوق الإنسان فى عملياتها العسكرية التى تنتهك أيضا سيادة لبنان وسلامة أراضيه من خلال توغلاتها المستمرة فى لبنان وغاراتها الجوية، والتى أسفرت عن مقتل أكثر من ألفى شخص من المدنيين الأبرياء وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية.
وأكدا كذلك ضرورة التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار لإنهاء هذه الكارثة الإنسانية، وأهمية الحفاظ على سيادة دولة لبنان وسلامة أراضيها.
وفيما يتصل بتجمع البريكس، رحب الجانبان بموافقة قادة التجمع فى القمة الـ16 للبريكس فى قازان بروسيا فى 23 أكتوبر الماضى على اعتماد فئة البلدان الشريكة للتجمع.. وفى هذا الصدد، أعربت ماليزيا عن أملها فى العمل بشكل وثيق مع مصر وأعضاء مجموعة البريكس الآخرين نحو نيل العضوية الكاملة فى التجمع وتعزيز أجندة الجنوب العالمي.
أشار البيان المشترك إلى التوقيع وتبادل مذكرة تفاهم بين وزارة الأوقاف المصرية وإدارة التنمية الإسلامية بماليزيا فى مجال الشئون الإسلامية، والتى شهدها الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الماليزي.
وفى ختام البيان، أعرب رئيس الوزراء الماليزى عن تقديره للرئيس السيسى والحكومة المصرية والشعب المصرى على حفاوة الاستقبال وتسهيل زيارته الناجحة، كما أعرب عن تطلعه وتطلع بلاده لقيام الرئيس السيسى بزيارة دولة إلى ماليزيا فى الوقت المناسب مستقبلاً.