> أجمعت الصحف الفرنسية والأوروبية على أن لقاء القمة بين الرئيسين.. عبدالفتاح السيسي.. وإيمانويل ماكرون بالقاهرة جاء فى توقيت مهم للغاية. وجاء انضمام جلالة الملك عبدالله الثانى عاهل الأردن للقمة ليضيف أبعاداً جديدة لأهمية القمة. فقد جرى النقاش الواسع بين القادة الثلاثة حول الملفات الساخنة فى الشرق الأوسط.. خصوصاً وقف إطلاق النار ووقف الحرب التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة.. بالإضافة للملفات الإقليمية والدولية الساخنة.
> لكن لقاء القمة المصرية ـ الفرنسية رفيعة المستوي.. جاء أيضاً على إيقاع اللقاء والحوار الحضارى الممتد بين مصر وفرنسا. ويأتى لقاء الزعيمين.. السيسى وماكرون على العشاء فى مقهى «نجيب محفوظ» بالحسين.. ليضفى روحاً إنسانية وثقافية جديدة على لقاءات القمة المعتادة بين مصر وفرنسا.
الجنون بمصر
> وقد اهتزت باريس.. حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل فى 1988.. وخلال أيام انتشرت روايات نجيب محفوظ المترجمة للفرنسية فى كل المكتبات.. وقد احتار النقاد فى توصيف نجيب محفوظ.. هل هو يشبه جوستاف فلوبير.. أم إميل زولا.. وادعى الإنجليز فى لندن أنه يشبه تشارلز ديكنز.. وقالت لوموند فى ذلك الوقت إن الواضح أن نجيب محفوظ لا يقلد أحداً.. ولكن أحداً لا يمكنه تقليد نجيب محفوظ.
> وتأتى زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون للمتحف الكبير العظيم فى القاهرة.. لتؤكد من جديد مدى حب الفرنسيين لمصر.. الصحف الفرنسية تقول إنه الجنون بمصر وبالحضارة المصرية القديمة.
> وقد احتفلت فرنسا منذ شهور قليلة بالذكرى المئوية الثانية لميلاد شامبليون.. عالم الآثار الفرنسى الشهير الذى تمكن من فك أسرار وألغاز حروف اللغة الهيروغليفية على حجر رشيد. وفى باريس أطلقوا على الشارع الذى عاش فيه شامبليون اسم شارع «الكتابة».. وفى القاهرة يوجد شارع يحمل اسم شامبليون بجوار نقابة الصحفيين.
> ويصدر فى باريس سنوياً العشرات من الكتب الأنيقة والمثيرة جداً.. التى تتحدث عن ملوك وملكات مصر القديمة.. وفى مدخل متحف اللوفر فى باريس يأتى الجناح الخاص بكنوز الحضارة المصرية فى مقدمة كل أجنحة المتحف العريق.. وفى 1988.. قام الرئيس الراحل ميتران بإقامة ثلاثة من الأهرام الزجاجية فى مدخل متحف اللوفر.. توثق مدى الإعجاب الجنونى فى باريس بأهرامات الجيزة.. ومعبد الكرنك وملوك وملكات مصر الفرعونية القديمة.
القرن ـ 21
> وتأتى اتفاقية «الشراكة الإستراتيجية» بين مصر وفرنسا فى القرن الحادى والعشرين.. بما يعتبر توثيقاً رسمياً للعلاقات العميقة الممتدة بين مصر وفرنسا.. منذ عصر محمد علي.. إلى اليوم.. الفرنسيون يعتبرون الحضارة المصرية القديمة.. اكتشافا فرنسيا.. منذ أن وقف نابليون وجنوده فى انبهار تام أمام أهرامات الجيزة.
> الانفتاح المصرى على فرنسا فى عهد محمد علي.. هو فى الواقع وراء بناء مصر الحديثة كقوة كبرى فى أوائل القرن التاسع عشر.
> واليوم تسعى مصر.. تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى تعزيز أسس الاستقلال الإستراتيجى لمصر.. بكل قوة.. من خلال إقامة العلاقات القوية مع مختلف القوى العالمية.. هو تنويع فى العلاقات وفى آفاق التعاون الشامل فى المجالات الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية.. وبعد توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي.. تأتى اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين مصر وفرنسا.. وفرنسا فى الواقع هى القوة المركزية فى الاتحاد الأوروبي.. بترسانتها النووية.. وبذلك تكون مصر هى أكبر شريك إستراتيجى لفرنسا.. خارج الاتحاد الأوروبي.
قوة كبرى
> وأكد الرئيس الفرنسى ماكرون أن توقيع اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين مصر وفرنسا يوضح مدى عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين.. وقال إن مصر.. قوة كبرى جيوسياسية وعسكرية وسكانية.. مما يجعل قدراتها التنموية عالية جداً.
أضاف.. أننا نعلم أن مصر تقوم بإصلاحات واسعة وتقوم بتنفيذ مشروعات كبري.. لكن الإصلاحات التى تجرى فى التعليم سوف تكون فى صالح الشراكة بيننا وهذا هو الاستثمار طويل المدي.. الاستثمار فى البشر.
> وقال ماكرون.. إن فرنسا هى أكبر مستثمر فى مصر بأكثر من 7 مليارات يورو. والاستثمار فى مصر مهم جداً.. لأن مصر بلد مستقر ويمكننا صنع الرخاء والرفاهية معاً.. ومصر لديها إمكانيات هائلة للنمو الاقتصادي.. ليس فقط كسوق واعدة للاستثمار ونقل وتوطين التكنولوجيا.. ولكن أيضاً سوق واعدة هائلة لتوفير فرص العمل.
> ورحب بجهود الرئيس عبدالفتاح السيسى من أجل تحقيق السلام ورفض التهجير القسرى للفلسطينيين.. وأكد دعم فرنسا للخطة المصرية التى أيدتها القمة العربية لإعادة الإعمار فى غزة.. مع الرفض النهائى لتهجير وترحيل الفلسطينيين من أرضهم.
> ورحبت صحيفة لوفيجارو الفرنسية بزيارة ماكرون لمصر فى هذا التوقيت. وقالت إنها زيارة دولة.. رسمية رفيعة المستوى فى توقيت هام جداً.. أولاً.. من أجل إعادة تنفيذ وقف إطلاق النار فى غزة.. ومن أجل إطلاق المشروع الحيوى للشراكة الإستراتيجية بين مصر وفرنسا.
تصريحات السيسى
> رحبت الصحف الفرنسية وقنوات التليفزيون الفرنسى بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس ماكرون.. وأشادت بموقف الرئيس السيسى الثابت من رفض تهجير أبناء الشعب الفلسطينى من أرضهم فى غزة.
> رحبت الصحف الفرنسية بالارتفاع بمستوى العلاقات التاريخية الطويلة بين مصر وفرنسا إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.. وقالت إن هذه الخطوة كانت واجبة التنفيذ منذ وقت طويل.. وأشادت بحرص الرئيس السيسى على توثيق العلاقات الإستراتيجية بين مصر وفرنسا.. وبين مصر والاتحاد الأوروبي.. وهى شراكة ممتدة من شاطئ البحر المتوسط الشمالى فى أوروبا إلى شواطئ المتوسط الجنوبية فى مصر.. أهم قوة إقليمية فى العالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا.
> وأشارت صحف باريس إلى تأكيد الرئيس السيسى على أن الشراكة الإستراتيجية بين البلدين.. تفتح آفاقاً جديدة واسعة لصالح البلدين والشعبين.. بما يتزامن مع تكثيف الاستثمارات الفرنسية فى مصر.. وهى سوق واعدة قادرة على استيعاب الاستثمارات الخارجية بلا حدود.
خطة الإعمار
> أشادت صحف باريس بإعلان الرئيس السيسى اتفاقه مع الرئيس ماكرون على رفض التهجير القسرى للفلسطينيين ودعم الخطة العربية لإعادة الإعمار.. كما رحبت بتنسيق الجهود بين مصر وفرنسا بشأن عقد المؤتمر الدولى لإعادة إعمار غزة الذى تنوى مصر استضافته بمجرد الاتفاق على وقف القتال.
> أشارت الصحف الفرنسية إلى حرص الرئيس السيسى على تأكيده أن تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط سوف يبقى بعيد المنال طالما ظلت القضية الفلسطينية بلا حل.. وطالما ظل الشعب الفلسطينى يواجه ويلات الحرب الطاحنة.
القمة الثلاثية
> أشادت وسائل الإعلام الفرنسية بالحديث التليفونى بين الزعماء الثلاثة السيسى وماكرون والملك عبدالله الثانى مع الرئيس دونالد ترامب. وأشارت إلى أن هذا الحديث تناول ضمان الوقف العاجل لإطلاق النار فى غزة وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الأسرى والمحتجزين. وأشارت إلى تأكيد مصادر مطلعة بأنه تم الاتفاق على مقترحات مصر لوقف النار لمدة سبعين يوماً مقابل إطلاق عدد من الرهائن والأسري.. مع إدخال ما يكفى من مساعدات إنسانية.
طائرات الرافال
> ذكر المراقبون فى باريس أن مصر وفرنسا يدخلان معاً إلى عصر التعاون الإستراتيجى بينهما.. وهو أكبر تعاون إستراتيجى بين فرنسا.. القوة المركزية فى أوروبا.. ومصر.. القوة المركزية فى العالم العربى والشرق الأوسط وأفريقيا.
> وقد أكد الرئيس ماكرون أن امتلاك مصر لطائرات الرافال الفرنسية الصنع.. يعتبر رمزاً قوياً لمدى التعاون الإستراتيجى بين مصر وفرنسا.
> وذكرت الصحف الفرنسية إنه من المقرر أن تحصل مصر على ست طائرات جديدة من طائرات الرافال ـ إف 3 آر خلال عام 2025.
.. وهى الجزء الأول من صفقة الرافال الجديدة التى تتكون من 31 طائرة.. وقالت صحيفة لاتربين الاقتصادية الفرنسية أنه من المقرر أن تحصل مصر على 24 طائرة رافال جديدة أخرى خلال العام القادم 2026.