بدأت أمس أعمال الدورة الثانية والثلاثين من اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ونظيره الأردنى الدكتور بشر الخصاونة، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
أكد رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى تمسك مصر والأردن بدعم الشعب الفلسطينى وصولا إلى إقامة دولته على حدود 4 يونيو 1967، وأن مصر والأردن تؤكدان أهمية الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية باعتباره الحل الوحيد للصراع.
اضاف خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الأردنى بشر الخصاونة امس أن مصر والأردن حريصتين على انعقاد اللجنة العليا المشتركة للبلدين بصفة مستمرة، مشيدا بالعلاقات الثنائية بين مصر والأردن على مستوى قيادة البلدين.
هنأ مدبولي، المملكة الأردنية الهاشمية قيادة وشعبًا بمناسبة قرب حلول عيد استقلال المملكة الثامن والسبعين فى 25 مايو الجاري.
وأكد رئيس الوزراء أن العلاقات المصرية الأردنية شديدة التميز وتنعكس على علاقات الدولتين سواء من خلال الحكومتين فى الدولتين والروابط التاريخية العميقة بين الشعبين.
وأوضح مدبولى أن انعقاد اللجنة المصرية – الأردنية خلال الأيام الماضية يأتى فى سياق الأزمة التى يمر بها الإقليم والمنطقة العربية، وهى أزمة غير مسبوقة تحدث فى قطاع غزة وقال مدبولى إن كل التحديات التى نواجهها منذ السابع من أكتوبر الماضى حتى الآن وصولا إلى الشهر الثامن من هذه الأزمة، تؤكد أنه لا يوجد حل لهذه الأزمة غير المسبوقة إلا بتفعيل وتنفيذ حل الدولتين، الحل الذى نادت به الأمم المتحدة منذ العديد من العقود، ولكننا نعتقد أنه على الرغم من الأزمة الإنسانية التى يمر بها القطاع، فإن العالم يقف الآن على خطوة مهمة، وهى ضرورة أخذ كل الخطوات التنفيذية لتفعيل هذا الحل والمطلب، الذى يتحدث عنه الجميع، مؤكدا أنه يجب على العالم وكل الدول العظمى الوقوف والعمل وتأدية دورهم فى تفعيل هذا الحل.
شدد مدبولى على أن أى خطوة من شأنها فرض عملية التهجير القسرى للفلسطينيين من قطاع غزة يمكن أن تمتد بعد ذلك لفرض تهجير قسرى اخر للفلسطينيين من الضفة الغربية وتصفية كاملة للقضية والدولة الفلسطينية على حد سواء».
وأشار مدبولى إلى أن مصر والأردن كان لديهما التكامل والتوافق فى رفض هذا التوجه، وهذا ما أعلنته القيادة السياسية المصرية والأردنية منذ بدء الأزمة، وكانت كل تحركات الدولتين على نفس السياق والتوجه فى دعم أشقائنا فى فلسطين.
وقال مدبولى «قمت بإحاطة رئيس الوزراء الأردنى بكل الدعم الذى قامت به الدولة المصرية لأشقائها فى فلسطين ونحن نقوم بذلك من منطلق الثوابت المصرية العميقة لدعم فلسطين فى هذه المرحلة وعلى مدار العصور الماضية وسنستمر فى هذا الشأن».
وأكد مدبولى أن مصر فتحت معبر رفح على مدار الساعة والأيام الكاملة منذ بدء الأزمة، حيث أن أكثر من 80٪ من الدعم الذى دخل لأشقائنا الفلسطينيين كان من قبل الحكومة المصرية ومؤسسات المجتمع المدنى المصري، وسنظل مستمرين فى هذا التوجه، ولكن بسبب الظروف الأخيرة تم عرقلة تلك الخطوات نتيجة الأعمال العسكرية غير المبررة من قبل الجانب الإسرائيلى خلال الأيام الماضية.
وشدد مدبولى على حرص مصر والأردن وبذل قصارى جهدهما لمحاولة الوصول إلى اتفاق من شأنه أن يؤدى إلى وقف لإطلاق النار، وأن يكون هدنة وبدايات حقيقية للتفاوض على إنهاء هذا الصراع العسكرى غير المبرر والأزمة الإنسانية غير المسبوقة التى يواجهها أشقاؤنا فى قطاع غزة، وأن تكون هناك خطوات جدية حقيقية لتفعيل الدولة الفلسطينية فى خلال المرحلة القادمة.
وقال مدبولي، إنه ناقش مع نظيره الأردني، العلاقات الثنائية ولا سيما العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري، وأنه تم التوافق على زيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال المرحلة القادمة أن متوسط التبادل التجارى بين مصر والأردن على مدار الـ5 سنوات الماضية كان 600 مليون دولار، معتبرا أن هذا الرقم متواضعًا بالنسبة لإمكانيات البلدين.
وأكد فى الوقت ذاته وجود رغبة أكيدة لزيادة هذه الأرقام بصورة كبيرة جدًا من أجل تحقيق الاستفادة المشتركة للبلدين والشعبين فيما يخص هذا الشأن، موضحا أنه تم التوافق على العديد من الخطوات والرؤى ببرامج زمنية محددة لزيادة التبادل التجارى بين البلدين خلال المرحلة القادمة، مثمنًا العلاقات شديدة التميز الموجودة بين الحكومتين المصرية والأردنية.
وأشار إلى وجود تواصل يومى بين الوزراء بالحكومتين المصرية والأردنية؛ لحل أى مشكلات أو تحديات تحدث خلال العمل اليومى الروتينى ما يسهم فى نجاح كل أعمال التبادل الاقتصادى والتجارى بين البلدين.