أثبتت القمة العربية الأخيرة التى عقدت مؤخرًا بالقاهرة أن مصر بمثابة العمود الفقرى لأمة العرب وأن العرب بدون مصر فهم جسد بلا روح.. مصر هى القائد الحامى والمدافع عن كافة الحقوق العربية وأنه لولا الوقفة الصلبة لمصر ضد ما يحاك وما يدبر لفلسطين وأهلها لكانت هناك أمور أخرى ضارة بقضية العرب الأولى ولكانت هناك نكبات جديدة حلَّت على القضية كسابقاتها منذ أن ظهرت هذه القضية على وجه البسيطة.
وعلى هذا فإن الإجماع العربى الذى شاهدناه خلال القمة العربية الطارئة ينبى بأن «القاهرة» نجحت فى جماع الشتات العربى فى مواجهة الالاعيب والمؤامرات التى تدبر ضد الشعب الفلسطينى من محاولات تهجير قسريًا وإخلاء قطاع غزة من سكانه خاصة أن مَنْ يقود هذه المحاولات الخبيثة الكيان الغاصب ومعه كالعادة الولايات المتحدة التى لا تألو جهدًا فى مناصرة إسرائيل على طول الخط.
لقد اظهرت لنا حوادث التاريخ منذ تفجر القضية الفلسطينية أن مصر قيادة وشعبًا هى «الضهر والسند» لهذه القضية.. فعلى المستوى العسكرى الإستراتيجى خاضت مصر كثيرًا من الحروب نصرة لأهل فلسطين وقضيتهم العادلة ومَنْ منَّا لا يتذكر بطولات الجيش المصرى فوق تراب فلسطين فى حرب 48 وما تلاها من حروب 56 و67 والاستنزاف و73 وكم بُذلت دماء طاهرة فوق هذه الأرض الطيبة من أجل صون الأرض والعرض.
مصر البلد العربى الوحيد المؤهل لايقود أمته لا أن يُقاد ودليل ذلك الموقف القيادى «لأم الدنيا» الذى أفشل مخططات قوى البغى والعدوان وبالتالى فليس هناك بديل أيا كان البديل لأن يقود هذه الأمة حيث تنقصه الخبرات اللازمة لإدارة مثل هذه الأزمات التى لا يستطيع التعامل معها سوى رجال لديهم الحنكة السياسية والخلفيات الإستراتيجية التى تؤهلهم لأن تكون قيادتهم وإدارتهم لمثل هذه الأزمات مضمونة النجاح خاصة أنهم أمام عدو تسانده قوى استعملارية قديمة وجديدة.. وعليه فإن التعامل مع أمثال هؤلاء يتطلب قيادة من طراز خاص وهذا ما يتوافر فى رجال مصر الأوفياء الذين جادوا بالغالى والنفيس نصرة لقضية العرب الأولى ومازالت أياديهم ممدودة بالخير رغم الظرف الاقتصادى الصعب الذى تمر به إلا أنها رغم ذلك أعطت وتعطى بسخاء ويكفى أن نقول إن معظم المساعدات التى وصلت قطاع غزة كانت من أرض الكنانة هدية من شعب مصر لإخوانه المحاصرين فى القطاع.. فلا أحد بالتالى يزايد على دور مصر.. فالقاهرة دومًا تقود ولا تقاد.