مع افتتاح المتحف المصرى الكبير فى منطقة اهرامات الجيزة سوف يبدأ منتج سياحى جديد.. يشمل القاهرة الكبري.. وان كنا لانستطيع ان نقول انه جديد تماما.. فقد كانت اهم عناصره وهى اهرام الجيزة موجودة.. ولكن لم نكن نحسن استغلالها.. كما ان تجربة السائح فى زيارة الاهرامات لم تكن جيدة.. بل كانت فى معظم الاوقات منفرة بسبب تكاثر الباعة ومشغلى الخيول والجمال حول السائح بأساليب تحمل قدرا كبيرا من الفظاظة والمطاردة مع عدم منعهم ممن يملكون المنع والوقاية من اضرارهم..
وقد كان هذا مصدر شكوى كل زوار الاهرامات.. ولكن بدأ تنظيم هذه الزيارة.. ونأمل ان يؤدى الى حماية السياح والسياحة ومصر بشكل عام.. واذا نجحنا فى هذا سيعد انجازا كبيرا.. ولكن العبرة فى تحقيق النجاح مرهون بمن يتولى الاشراف على هذا التنظيم.. وبالضوابط الرادعة التى تمنع الممارسات القديمة.. وتؤدى الى نجاح تجربة السائح فى زيارة الاهرامات باستمتاع لا تنغصه هذه الممارسات..
الجديد الذى يضاف الى المنتج السياحى للقاهرة الكبرى هو افتتاح المتحف المصرى الكبير الذى سيخلق طلبا كبيرا ليس فقط باعتباره اكبر متحف فى العالم لحضارة واحدة، ولكن بما ينفرد به لاول مرة وعلى رأس ذلك يأتى العرض الكامل لاثار مقبرة توت عنخ امون.. وثم هناك الدرج الكبير الذى يضم تماثيل ملوك مصر.. ولاول مرة يتم جمعهم فى مكان واحد..
والى جانب هذا المتحف يجرى العمل فى انشاء الممشى الذى سيربطه بالاهرامات وهى تجربة اضافية للسائح.. الى جانب متحف مراكب الشمس.. والمسلة المعلقة.. وحول المتحف يجرى الان العمل فى المنطقة المتصلة به والبادئة من مطار سفنكس وصولا الى المتحف وما حوله وصولا الى منطقة سقارة.. وتحويلها الى مدينة سياحية جديدة تمتلئ بالفنادق ووسائل ترفيه عديدة..
وكل هذا سوف يؤكد اهمية المنتج السياحى الجديد للقاهرة الكبري.. والذى سوف يضم منطقة الاهرامات فى الجيزة وابوصير والبدرشين.. ثم وصولا الى القاهرة بكل ما فيها من معالم ومتاحف ومناطق تاريخية الى منطقة القناطر الخيرية ثم حلوان..
كل هذا الغنى والثراء.. كانت شركات السياحة تختصره للسياح فى يوم او يومين على الاكثر يزورون فيه المتحف المصرى بالتحرير واهرامات الجيزة ومنطقة القلعة ومساجدها ومنطقة خان الخليلي.. وفى هذا ظلم كبير للسائح نفسه قبل ان يكون ظلما للمنتج السياحى المصري..
وقد طالبنا شركات السياحة كثيرا بتعديل برامجها النمطية واعادة صياغة منتج زيارة القاهرة ليكون عدةايام بدلا من يوم او يومين.. ولكن معظم هذه الشركات كانت تضغط هذا المنتج فى جولات شديدة التركيز فى يوم اويومين.
الان يبدو ان وزارة السياحة ومجلس الوزراء والغرف السياحية واتحادها، قد تداركوا هذا وراوا ضرورة الاستفادة من كنوز القاهرة ارتباطا بافتتاح المتحف المصرى الكبير وما سيوفره منفرص لاعادة تكوين منتج اكثر انصافا للقاهرة الكبرى ويتيح اضافة ليال سياحية عديدة تقدم دخلا اضافيا لدخلنا القومى من السياحة.. وتحقيق مزيد من الانفاق للسياح خلال زيارتهم لهذه المناطق التى ستنشأ فيها انشطة جديدة تلائم السياحة فى كثير من هذه المناطق من خلال تطويرها واعدادها للسياحة..
وفى اجتماع اخير للوزير احمد عيسى وزير السياحة والاثار مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء عرض الوزير معالم الاستراتيجية الجديدة لمنتج القاهرة الكبرى بشكل جديد بالتنسيق مع منظمى الرحلات السياحية.. لزيادة مدة التجربة السياحية بالقاهرة الى نحو ١٢ يوما من خلال عدة سيناريوهات وتجارب..
وقد اشار الوزير الى ان التجربة الاولى تشمل زيارة القاهرة الفرعونية والمواقع الاثرية.. وتشمل التجربة الثانية زيارة المتاحف والقصور.. وتشمل التجربة الثالثة زيارة القاهرة التاريخية..
ويمكن ان نقول ان منتج القاهرة التاريخية سوف تتاح فيه الاستفادة بما تمت اضافته مؤخرا من مناطق ومسارات تم ترميمها واعدادها للزيارة وتشمل مسارات الزيارة المقترحة لمنتج القاهرة التاريخية ٦ مسارات اهمها مسار شارع المعز لدين الله الفاطمى بداية من باب الفتوح ومسجد الحاكم بأمر الله وصولا الى مسجد الامام الحسين حتى باب زويلة..
كما انى ارى ان منتج زيارة العاصمة الادارية يستحق الزيارة لان الكثيرين سمعوا عنها ويريدون ان يرونها.. كما يمكن ان تضاف زيارة حدائق القناطر الخيرية لقضاء يوم بين الحدائق والنيل.. ومن بين المقترحات ان تضاف منطقة الجلالة والعين السخنة الى منتج القاهرة الكبرى فى جمع السائح بين الزيارات التاريخية والثقافية فى القاهرة والاستجمام على البحر الاحمر..
الافكار كثيرة ولكن ذلك كله يعتمد على الخروج عن البرامج النمطية التى تعودت عليها شركات السياحة.. والتوجه الى برامج مبتكرة ولمدد اطول لمنتج ثرى ولا يجوز بعد كل ما جرى فيه من انشاء وتطوير يظل الجمود على البرامج القديمة.. ولابد من التجديد والاضافة والتسويق لبرامج جديدة للقاهرة الكبري..
وكل هذا ونحن لم نتكلم بعد عن منتج السياحة الدينية الاسلامية.. وكذلك المسيحية فى القاهرة .. ولها حديث اخر.