زهو الانتصار ولذة الفوز احساس رائع للغاية.. فيض مشاعر البهجة.. تضاعف الفرحة ويتضاءل معها الشعور بمتاعب الجهد.. وتظل سنن الخالق عز وجل ماضية فى كونه للأبد.. ليس للانسان الاما سعي.. ليأتى الحصاد دائما بعد الزرع اولا والاجتهاد والصبر والمثابرة..
.. القاهرة عاصمة وطننا العظيم فازت عن استحقاق وجدارة بلقب عاصمة السياحة بمنظمة دول التعاون الاسلامى لعام 2026 متقدمة بقوة على العديد من المدن الكبيرة والتاريخية فى دول نالت حظها من التقدم والتطور والنصيب الوافر من سياح العالم على مدى عقود ومازالت.. الا ان القاهرة رجحت كفتها لدى لجنة تحكيم التزمت بالعدالة المطلقة فى تحرى المعايير والمنطق والواقع الذى اثبت ان عاصمة مصر بثوبها الجديد فوق المنافسة.. تنحت جانبا مدن تركيا وايران وماليزيا وغيرها اجلالا للقاهرة.
خلال بضع سنوات قليلة مضت.. قاد جيل جديد من القادة ثورة لنفض غبار التقادم والفوضى والعشوائية عن القاهرة التاريخية قبطية وإسلامية فرعونية ورومانية.. فاطمية وعباسية.. وتصنيفات اخرى عديدة تراكمت وتألفت وانسجمت لتكتب سيرة فريدة لمدينة دُمجت فيها ثقافات من كل العصور.. انتفض الجيل الجديد مدعوما برؤية واضحة لقيادة متحمسة ونفذ خطته المدروسة لاحياء ماض تليد توارى بين اطلال الاهمال والفوضي..
وبجهد مخلص صقله التخصص اعلنت القاهرة عن نفسها مجدداً من خلال مسارات عديدة منها ما هو تاريخى أثرى يضم تحف الجيزة ودهشور وسقارة وأبوصير وميت رهينه والكثيرغيرها ومنها ماهو روحانى يحوى مواقع التراث الاسلامى بمناطق عديدة مثل مجمع الاديان ومساجد عتيقة كجامع ابن طولون والحاكم وكذلك مقابر المماليك فضلا عن مسار العائلة المقدسة شجرة مريم فى المطرية وكنيستى العذراء بالمعادى وابى سرجة بمصر القديمة.. ومسار ثقافى يشمل مواقع التراث الإسلامى بشارع المعز والجمالية والأزهر والغورية فضلا عن مراكز الابداع والمتاحف العديدة والقصور والقلاع.. ومسار انسانى يضم مواقع لا حصر لها ترتبط بالمناسبات الدينية والقومية.. ومسار ترفيهى يشمل حدائق ومتنزهات فى الازهر والفسطاط وممشى اهل مصر وبحيرة عين الحياة وغيرها والمسار الحياتى حيث تنعكس فيه اوجه حياة المصريين ونبض حيويتهم وطابعهم المميز فى اماكن التسوق ومواقع تعج بمظاهر مفرطة المحلية من اكلات ومشروبات شعبية وصناعات يدوية وفنون تراثية.. والمسار النيلى برومانسيته الحالمة والمفعم بالمرح والبهجة على المراكب الصغيرة والدهبيات والمراسى والمطاعم العائمة.. وبالطبع ضم الملف الفائز بالجائزة قسما خاصا عن العاصمة الادارية الجديدة يستعرض فيه التخطيط المبتكر وتكامل المظاهر وارتقاء النظم.
ان اعداد ملف بهذه الروعة والقادر على التحدى والمنافسة والفوز فى محفل عالمى امام عمالقة السوق السياحى العالمى من دول منظمة التعاون الاسلامى يمثل فتحا وانطلاقة تاريخية للسياحة المصرية الى افاق جماهيرية عالمية تتجاوز بها دائرة افريقيا والشرق الاوسط.. ويتحتم طبع ونشر هذا الملف على نطاق واسع من جانب الهيئة المصرية للتنشيط السياحى ونشره محليا وعالميا مع دراسة منهج اعداده لاعتماده فى المنافسات القادمة فى كل المجالات لنحتفظ بمذاق الفوز الرائع وسعيا للبقاء على قمم التميز لوطن يستحق غداً أفضل بسواعد ابنائه المتخصصين.. شكراً لوزارة السياحة والاثار وكل الجهات المشاركة فى هذا الانجاز الكبيرالذى ابرز مدى تنوع الانماط السياحية فى العاصمة المصرية وقدرتها على استيعاب سياح العالم على اختلاف ثقافاتهم بعد التطوير الشامل للمحيط العمرانى للمزارات ترجمة لتوجهات الجمهورية الجديدة ليتعاظم فخرنا بمصريتنا دائما.