معروف مكانة القاهرة الإسلامية «الفاطمية» فى تاريخ وتراث وثقافة مصر المحروسة، كما هو معروف مساحتها الرحبة فى الاهتمام الرسمى والشعبى على مر العصور، بزيارتها وترميم عمارتها وحماية ثغورها وتميزها كمكان أصيل للنشاط الاقتصادى والمجتمعى، ومنارة دينية ذات مكانة عالية، يتصدرها الأزهر الشريف ومسجد الحسين رضى الله عنه، وبالتالى أصبحت مقصداً للسياحة الداخلية والوافدة على مدى العام، وتكتسب رونقاً خاصاً كسهرات متميزة خلال ليالى رمضان المبارك والكريم.
كل ذلك معروف ومشهود به، ويشكل جانباً من شخصية المنطقة المتميزة المتداخلة المترابطة وأرجاؤها من الملامح الأساسية مثل خان الخليلى ونقاط الزيارات واللقاءات الاجتماعية والسهرات «مقهى الفيشاوى» والموقع المختار لأديب نوبل نجيب محفوظ وأصدقائه الحرافيش ويقويها ذلك المتحف المفتوح شارع المعز لدين الله الفاطمى، الذى قامت الدولة بتطويره وترسيخ معالمه ليستقبل رواده ومضيفيه.
وجاءت الطفرة والنقلة المتكاملة التى تلقاها العالم باهتمام شامل وحديث غير مسبوق خلال الزيارة التاريخية التى شهدتها المنطقة مؤخراً، وقيام زعيم مصر وقائد سفينة نهضتها الرئيس عبدالفتاح السيسى باصطحاب ضيف مصر الكبير الرئيس الفرنسى ماكرون فى أنحاء ومعالم الحى العريق، زيارة متكاملة الأركان تحققت خلالها أمنية غالية للضيف الكبير، القادم من بلد النور والحضارة باريس إلى القاهرة الإسلامية الشامخة السابقة بحضارتها للغرب والدول الصناعية.
وقد كشفت الزيارة ببساطة عن جذور وملامح أصيلة وحضارة متفردة على أرض المحروسة، كشفت عن قوة ناعمة متكاملة التأثير تخاطب الجميع بلسان عربى فصيح، هذه هى حضارتنا التى قامت على السلام والاستقرار، واستثمرت الجهود والعزيمة والإصرار فى مشروع حضارى سبق العالم كله، وآن الأوان كى يأخذ مكانته المستحقة، على خريطة السياحة العالمية فى عالم القرية الفضائية الواحدة، حيث أصالة البناء والإنجاز ونجاح العزيمة والإصرار فى إنجاز تميز برؤية مسبقة تحترم الحق والعدالة والإنسانية جمعاء.. هنا تواجد الفنان المصرى الأصيل وأسطوات الإبداع المبهر على النحاس والعاج والخشب، تحف يدوية لا تقدر بثمن، جمعها معا تقاليد الضيافة وسلوكيات الحب والود والترحيب الكبير بالضيوف وعابرى السبيل، حان الوقت أيها السادة كى تحصل القاهرة الإسلامية على نصيبها العادل فى السوق، كمقصد سياحى محترم ليس له نظير، إضافة قوية للقوة الناعمة المصرية، وآفاق رحبة فتحتها الزيارة التاريخية والإنجاز الجديد المبهر للجمهورية الجديدة والدعوة موجهة للخبراء والمختصين.