لا أخشى ان أقول للمواطن المصرى مزيداً من الصبر.. فالأمر جد خطير.. والوطن أبقى وأهم فالتحديات والتهديدات التى تواجه الدولة المصرى وجودية بكل المقاييس.. لم تواجه مصر أخطر من تحديات هذه المرحلة التى تعيش فيها المنطقة على فوهة بركان قابل للانفجار فى أى لحظة.. فى ظل ما يحدث من تصاعد للعدوان والصراعات المحتدمة جنوباً وغرباً وشمالاً وشرقاً، وبراً وبحراً.. نحن أمام لحظات دقيقة وفارقة وتحديات وجودية.. تطلبت من الدولة المصرية ومؤسساتها وأجهزتها يقظة واستعداداً غير مسبوق لأن مصر هى الرقم الأكبر والأهم فى المنطقة.. وأيضاً هى الهدف من كل ما يحدث.. وهى المطلوبة وهى المحاصرة والمطوقة بحرائق مشتعلة من كل حدب وصوب ومن كل اتجاه ومؤامرات ومخططات يريدون تنفيذها على حساب مصر.. وابتلاع المنطقة ومن فيها من دول.. لكن مصر هى التى تقف حجر عثرة أمام هذه المخططات والمؤامرات والمشروعات الخبيثة والشيطانية.. والسؤال المهم الذى نطرحه على الجميع.. ماذا كان حال مصر فى ظل هذه الصراعات الطاحنة وحروب تكسير العظام والحرائق المشتعلة إذا لم نستعد مبكراً ونتسلح بالقوة والقدرة وأن يكون لها جيش وطنى قوى وقادر هو أقوى جيوش المنطقة وأحد أقوى جيوش العالم؟.. أعتقد ان الاجابة بسيطة.. كانت مصر ستضيع وتأكلها الذئاب من قوى الشر التى تبحث عن الفرائس الضعيفة المستكينة التى لا تملك ما يوفر حمايتها وردع أعدائها.
لولا رؤية وعبقرية الرئيس عبدالفتاح السيسى واستشرافه للمستقبل ببناء القوة والقدرة الكافية والمتفوقة التى تضمن ردع كافة التهديدات والمخاطر لكانت مصر الآن فى وضع خطير ومستباحة من قوى الشر والهيمنة والتآمر التى تسعى لاغتصاب الحقوق والاستيلاء على الأرض والثروات والاعتداء على السيادة.. نحن آمنا مبكراً بأننا نعيش فى زمن الأقوياء.. ولابد أن نكون أقوياء فى زمن يأكل فيه القوى الضعيف.. أدركنا ان القوة تمنع العدوان والضعف والهوان يؤدى إلى الضياع والانهيار.. امتلكنا حنكة استشراف المستقبل والتهديدات المحتملة والقادمة فتسلحنا بالقوة والاستعداد لهذه اللحظات المؤلمة والمصيرية والوجودية.. فالمولي- عز وجل- قال: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وأخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم».
ما يواجه مصر من تحديات وتهديدات وما تعيشه المنطقة من حالة اشتعال تنذر بانفجار أخطر وأهم من التحديات الداخلية العارضة والمؤقتة والتى لا محالة ستنتهى رغم قسوتها.. لكن فى كل الأحوال فرضت علينا ولابد ان نتحمل أن الأمر يتعلق بالوطن الذى يحاصر بتهديدات ومخاطر وحرائق غير مسبوقة.. وهذا واقع نعيشه ونستطيع ان نرصده من حولنا بسهولة وليس مبررات أو ذرائع أو شماعة بل ان الأمر جد خطير يستلزم قدرة على الصبر والتحمل لدعم الوطن لعبور بحر هائج وثائر من التحديات والتهديدات تضمن للوطن سلامته ووجوده وأيضاً للمواطن أمنه واستقراره.. والحفاظ على نعمة العيش فى وطن قوى وقادر بدلاً أن ندفع ثمناً باهظاً من وجودنا إذا فرطنا فى الاصطفاف خلفه.
هذا الوطن يعيش فى ظل قيادة وطنية قوية وحكيمة وماهرة فى القدرة على العبور بالوطن إلى بر الأمان والسلام.. بعيداً عن محاولات توريط واستدراج مصر فى أتون صراعات تستهدف استنزافها واضعافها ومن ثم يسهل بعد ذلك تنفيذ المشروعات والمخططات المشبوهة.. فالرئيس عبدالفتاح السيسى بما لديه من حكمة يعمل بكل جهد على تجنيب مصر الدخول فى مغامرات وصراعات لا جدوى منها طالما ان هذا الوطن مطمئن على سلامة ووحدة أراضيه.. وأمنه القومى ومقدراته.. وهذه الحكمة لولاها لدفع المواطن نفسه ثمناً باهظاً فى تحمل تداعيات أكثر ألماً وقسوة خاصة على الصعيد الاقتصادى والعيش حال لا قدر الله الدخول فى حروب وصراعات لأن مصر تحاول تحقيق أهدافها وافساد وإجهاض المؤامرات التى تحاك لها بعيداً عن الدخول فى مغامرات وصراعات.. فما تحققه السياسة وأدوات الضغط والأوراق التى فى حوزة مصر تفوق ما تحققه الحرب التى تحتاج إلى كلفة باهظة وفادحة على حساب مسيرة الوطن وعلى حساب حياة المواطن.. لكن الحكمة تستطيع ان تحقق النصر والسلامة دون اطلاق رصاصة واحدة ودون كلفة تذكر فطالما ان أرضنا وثرواتنا ومقدراتنا وحدودنا وأمننا القومى بسلام.. فلا يحتاج الأمر لاندفاع أو تهور أو الدخول فى صراعات.. فالأعداء يعلمون ويعرفون جيداً حجم ما لدينا من قوة ولا يستطيعون المساس بمصر.. لذلك يلجئون إلى الحصار والتضييق والتطويق والابتزاز وحملات الأكاذيب والتشكيك والتشويه والتحريض وتزييف الوعى حتى يخدعوا المواطن لتنفيذ أهدافهم التى لا يستطيعون تنفيذها بالمواجهات المباشرة أو الدخول فى حرب مع مصر يدركون خسائرهم الفادحة منها لأن مصر قوية لا يستهان بها.
الهدف الإستراتيجى الأسمى الذى يجب ان يعيه المصريون فى تلك اللحظات الفارقة ووسط هذه التحديات والتهديدات هو الحفاظ على مصر وعبورها إلى بر الأمان والسلام وعلينا ان ندرك خطورة هذه اللحظات والفترة الدقيقة فى تاريخ هذا الوطن.. فهى فارقة ومصيرية وان ما نعانيه فرضته الظروف والتحديات.. وان هذا البلد قادر على العبور وأيضاً قادر على تحويل المحن والشدائد إلى منح.. بما لديه من فرص ثمينة وقيادة حكيمة وشعب صلب اعتاد التحدى وتسطير الأمجاد.
نعم هناك معاناة ومتاعب وأزمات وفى ذات الوقت هناك تحديات وتهديدات تواجه الوطن.. ومشهد دولى وإقليمى وتصارع محموم بين قوى الشر.. والقوى الناشئة على السيطرة على النظام العالمي.. وبطبيعة الحال هناك تداعيات خطيرة لهذا الصراع علينا والوعى بأن مصر مستهدفة.. وما يحدث حولنا لم يأت صدفة أو من فراغ بل من صناعة قوى الشر التى تريد الزج بنا إلى أتون الصراعات وأيضا هذا الاستهداف للدولة المصرية بالضغوط والحصار وإشعال الحرائق حولها.. جاء بسبب مواقف مصر الشريفة فى رفض قاطع وحاسم فى التفريط فى حبة رمل واحدة من أرض مصر.. وهو ما يستوجب توجيه الشكر والتحية للقائد العظيم.
تلك المعاناة التى نتحملها لفترة مؤقتة هى استثمار فى وجود وبقاء والحفاظ على الوطن.. هى فى خزائن الاستعداد والجاهزية لمواجهة أى مواجهة قد تفرض علينا
. تحيا مصر