منذ متى تحترم إسرائيل قرارات مجلس الأمن؟!
كل عام وأنتم بخير أيها القراء الأعزاء.. اسمحوا لى أن أعبر لكم عن ردة فعلى لاستخدام أمريكا مؤخراً حق النقض «فيتو» ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدعو لوقف اطلاق النار فى غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بدون قيود إلى القطاع المحاصر والإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس وجماعات أخرى.. هذا «الفيتو» أصابنى بالضحك الممزوج بالسخرية وضحكت أكثر عندما بررت المندوبة الأمريكية أسباب استخدام بلادها هذا «الفيتو» المضحك دون باقى أعضاء المجلس الذين صوتوا جميعا لصالح القرار.. هذه المندوبة بررت ذلك بقولها إن مشروع القرار يساوى بين إسرائيل وحركة حماس.. تخيلوا معى مدى تزييف الواقع الذى يعيشه قطاع غزة ويشاهده كل العالم الذى يصرخ مطالباً بوقف جرائم الحرب التى ترتكبها إسرائيل فى قطاع غزة.. فهل ما يحدث يساوى بالله عليكم بين إسرائيل وحماس.. هل يمكن المساواة بين الجلاد والضحية.. بين القاتل والقتيل.
المضحك أكثر أن أمريكا ترى أن «مشروع القرار من شأنه أن يقوض الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى وقف اطلاق النار».. لماذا «الفيتو» إذن طالما الهدف واحد وهو التوصل لوقف النار؟.. أقول لكم لماذا.. أمريكا مع وقف اطلاق النار بشروط إسرائيلية دون وجود أى ضمانات لوقف الحرب.. أمريكا مع وقف مؤقت للنار يسفر عن اطلاق سراح عدد من الرهائن مقابل اطلاق سراح عدد من الفلسطينيين مع إدخال المساعدات الإنسانية.. بالبلدى كدة أمريكا تتبنى وجهة النظر الإسرائيلية.. وحماس أيضاً هى الأخرى لديها شروط أهمها وجود ضمانات لمفاوضات تؤدى فى النهاية لوقف الحرب مع انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع وما يدور حالياً من مفاوضات الهدف منه هو محاولة كل طرف فرض شروطه على الآخر وتحقيق أكبر قدر من المكاسب.
لكن لماذا أصبت بالضحك لهذا «الفيتو»؟.. أقول لكم منذ متى تحترم إسرائيل قرارات مجلس الأمن حتى تستخدم أمريكا «الفيتو» لمنع صدوره؟.. سبق وأصدر هذا المجلس قرارًا بوقف النار فى غزة وبموافقة أمريكية فى عهد إدارة الرئيس جو بايدن فماذا حدث؟.. تجاهلت إسرائيل القرار وواصلت القصف وواصلت القتل وواصلت حرب الإبادة وهو مايعنى أن إسرائيل ليست فى حاجة أصلاً لهذا «الفيتو».. عموماً إسرائيل اعتبرته هدية من هدايا ترامب الكثيرة.!.
إن إصرار نتنياهو على مواصلة هذه الحرب بمباركة وتأييد أمريكى «ترامبى» يفتح المجال لتوسيع رقعة الحرب فى المنطقة حيث يعلم الجميع أن هذه الحرب لن تنتهى بقرار أممى أو أى قرار آخر.. ستنتهى فقط إما بضغوط أمريكية أو بسقوط حكومة نتنياهو.
> لم يتبق من مظاهر العيد سوى أغنية «ياليلة العيد آنستينا» للمطربة الخالدة أم كلثوم.. كل عام ومصرنا الحبيبة خالدة وأبية مرفوعة الرأس لا تخشى أحد.