تساؤلات كثيرة يجب أن نطرحها على أنفسنا، خاصة الباحثين عن الحقيقة والملتزمين بالموضوعية، والمحافظين على الشرف والصدق مع النفس، أما الذين ينتهجون الكذب والتشكيك والتشويه عن عمد وقصد ونوايا خبيثة مدفوعة من الخارج، أو مدفوعة الأجر، فهؤلاء من الضالين بكل شيء، والكافرين بكل قيمه وفضله فلا يعنوننا لا من قريب ولا من بعيد، خاصة ان جموع الناس أدركت حقيقتهم، وعرفت من يديرهم، وما هى مرجعيتهم، وأسباب أكاذيبهم.
من أهم التساؤلات التى أراها مهمة فى هذا التوقيت، ما هو حال مصر قبل أحداث يناير 2011، وما هو حجم المعاناة، والتى وصلت أحوال البلاد والعباد؟، وكيف فاقمت أحداث يناير 2011 الأوضاع والأزمات والمشاكل فى البلاد، وكيف أعادتها إلى نقاط صفرية كثيرة وكيف أهدرت مئات المليارات من الدولارات، وكيف تسببت فى انتشار الفوضي، وغياب الأمن والاستقرار وكيف رسخت الإحباط واليأس والخوف؟.. ثم ماذا فعل نظام الإخوان المجرمين فى مصر، وكيف أدت إلى كوارث وفشل ذريع فاقم الأمور أضعاف ما كانت عليه، وما هو تخيلنا لمستقبل البلاد فى ظل حكمهم الذى كان يدار من أعداء مصر ولمصلحة قوى الشر وأهدافها، ومخططاتها.
السؤال النهائي.. هل كانت هناك دولة حقيقية بعد هذه الكوارث الوجودية التى تعرضت لها مصر، سواء إهمال 50 عاماً غابت فيها الرؤية وإرادة البناء، أو هبوب عواصف ورياح مؤامرة الربيع العربى علينا، ثم تمكين جماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر.. ثم إشاعة الفوضى والإرهاب مع تراجع وانهيار الاقتصاد المصري، والافتقار لأدنى مقومات النهوض والخروج من هذا المأزق التاريخى الذى وضع البلاد على حافة السقوط، وكانت أقصى أمانينا أن يعود إلينا الأمن والاستقرار حتى ولو على حساب ضروريات الحياة الأخرى من طعام وغذاء وخدمات.
الحقيقة أننا لا نحتاج إلا الانصاف والموضوعية فنحكم على الأمور بشكل موضوعى ومتجرد، ونربط بين ما كنا عليه، وما أصبحنا فيه، وشتان الفارق بين السماء والأرض بين اليأس والأمل، فالحقيقة التى يجب أن نعترف بها قبل الحديث فى أى شيء لم يكن لدينا دولة قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى بل لم نعد نملك منها إلا مجرد اطلال وأشلاء دولة، أو شبه دولة كما نقول تفتقد مقومات أساسية ليس هذا فحسب بل وصلت معنويات وإحباط الناس إلى أدنى المراتب والدرجات، لذلك يحسب للرئيس السيسى أنه أعاد بعث الأمل والإرادة والتحدى فينا، ووضع أيدينا على الاتجاه والطريق الصحيح لاستعادة الدولة الحقيقية، أو بناء الدولة كاملة بمواصفات الدولة الحديثة، أو إلى ما وصلنا إليه الآن الجمهورية الجديدة، فنحن الآن نمتلك رفاهية الحوار والحديث عن أمور فرعية، بعد ان كنا نتحدث عن أمور وجودية، أبرزها هل هناك أمل فى استعادة الدولة، ومؤسساتها وأمنها واستقرارها، هل هناك أمل فى معجزة تدفعها إلى النهوض الاقتصادى وامتلاك الفرص، هل نستطيع أن نقترب من التقدم وهل بإمكاننا أن نمتلك القوة والقدرة فى مجابهة صراعات وأزمات وأطماع وتهديدات ونقف على أرض صلبة.
مصر الدولة العظيمة التى تعرضت لنكبة حقيقية على مدار 50 عاماً، ثم جاءت مؤامرة الربيع العربى لتنال مما يبقى منها، لم تكن لديها القاعدة الأساسية والمقومات الرئيسية للانطلاق إلى التعافى والنهوض، والقدرة.. فلا بنية تحتية، لا طرق، لا محاور، لا موانئ، لا منظومة للنقل والمواصلات كل شيء وصل إلى أسوأ حال، لا توسيع عمراني، لا مدن جديدة، لا تطوير لا تحديث لا رؤية، كل شيء ظل متجمداً على مدار عقود، قناة السويس، الدنيا من حولنا تتطور، ونحن محلك سر لذلك امتلك الرئيس السيسى الرؤية والإرادة لتحقيق أعلى استفادة من القناة وتعظيم دورها ومواردها، والتأكيد على أنها أهم ممر ملاحى فى العالم، وقطع الطريق على المتربصين بها، لذلك جاءت القناة الجديدة، لتخفيض زمن المرور، واستيعاب الحاويات والسفن العملاقة، وبالفعل تحققت عوائد الرؤية، وأضيف لها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ثم 5 أنفاق أسفل القناة لنصل إلى سيناء فى غضون 20 دقيقة بدلاً من أيام طويلة، لا يمكن بناء بيت أو مبنى بدون أساس لذلك طالما أننا نبتغى التقدم، والخروج من عنق زجاجة الأزمات والمعاناة، كان لابد أن نطبق العلم والخبرات والتجارب فلا تجد دولة ناهضة بدون بنية تحتية وأساسية، هى القوة الدافعة إلى التقدم، هى التى تخلق الفرص الواعدة، هى التى تغرى المستثمرين فى الداخل والخارج، هى من تفتح آفاق الأفكار والمشروعات وتخلق مجتمعات عمرانية وتجارية وصناعية وزراعية، وتسهل سرعة وسهولة الوصول إليها، هى من تستوعب الزيادة السكانية غير الطبيعية فى مصر، فقد زاد المصريون من 2011 ما يقرب من 25 مليون نسمة، أى ما يوازى دولة أو مجموعة دول، لذلك أى دولة تفكر فى أن يكون لها مشروع وطنى للبناء والتنمية والتقدم لا تستطيع تحقيق ذلك بدون بنية تحتية عصرية، وبدون رؤية شاملة فى كافة ربوع البلاد لخلق فرص غير تقليدية لذلك طبقاً للحقيقة وليس رداً على المضللين، أن البنية التحتية العصرية هى سر التفوق، وطريق الوصول إلى التقدم.
البعض يقولون «كان بلاها كذا وكذا» نظرات ووجهات نظر ضيقة، فالرؤية والتجربة المصرية فى مجال البناء والتنمية أروع وأعظم ما فيها أنها شاملة بل وضعت بناء الإنسان فى المقدمة، وبناء المستقبل على رأس الأولويات، وضمان عدم تكرار أزمات ومشاكل ومعاناة الماضى هدفاً أساسياً، وتأمين الحاضر المليء بتداعيات أزمات وصراعات دولية لذلك لا يمكن اعتبار المشروعات الزراعية العملاقة، واستصلاح وزراعة الصحراء عملاً من أعمال الرفاهية بل هو عمل وفكر وجودى منحنا الثقة والأمان خاصة ان عوائدها باتت فى قبضة اليد، اكتفاء فى كثير من المحاصيل الزراعية، وتخفيض فاتورة الاستيراد بالتوسع فى زراعة المحاصيل الإستراتيجية، و٤ ملايين فدان أضيفت للرقعة الزراعية، وملايين فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتصدير بـ 9 مليارات دولار، لـ 160 دولة، وإقامة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية، بل وشاملة، تتوفر فيها صناعات مثل التصنيع الزراعي، والأخشاب، والأعلاف ومستلزمات إنتاج كنا نستوردها من الخارج الآن نحن أمام رؤية وعمل متكامل وتحقيق الكثير من الأهداف وتخلصنا من شبح الأزمات، وتخلق بدائل جديدة لموارد لم تكن موجودة للتخلص من محدودية الموارد، الأشكالية الكبرى التى يعمل الرئيس السيسى على عبورها بنجاح واقتدار فهو أول رئيس مصرى يستثمر فى الموقع الجغرافي، ويحوله إلى عوائد وموارد سواء فى الموانئ، ليحصل على جزء من عوائد وأرباح التجارة العالمية، واللوجيستيات، أو المناطق الجاذبة للاستثمار مثل مدينة رأس الحكمة ويحولها إلى قيمة مضافة بتوفير مقومات وسبل الاستثمار والنجاح، وتلعب فيها البنية التحتية الدور المهم فى ذلك خاصة شبكات الطرق، ومحطات توليد الطاقة.
والسؤال المهم، هل كانت توشكى بهذا النجاح قبل السيسي؟ هل استطاع أى رئيس مصرى قبل السيسى الاقتراب من تنمية وتعمير سيناء وإضافة 500 ألف فدان للرقعة الزراعية؟ هل كانت الدلتا الجديدة و»مستقبل مصر» موجودة قبل السيسى وكيف تطور وتوسع مشروع شرق العوينات ليصل إلى 400 ألف فدان.. إذن السيسى نجح فى خلق واقع جديد، وموارد إضافية كثيرة لم تكن موجودة.
تحيا مصر