الدورى المصرى يستحق أكثر مما هو فيه الآن من شكل وترتيب ومردود مالى ومستوى فني، نظرا لعراقته وتاريخه الممتد والمعروف فى القارة السمراء ومنطقة الشرق الأوسط، وهى الحقيقة التى يسعى البعض لإخفاء معالمها بشكل أو بآخر، والتظاهر بقدراتهم الفائقة على الإضافة وتحقيق الأهداف وتحسين الشكل والمضمون فى المسابقة الكبرى والأشهر بين دوريات المنطقة.
تخيل معى أن قائمة اللجان العاملة فى المسابقة والممتدة والمتشعبة لم تفلح فى يوم من الأيام، فى الوصول لدرجة مناسبة من الاحترافية فى التعامل مع البطولة ومواجهة تحدياتها المختلفة، ابتداء من لجنة المسابقات والتى خضعت لإدارة وسيطرة رابطة الأندية المحترفة، ومرورا بلجنة الحكام والتى استمرت تبعيتها لاتحاد الكرة، وصولا لمسميات متنوعة مثل لجان الانضباط والتظلم والاستئناف وغيرها.. كما فشلت جميع التجارب فى تغيير شكل المنافسة أو أبعادها، رغم المحاولات الممتدة والمتكررة منذ بداية الألفية الثالثة.
كما وقفت الأندية عاجزة عن مواكبة التطور الهائل فى أنظمة التسويق وزيادة الإيرادات المختلفة لها، واستثمار أصول الفرق والأندية المتعددة وجماهيرتها العريضة، وظل بعضها معتمدا على المعونات والتبرعات وأحيانا أوجه الدعم المالى من الجهات الرسمية والحكومية، وظلت المسابقة الرسمية الكبرى بعيدة تماما عن ترشيح مدرب مصرى أو أكثر للفوز بالجوائز الهامة والجماهيرية فى القارة، سواء لإنجازاته مع الفريق أو مع المنتخبات.. وكان آخر من ظهر فى هذا الكادر المعلم حسن شحاته المدير الفنى الأسبق لمنتخبنا الوطنى الأول.
لم يكن الحال فى أحسن شكل ممكن عند تناول ملف الجماهير وما يتعلق بها من موضوعات وملفات مختلفة، فظلت التجاوزات عاملا سلبيا فى المدرجات رغم سلسلة العقوبات والغرامات الصادرة فى هذا الشأن، ونفس الأمر ما يتعلق بالعامل البشرى ونظرة من يدير للمسابقة نفسها، وطريقة التعامل مع ملفاتها، مما يتسبب فى الكثير من المشاكل والمواجهات لمسناها جميعا على مدار سنوات طويلة ممتدة.
حان وقت التطوير فى منظومة الكرة المصرية، الوصول بالمسابقة الأعرق إلى قمة الاحترافية إداريا وماليا وتسويقيا، والبناء على الرصيد الهائل لنا فى هذا الصدد، والاستعانة بالخبرات القادرة على الصمود وتحقيق الهدف بالعلم والدراسة وليس بالفهلوة والاستعراض.