تواجه المرأة في حياتها تحديات نفسية متعددة ومتنوعة، تتراوح بين الضغوط اليومية والصدمات العميقة. هذه التحديات قد تؤدي إلى مجموعة من المشاعر السلبية، مثل القلق والاكتئاب، والتي بدورها قد تؤثر على الثقة بالنفس والصحة النفسية بشكل عام.
ويعدالعلاج بالفن بديلاً فعالاً للعلاجات النفسية التقليدية. فمن خلال التعبير الفني، تتمكن المرأة من الوصول إلى أعماق شخصيتها واكتشاف أسباب معاناتها النفسية. كما أن العلاج بالفن يساعد على تطوير مهارات جديدة والتكيف مع التحديات بطرق صحية. تؤكد الدكتورة إيمان كامل البحيري، استشاري نفسي ومعالج بالفن، دكتوراه الفلسفة في التربية النوعية قسم العلوم النفسية والتربوية جامعة الإسكندرية، ومؤسس ورئيس مؤسسة العلاج بالفن والتنمية ومؤسس والرئيس السابق للجمعية المصرية للعلاج بالفن,أن العلاج بالفن يوفر للمرأة مساحة آمنة للتعبير عن نفسها واكتشاف ذاتها، مما يساهم في تحسين حالتها النفسية بشكل أسرع وأكثر فعالية.
فمن الملاحظ أن المرأة تتعرض إلى العديد من الضغوط النفسية خلال مراحل عمرها من المراهقة الى الشيخوخة ، يتم تأهيل الفتاه نفسيا لتقبل الذات وإدراك سمات مرحلة المراهقة ،و مالم تتلقى جلسات الوعي والوقاية اللازمة قبيل دخولها تلك المرحلة، من خلال جلسات العلاج بالفن الوقائية كثير من الفتيات لايستطعن تقبل شكلهن الأنثوي ويصبن بالتوتر وضعف الثقة بالنفس واضطراب السلوك ، تساعد جلسات العلاج بالفن الفتيات عن التعبير عن انفسهن بلغة الرسم و الألوان ويستطيع المعالج بالفن جعل الحالة أشجع في مواجهة مخاوفها وتقبل الذات والتخلص من المشاعر السلبية والمخاوف.
قد تواجه المرأة خلال مشوار حياتها ضغوط نفسية مبكرة خاصة اذا كان الشخص الضاغط هو أعز الناس ( الأب – الأم– الزوج – الأبناء- الصديقة ) وتمر بعلاقات سامة كالإستغلال والغدر والخذلان والألم أو الفقد (شخص عزيز ) كلها مواقف فيجب ان تستطيع المرأه المرور عليها وتخطيها وعدم التوقف عندها ، فالتفكير الزائد والقلق المستمر والتوتر والإكتئاب الحاد قد يودي بحياة الإنسان.
وتنصح د. إيمان بالتقرب والاستعانه بالله في المقام الأول ، مع وسائل علاجية نفسية لهذا جعل الله العلم والعلماء أرشدهم الى تطوير الوسائل العلاجية ومنها الاستخدام العلاجي للفنون الذي يستخدم تقنيات علاج بالفن قائمة على مجالات الفن التشكيلي المختلفة الرسم والتلوين والنحت البارز والغائر والتشكيل بالصلصال والكولاج والديكوباج والاشغال الفنية والتشكيل بالورق ..الخ ، نعم تسخر جميع مجالات الفن التشكيلي من أجل العلاج النفسي للحالة ليس بهدف الابداع والابتكار ولكن بهدف الغوص في أعماق النفس لاستئصال مواطن الألم النفسي ومسببات الإضطراب.
العلاج بالفن وسيلة راقية ورقيقة للغاية يناسب فى تطبيقه بجلسات الإستشارات الأسرية فيستطيع كلا الطرفين التعرف على اسباب المشاكل وحلها بمساعدة المعالج بالفن الذي يستطيع قراءة الرموز اللونية والبصرية ووضع البرنامج العلاجي الفردي، وعلى الحالة بصفة عامة و المرأه بصفة خاصة أن تستمر في ممارسة تقنيات العلاج بالفن الرسم والتلوين للحفاظ على الحس المرهف لديها والمرونة النفسية لتقبل مجريات الامور والتحرر المستمر من ضغوط الحياة والحيلولة دون تحولها لاضطراب او مرض نفسي فالمرأة نصف المجتمع وحضن الأسرة الدافئ والرجل عماد الأسرة وحصنها المنيع.