المعروف أن مصر لديها الكثير جداً من القوى الناعمة منذ قديم الأزل.. والمفروض أن تؤدى إلى عدة نتائج إيجابية على المستويين المحلى والعالمى.. ومن أشهر هذه القوى الفنون والرياضة اللذان نمتلك فيهما عناصر بشرية لديهم الموهبة والمهارة فى شتى المجالات والألعاب..
بالنسبة للفنون هناك الموسيقى والغناء والسينما والمسرح والدراما وغيرها.. وهنا سنتكلم عن الدراما والسينما لأنهما محور الحديث العام هذه الأيام لما لهما من تأثير مباشر على المجتمع وخصوصاً النشء.. فالمسلسلات يتم عرضها فى الفضائيات أى تدخل البيوت بدون استئذان وهنا لابد من الحرص والحذر والانتباه لما تقدمه من محتوى ومضمون.. والحقيقة أن مالفت الأنظار مؤخراً هو كمية العنف والألفاظ فى بعض الأعمال على لسان ممثلين وممثلات يعتبرهم الشباب قدوة ويقلدونهم فى طريقة كلامهم وملابسهم ناهيكم عن عدم وجود رسالة معينة تقدمها هذه المسلسلات.. وطبعاً يتم ذلك على شاشات معينة ليس من بينها قنوات الشركة المتحدة التى تلتزم إلى أقصى حد بمعايير المجتمع والأسرة المصريين والعربيين.. والمسئولية هنا تقع على صناع المحتوى السلبى بداية من المؤلف والمنتج والمخرج ثم الممثلين والكل يشارك فى ذلك من أجل الترند والفلوس حيث يتم دفع ما يطلبونه من أجور أو سعر للبيع بدون النظر لخطورة مايفعلونه.. والجميع ينتظر ما ستسفر عنه المؤتمرات التى تعقد لحل مشاكل وأزمات الدراما لعلها «تستعدل المايله»..
أما الرياضة.. فللأسف أصبحت محصورة فقط فى كرة القدم ثم كرة اليد أو لعبة فردية على استحياء عندما تشارك فى بطولات عالمية أو قارية وتحقق نتائج مشرفة فتجد الجمهور يتابعها بدافع وطنى تجاه مصر.. وإذا نظرنا لحال كرة القدم فقد ابتعد الأهلى والزمالك وهما رمانة الميزان فى اللعبة عن المنافسة والأداء وتفرغا لحل الأزمات لأسباب عديدة كلنا يعلمها.. وعلى المستوى العالمى ليس لدينا سوى محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه ومصطفى محمد ومحمد عبدالمنعم والنادى الأهلى ومنتخب اليد وبعض أبطال الألعاب الفردية فى الأولمبياد.. وحتى عندما يحصل لاعب على عقد احتراف أوروبى يرفض ناديه بسبب ضعف المقابل المالى..
الخلاصة أن الفنون والرياضة قوتان ناعمتان ينقصهما الإخلاص فى العمل والانتماء للمجتمع..!!