لم تكن فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة هى الأولى ولكن سبقتها هجرات تم على إثرها طرد نصف سكان فلسطين العرب من منازلهم خاصة خلال حرب 1948 وكان عددهم سبعمائة ألف بهدف تشتيت الفلسطينيين بغرض الاستيلاء على ممتلكاتهم، وعرفت باسم النكبة، وبسببها تم تدمير قرابة أربعمائة قرية فلسطينية، ناهيك عن تهويد التاريخ الفلسطينى فى المناهج الإسرائيلية واضطهاد الشعب الفلسطينى صاحب الأرض الحقيقى.
لم تعرف إسرائيل الإنسانية منذ احتلالها الأرض عام 1948، حيث مارست كل أنواع العنف والتدمير والحروب النفسية والمجازر التى مارستها إسرائيل خاصة بعد وقوع مجزرة «دير ياسين» التى تسببت فى تهجير أعداد لا نظير لها من السكان خوفاً من ملاقاة الفزع والإرهاب.. بالإضافة إلى ما أصدرته السلطات الإسرائيلية من قرارات مفادها طرد السكان وتفكيك السلطة الفلسطينية.
للأسف تريد إسرائيل تكرار نفس السيناريو، علماً أن المحتل سبق وأن أصدر بعض القوانين التى تمنع الفلسطينيين المهجَّرين من العودة إلى بيوتهم مع عدم المطالبة بأملاكهم وبقى المهجرون على حالهم فى بلاد المهجر هم وأولادهم وأحفادهم والذى يعد نوعاً من التطهير العرقى.. ألم يعلموا «أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».. لم تستحى إسرائيل بعد أن بلغ عدد الشهداء «47417» منهم «17841» من الأطفال و«12298» من النساء، ومع ذلك يُصر البعض على فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن طرح فكرة وفتح الباب أمام الصهاينة لاتمام هدم البنية التحتية بحجة القضاء على «حماس» الإرهابية – على حد زعمهم – وأن ما تقوم به إسرائيل من وحشية ودمار على مدى خمسة عشر شهراً.. أليس هذا العمل الإجرامى إرهاباً.. إذا كانت النية أمريكا صادقة فى حل الدولتين لإحلال السلام العادل فى منطقة الشرق الأوسط.. فلماذا لا تفكر فى نقل الغزاوية إلى صحراء النقب التى تمثل مساحتها حوالى 12.5 ألف كيلومتر مربع والتى تشكل ما يقارب نصف مساحة فلسطين التاريخية والتى تبلغ مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع وتمثل 60 بالمائة من دولة الاحتلال.. على إسرائيل أن تعلم علم اليقين أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن مرفوضة بالمرة وهذا موقف ثابت لا يمكن تحقيقه مهما كانت الأسباب.. للعلم إن هدف إسرائيل ليس تهجير أهل فلسطين من أجل السلام وانما من أجل احتلال المزيد من الأرض والتاريخ خير شاهد على ذلك.
أين ضمير العالم الحر من هذه اللعبة التى تسعى إلى تكرار الاحتلال وبناء المستوطنات الإسرائيلية.. ألم تعلم الدول الأعضاء فى المنظمة الدولية – الأمم المتحدة – أن أرض فلسطين محتلة بالقوة من إسرائيل وأنها تمارس الإرهاب منذ 1948 حتى الآن.. من يصدق أن المحتل يطالب بترحيل صاحب الأرض الأصلى من أرضه إلى دول مجاورة ليحتل هو أرضه.. الفكرة خبيثة يقصد منها زحزحة الشعب الفلسطينى شيئاً فشيئاً، حيث لا رجعة ثم يشتبكون معهم باسم الإرهاب، ثم تعود الكرة من جديد لزيادة مخططهم الإجرامى بالاحتلال حتى يحققوا ما يريدون من تحقيق حلمهم من النيل للفرات.
.. لماذا الكيل بمكيالين؟.. أين ميزان العدل؟.. وأين السلام العادل فى الشرق الأوسط؟.. أين حقوق الإنسان التى نادى بها القانون الدولى الإنسانى؟
على مدى عقود وأمريكا والاتحاد الأوروبى ينادون بحقوق المرأة والطفل وذوى الاحتياجات الخاصة والحفاظ على البيئة.. ألم يشاهدوا بأعينهم قتل الأطفال والنساء والشيوخ والتدمير والخراب وفى النهاية إسرائيل صاحبة حق.. إنها القوة الغاشمة.. لماذا لا نسمع صوت الأحرار من دول العالم.. روسيا الصين فرنسا ألمانيا بريطانيا وكوريا الشمالية وغيرهم.. أدعو شرفاء العالم أن يقولوا الحق قبل أن تلعنهم عدالة السماء بعذاب من عنده وما ذلك على الله بعزيز.. ليعلم الجميع أن مصر حكومة وجيشاً وشعباً رافضين هذه الفكرة إلى الأبد لأنها تصفية للقضية وانتهاك لحق تقرير المصير.