انقضت سريعاً أيام الشهر الفضيل وكأنها كانت سويعات قد مرت بنا نحن المسلمين صام منا مَنْ صام وأدى العبادة خالصة لله تعالي.. عشنا الأجواء الروحانية صفت النفوس والقلوب وكنا نستشعر السكينة والوقار بادية فى القلوب قبل الوجوه.
وها هو عيد الفطر قد هلَّ علينا بفرحة غامرة عمت الجميع فى مصر حيث يحتفى المصريون كل المصريين بهذه الأيام الطيبة المباركة التى تسودها المودة والمحبة بين كل مصرى ومصرية.. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وشائج الإخاء التى تربط بين جميع طوائف المجتمع المصرى الذى عاش منذ أقدم أزمنة التاريخ فى رابط لم يستطع أحد أن يفك وثاقه لأن الذى جمع هذا الشعب هى عقيدة راسخة فى قلوبهم وهى الانتماء والولاء لهذا الوطن ولأرضه.. وعلى حوادث التاريخ كان المصريون دوماً على قلب رجل واحد يسعدون جميعا لما يفرح البعض منهم ويحزنهم ويتألمون لما يمكن أن يصيب البعض.. وبالتالى كان محاولات شق صف هذا الشعب محكوما عليها دوماً بالفشل لأن هناك وشائج محبة ومودة تجمعنا فوق أرض الكنانة التى حفظها الله بحفظه وذكر فى قرآنه من فوق سبع سماوات.. وعلى ذلك فاليوم حين نحتفى بيوم عيد الفطر فإننا إنما نحتفل بعيد ليس للمسلمين فحسب بل هو عيد لكل مصرى فوق أرض هذا الوطن.. يحق لنا جميعا أن يكون احتفالنا مؤكدا لوحدتنا كمصريين وحدة المصير الواحد والحلم الواحد فى ظل جمهورية جديدة تسعى القيادة السياسية أن تكون على أرقى المستويات لتعبر بصدق عن المصريين آمالهم وطموحاتهم حتى يتسنى لنا أن نقف أمام العالمين فخورين بما أنجزناه فى المجالات كافة صناعية وزراعية وتنموية حيث المشروعات القومية التى غزت البلاد طولا وعرضا وأحدثت نقلة نوعية فى مصر ظهر أثرها جليا على حياة المواطن خاصة فى الريف المصرى مع بدء المشروع العملاق حياة كريمة الذى كان بحق واحدا من المشروعات القومية الكبيرة الذى كان له صدى واسع ليس على المستوى المحلى فحسب بل على المستويين الإقليمى والعالمي.. حيث تفرد المشروع بتغيير حياة ما يزيد على 60 مليون مصرى وهو ما لم يحدث فى أى دولة من قبل.
لذا حُق لنا جميعا أن نصطف خلف قيادتنا الواعية التى لا تألو جهدا من أجل تحقيق صالح كل المصريين فى كل زمان ومكان..
أخيراً.. كل عام وكل مصر والمصريين بكل الخير.. وفطر مبارك لنا جميعاً.