بجدارة واستحقاق، انقض منتخب الفراعنة الاوليمبى على قمة مجموعته فى اولمبياد باريس 2024 بعد ان حقق فوزا غاليا وتاريخيا على نظيره الاسبانى بهدفين دون رد فى مباراة الجولة الثالثة لدور المجموعات، ليضمن التأهل لربع النهائى فى الصدارة.
هذا هو الفوز الاول تاريخيا للكرة المصرية على نظيرتها الإسبانية حيث تقابلوا من قبل 7 مرات، كانت ما بين فوز اسبانى او تعادل، وتقابل المنتخبان من قبل فى الاولمبياد مرتين الاولى فى اولمبياد 1992 ببرشلونة وانتهت بفوز اسبانى 2-1، والثانية فى 2020 بطوكيو وانتهت بالتعادل السلبي.
أحرز ثنائية الفراعنة ابراهيم عادل فى الدقيقتين 40 و62، فيما جاء هدف اسبانيا الوحيد عن طريق سامو أوموروديون فى الدقيقة 90 من زمن المباراة.
وفى نفس الجولة للمجموعة ذاتها، تعادل منتخبا أوزبكستان وجمهورية الدومينيكان بهدف لكل منهما، وبهذه النتيجة، تصدر الفراعنة المجموعة برصيد 7 نقاط، واسبانيا الثانى بـ6 نقاط، ولدومينيكان الثالث بنقطتين، وأوزبكستان الرابع بنقطة وحيدة.
بداية حذرة
بدأت المباراة بشكل حذر من الفراعنة الذين تراجعوا بشكل كبير للمناطق الدفاعية حرصا منهم على عدم استقبال أى أهداف، بالتأكيد الفراعنة دخلوا هذه المباراة بهدفين للتأهل، الأول التعادل وهو ما يضمن التأهل ثانيا عن المجموعة، الثاني، الفوز وهو ما يضمن الصدارة للفراعنة، وهذا لا ينفى أن الفراعنة كان لهم أمل فى التأهل حتى لو تعرضوا للخسارة ولكنها كانت مشروطة وفقا لنتيجة المباراة الثانية لنفس المجموعة بذات الجولة بين جمهورية الدومينيكان واوزبكستان.
تدريجيا بدأ منتخبنا فى الخروج والتقدم بعيدا عن المناطق الدفاعية بعد ان نجح ابناؤنا فى امتصاص الحماس الكبير من الماتادور متصدر المجموعة قبل المباراة بانتصارين والعلامة الكاملة.
ميكالى يفرض فكره
وضحت الرؤية الفنية والتكتيكية للبرازيلى ميكالى المدير الفنى للفراعنة مع مرور ما يقرب من 14 دقيقة بعد ان تحول الاداء تدريجيا بعد ثبات دفاعى لنلعب على الهجوم المرتد السريع واستغلال المساحات التى صنعها فى دفاعات إسبانيا نتيجة الاستحواذ الممنوح لهم فى الدقائق الاولى من عمر اللقاء.
ميكالى اعتمد بشكل واضح على سرعات احمد زيزو واحمد عيد من الجانب الايمن بجانب ابراهيم عادل من الجانب الايسر ومعهم اسامة فيصل المهاجم المتحرك الذى لا يلعب بشكل صريح كمهاجم رقم 9 بل يميل للاطراف بشكل اكبر ليمثل اضافة على كل جهة وفقا للهجمة، فيما تجمد كريم الدبيس الظهير الايسر فى المناطق الدفاعية ليكون ثالثا مع ثنائى قلب الدفاع اثناء الهجوم المصري.
الطريقة الدفاعية من الفراعنة نجحت بشكل كبير امام الماتادور بعد ان فشلوا فى اختراق الدفاع والتمرير القصير الذى يعتمدوا عليه، لتتحول طريقتهم لتشكيل خطورة على مرمى مصر الى التسديد البعيد ولكن نجح حمزة علاء فى التصدى لها ببراعة ونجح فى الحفاظ على شباك الفراعنة نظيفة.
كانت أخطر التسديدات على منتخبنا الاولمبى عن طريق بوبيل واصطدمت بالقائم الأيمن لحمزة علاء بعد أن خدعت الجميع وكادت تسكن الشباك.
منتخبنا يحاول
حاول الفراعنة الخروج الهجومى والذى كان مؤثرا وأفضل بكثير من المباراتين السابقتين أمام الدومينيكان وأوزبكستان، وشكل أحمد نبيل كوكا خطورة كبيرة بتصويبه رائعة أنقذها الحارس بصعوبة بالغة.
واستمرت المحاولات من منتخبنا بتسديدة جديدة من زيزو من كرة ثابتة إلا أنها مرت أعلى من المرمي.
هدف التقدم
التدرج الهجومى فى الأداء الذى قدمه منتخبنا، أتى بثماره بعد أن نجح الفراعنة فى التقدم بهدف رائع عن طريق ابراهيم عادل فى الدقيقة 40 من هجمة مرتدة سريعة ومنظمة انطلق زيزو بخبرته بعد أن استحوذ على الكرة بعد التحام قوى مع مدافع اسبانيا ومر بقوة ليرسل عرضية أرضية لابراهيم عادل الذى يسدد الكرة بمهارة صعبة للغاية على حارس الماتادور الاسباني.
شوط مصرى بامتياز
نجح الفراعنة فى فرض كلمتهم على الإسبان فى الشوط الاول، بعد أن فرض البرازيلى المدير الفنى فكره وطريقته بعد أن قسم الشوط لفترات ونجح فى ذلك بامتياز ليخرج من الشوط الأول متقدما ضاربا أكثر من عصفور بهدف واحد ووضع قدما على الصدارة وبالتأكيد فى الدور التالى للبطولة.
نفس الفكر .. والتكتيك
بدأ الشوط الثانى على نفس الطريقة من الفراعنة وتنفيذا لفكر ميكالى الذى نجح فيه فى الشوط الاول وهو ما عكس عدم رؤية فنية كبيرة من جانب المدرب الاسباني، حيث ترك الفراعنة الكرة للاسبان وتراجعوا بشكل كامل حتى يبدأ المنتخب الاسبانى فى ترك المساحات فى دفاعاته وهو ما يسعى لاستغلاله الفراعنة.
بالتاكيد الاسبان دخلوا الشوط الثانى بحثا عن هدف التعديل وهو ما يضمن لهم العودة لصدارة المجموعة من جديد، وهو ما يرغب فيه كلا المنتخبين.
الثانى لمصر
تدريجيا وعلى نفس طريقة الشوط الاول، بدأ منتخبنا فى الخروج الهجومى بتحفظ واعتمادا على الهجوم المرتد السريع والمنظم، وبالتاكيد كالعادة اعتمادا على الجانب الايمن من عيد وزيزو، وفى الدقيقة 62 ينجح ابراهيم عادل من استغلال خطأ فادح من جانب باتشيكو مدافع اسبانيا الذى اخطا فى اعادة الكرة لحارسه وكانت قصيرة وبشكل عرضى ليصل لها ابراهيم مبكرا ويضع الكرة بمهارة فى مرمى اسبانيا معلنا عن الهدف الثانى للفراعنة.
الفراعنة لم يتراجعوا بعد الهدف الثاني، وزادت الثقة بشكل كبير وزاد معها التهديد للمرمى الاسباني، وكاد أسامة فيصل فى إضافة الهدف الثالث لولا براعة الحارس.
ولم يتوقف منتخبنا عند فرصة فيصل، بل تواصل الضغط وكاد ابراهيم عادل أن يسجل الهاتريك بتصويبه قوية أنقذها االحارس، الذى تألق أيضا فى التصدى لكرة رائعة من كوكا.
إسبانيا تستفيق
الصدمة كانت كبيرة على المنتخب الاسبانى الذى احتاج لبعض الوقت ليعود مرة اخرى للهجوم على الفراعنة بعد الهدف المصرى الثاني، وبالفعل عادوا ولكن كان هناك تسرع واضح وتم الاعتماد على التصويب من بعيد والتى وجدت تصديات رائعة من حمزة علاء.
الضغط كان كبيرا على مرمى الفراعنة الا أن التنظيم الدفاعى كان أكثر تميزا من أبناء النيل بعد أن نجحوا فى الدفاع بقوة عن المرمى ومنعوا الماتادور من الوصول للشباك.
10 دقائق .. وتقليص الفارق
احتسب الحكم 10 دقائق وقت بدل من الضائع، والتى على عكس المتوقع لم تشهد تراجعا مصريا بل شهدت العديد من الفرص من الجانبين، خاصة بعد أن نجح الاسبان فى تقليص الفارق بهدف رائع فى الدقيقة 90 عبر سامو أوموروديون الذى سدد راسية رائعة على يمين حمزة علاء صعبة للغاية بعد عرضية أكثر من رائعة عن طريق سيرخيو كاميو.
حاول ابراهيم عادل إضافة الثالث والوصول للهاتريك ولكن تسديدته القوية وجدت حارسا متألقا أبعدها بصعوبة، كما أهدر منتخبنا انفرادا كان كفيلا فى إنهاء اللقاء بعد أن تعامل معها قطة بطريقة خاطئة ليتصدى لها الحارس.
الفراعنة نجحوا فى إخراج الكرة من مناطقهم بل وفرضوا طريقتهم ونجحوا فى إبقاء الكرة فى نصف ملعب الإسبان فى الدقائق الأخيرة التى امتدت لدقيقتين بعد الدقائق العشر بدل الضائعة، لتحضر صافرة الحكم لتعلن فوز مصر وتأهلها أول مجموعتها.