أهدانى الصديق أسامة التاجى نائب امين عام مجلس الشورى «الشيوخ حاليا» .. كتاب والده العالم الكبير د. أحمد التاجى .. «سيرة النبى العربي».. محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كتب مقدمة الكتاب الإمام الأكبر د. عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الشريف .. كما اطلع عليه د. محمود حسب الله .. الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية .. وقد صدر هذا الكتاب عام ٨٧٩١ ميلادية .. ويقع فى ٠٠٨ صفحة .. اسمحوا لى ان اصطحبكم لنعيش روحانيات رمضان .. مع الفتح المبين .. كما قدمه لنا د. احمد التاجى مع تصرف منى .. فأنا طول عمرى انظر إلى فتح مكة انه ليس فقط اعظم انتصار لرسول الحق صلى الله عليه وسلم .. لكنه دليل على عظمة اخلاق رسولنا صلى الله عليه وسلم .. وقمة تسامحه .. البداية جاءت مع سورة الفتح .. إنا فتحنا لك فتحا مبينا .. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما .. وينصرك الله نصرا عزيزا .. وقد قال فيها رسولنا صلى الله عليه وسلم : أنزلت على الليلة سورة .. هى أحب الى مما طلعت عليه الشمس .. وفى رواية أخرى لهى أحب الى من الدنيا وما فيها .. وقد نزلت هذه السورة قبل فتح مكة بعامين .. وفيها يعلن الحق سبحانه .. انه غفر لرسولنا صلى الله عليه وسلم .. ما مضى .. وما سوف يكون فى المستقبل .. وهذه الدرجة .. لم يمنحها الحق سبحانه وتعالى .. لأحد قبل رسولنا صلى الله عليه وسلم .. كما أن الحق سبحانه .. لم يعلن لكائن من كان .. أنه أتم عليه نعمته سوى رسول الحق صلى الله عليه وسلم .. من هنا فإن الله سبحانه وتعالى .. يعلن فى هذه الآية .. بدء تكوين جديد لرسولنا صلى الله عليه وسلم .. وانتقاله الى درجة أعلى .. لم يصل اليها احد من خلق الأرض ولا السماء وأصبحت كلمة الله هى العليا .. حتى انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم .. الى الرفيق الأعلى .. وقد كانت تلك أمنية سيدنا يعقوب عليه السلام .. ليوسف حين قال: «وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما اتمها على ابويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم» «سورة يوسف ٦» ويشهد يوم فتح مكة .. نبل أخلاق نبينا .. حيث يأمر قادة جيوشه بدخول مكة من أبوابها الأربعة بدون قتل أو إسالة دماء .. ويقف رسول الحق امام الكعبة .. حيث اجتمع كل اهل مكة ويقف جيش المسلمين رافعين سيوفهم .. فى انتظار إشارة من رسولنا صلى الله عليه وسلم .. للإطاحة برؤوس أهل مكة .. الذين حاربوه وطردوه من بلده مكة .. ومنعوا منه الأكل .. وآذوه .. وحاولوا قتله .. وهنا يسجل التاريخ بأحرف بارزة من النور أعظم قرار عفو فى التاريخ .. فلم يذكر فى كل تاريخ البشرية .. ان قائدا فى يوم انتصاره .. يعفو عن أعدائه .. ويصدر قراره الخالد .. اذهبوا فأنتم الطلقاء «الأحرار « .. واستكمالا لمباهج النصر والعزة والشرف والكرامة .. يبعث رسول الحق صلى الله عليه وسلم .. بسيدنا بلال .. الى عثمان بن طلحة .. لإحضار مفتاح الكعبة .. قائلا : ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تأتيه مفتاح الكعبة .. لكن أمه سلافة بنت سعد بن شهير رفضت واخفت المفتاح تحت ملابسها فأرسل رسول الحق صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما يطلبان المفتاح من عثمان .. وعندما أبطأ عثمان .. صاح عمر بن الخطاب بصوت عال .. يا عثمان أخرج .. بسرعة أعطت الأم المفتاح الى عثمان .. فذهب معهما بالمفتاح الى النبى صلى الله عليه وسلم وناوله المفتاح .. فتح رسولنا صلى الله عليه وسلم الكعبة .. وأخذ معه أسامة بن زيد وبلال بن رباح وعثمان بن طلحة .. وبعد ان صلى رسول الحق وأسامة وبلال .. خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بينما يقف على الباب خالد بن الوليد .. يفسح الطريق لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. وعقب خروج رسولنا من الكعبة وقف العباس بن عبد المطلب قائلاً: بأبى وأمى يا رسول الله .. اجمع لنا السقاية «تقديم المياه للحجاج» مع الحجابة أى مفتاح الكعبة وخدمة الحجاج .. وقف رسول الحق صلى الله عليه وسلم .. قائلاً لعثمان بن طلحة .. أتتذكر يا عثمان .. يوم قلت لك وانا فى مكة قبل الهجرة وكان معك هذا المفتاح .. قلت لك سترى هذا المفتاح فى يدى يوما .. أضعه حيث شئت .. وقلت يا عثمان .. هلكت قريش وذلت إذا حدث ذلك .. فقال عثمان : نعم يا رسول الله .. اتتذكر ان قلت لك .. بل عزت وعمرت يومئذ يا عثمان .. ويمنح رسول الحق مفتاح الكعبة الى عثمان بن طلحة .. قائلاً خذوها يا بنى أبى طلحة خالدة .. لا ينزعها منكم إلا ظالم .. ان الله سبحانه وتعالى استأمنكم على بيته فخذوها بأمانة الله عز وجل .. وقبل ان ينصرف عثمان قال : بلى أشهد أنك رسول الله وأعلن إسلامه .. من هنا .. أقول : إن الفتح المبين .. لم يكن فقط فتح مكة .. إنما أيضا بما غفر لرسولنا صلى الله عليه وسلم جميع ما تقدم من ذنبه وما تأخر من هذه الذنوب .. صلوا على من سيقول يوم الفزع الأكبر أُمتى .. أُمتى .. من بعثه الله رحمة للعالمين .. صلوا عليه وسلموا تسليما .