سعدت بحضور المؤتمر الدولى تحت عنوان «الفتاوى وتحقيق الأمن الفكري»، الذى تناول العديد من المحاور والمواضيع المهمة المتعلقة بالفتاوي.. ونظراً لأن اليوم أصبح العالم بسبب التكنولوجيا بمثابة قرية صغيرة المعلومة تنتشر بسرعة البرق والشائعات تصل من أقصى الشرق لأقصى الغرب بسهولة وساعدت السوشـــيال ميــديا على ذلك حتى أصـــبح لدينــا 100 مليون مفتٍ!، فأصبح البعض يطلق على نفسه لقب «داع»، ومن ثم يبدأ من خلاله صفحته على وسائل التواصل الاجتماعى وأيضا عن طريق البرامج التليفزيونية يصدر فتاوى دون دراسة، فأصبح لكل معصية فتوي!، فهؤلاء نستطيع أن نطلق عليهم «تنمية بشرية» وليس «داعياً»، فهناك شروط الدعاة ومن يستطيعون أن يصدروا فتوي.
العالم اليوم مليء بالعمليات الإرهابية، خاصة الفكرية.. ويظن البعض أنه بسبب أعداء الدين، ولكن فى الحقيقة بسبب أدعياء الدين!.. فحينما نطلُق لفظ «أعداء»، يتبادر إلى الذهن أعداء المسلمين فى العالم!.. ولكن فى حقيقة الأمر من نطلُق عليهم أعداء الدين يعلمون جيداً ما هو الدين وكم هو عظيم وهم أضعف من أن يُحاربوه وأضعف من أن يواجهوه، وتأكيداً على ذلك مقولة رئيسة وزراء الكيان الاسرائيلى جولدا مائير عندما حذروها بأن عقيدة المسلمين تنص على حرب قادمة بين المسلمين واليهود سوف ينتصر فيها المسلمون عند اقتراب الساعة فقالت: «أعرف ذلك، ولكن هؤلاء المسلمين ليسوا من نراهم الآن، ولن يتحقق ذلك إلا إذا رأينا المصلين فى صلاة الفجر مثلما يكونون فى صلاة الجمعة».. فكل ما فعلوه هو أنهم أرادوا أن يضعفوه عن طريق المنافقين!، أى محاولة التغيير فى عقيدة المسلمين عن طريق التشكيك فى الحلال وتحليل الحرام وتحريم الحلال عن طريق الفتاوى الضالة!، حتى صار لكل معصية فتوي!، فنجد اليوم الكثير من الدُعاة يصدرون فتوى تحلل كل ما هو حرام!، فأعداء الدين يحاولون إحداث تفجيرات، ولا أقصد التفجيرات التى نُشاهدها اليوم، بل تفجير حياة المسلمين من الداخل عن طريق الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي!، فكم من أعمال إرهابية قام بها أعداء الدين مُستغلين أدعياء الدين أى المنافقين ليشوهوا سمعة الدين!، وليجعلوا المُسلم إرهابياً فى نظر العالم!
فنشاهد اليوم العديد ممن يُطلق عليهم لقب «دعاة»، ولكن الحقيقة ليس جميعهم توافرت فيهم شروط الدعوة، أى أن يُطبق الداعى ما يدعو به على نفسه قبل الناس، فيجب أن يشاهدون الناس ما يدعو به عليه اولاً، وإلا فقد الشرط المهم والاساسى لنشر الدعوة، فنشاهد أغلبهم يدعوا لشيء ويفعلون عكسه، فكيف للمشاهد أن يصدق ما يقولونه؟! ولا يتناسب مع أفعالهم أو على الاقل لا يطبقون ما يقولونه على أفعالهم، وعند سؤالهم يكون الرد هذه حرية شخصية!
فنشاهد اليوم الكثير من أدعياء الدين يظهرون على القنوات بأسم الدين، ثم نجد البعض منهم يخلط الدين بكل شيء بطريقة سلبية، بحيث تجعل الناس تنفر من الدين، فنجد أحد الأدعياء لا يفقه شيئاً فى الدين فهو ليس دارساً للدين ولا خريج أزهر ولا دَرَسَ فقهاً، ثم اصبح داعية!.. لا أعلم كيف؟!، فيُصنفون هؤلاء تنمية بشرية وليس دعاة للدين!، فالدين يؤخذ من الذين استقاموا وليسوا من الذين قالوا!، ففى حقيقة الامر الأخطر ليس أعداء الدين كما نظن، بل أدعياء الدين!، أى من يقنعون الناس انهم دعاة، وفى حقيقة الأمر ما هم إلا تنمية بشرية يستطيع أغلب البشر أن يمارسوها ويعملوا بها!، وبالفعل يوجد فى مجتمعنا الآلاف من مدربى التنمية البشرية، ولكن القليل فقط هم من نستطيع أن نُطلق عليهم دُعاة بحق.