كتب- د.عبد العزيز السيد:
عالمية الأزهر الشريف لم تأت مصادفة وإنما نتيجة وجود علماء ومؤسسات علمية وفقهية ودعوية تقوم بنشر مبادئ الفكر الوسطى فى مختلف دول العالم.. وأحد أذرع الأزهر الفقهية المركز العالمى للفتوى الذى تم إنشاؤه عام 2015 ليتولى مسؤوليته د.أسامة الحديدى مستعينا بمجموعة من النبوغ فى مختلف المجالات الفقهية باللغات المتنوعة ليقدم صورة حضارية لفكر الأزهر وتعامله مع قضايا مسلمى العالم رغبة فى مجابهة التشدد والقضاء على نوازع التطرف.
ما هى البواعث الداعية لإنشاء مركز الأزهر العالمى للفتوي؟
بعد إنشاء المركز عام 2015 تم اختيار نخبة متميزة من العلماء للعمل به، سعيا إلى تحقيق عدد من الأهداف فى مقدمتها: تحقيق الأمن الفكري، والاستقرار المجتمعي، ومواجهة فوضى الفتاوي، والقضاء على أثرها فى إثارة التوتر المجتمعي، ومحاربة الإرهاب الفكرى والتطرف السلوكي، وتصحيح المفاهيم والتوعية المجتمعية بالحوارات البناءة مع الشباب خاصة، بما يحقق مقاصد الشريعة الاسلامية فى حفظ النفس والمال والدين والعِرضِ والنسل، ومن الأهداف التى حرص الأزهر الشريف على تحقيقها من خلال هذا المركز مواكبة حركة العصر والتطور السريع فى مختلف المستويات البحثية أو التكنولوجية، حتى يمكننا التواصل مع الشباب والمجتمع، بما أتيح لهم من وسائل عصرية حديثة استحوذت على أوقاتهم، بل وجميع افراد المجتمع بكل فئاته٠
هل رسالة المركز تتعارض مع دور الإفتاء المصرية؟
التعارض له أسبابه وحيثياته ودوافعه وهذا غير موجود، ونحن نعمل معا لأجل هدف مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف ونشر الوسطية وتنوير المجتمع، ولدينا إيجابية مع الأحداث لصالح المجتمع وأمن الوطن وسلامته من عبث الإرهاب والتطرف.
ما هى آلية المركز فى مواجهة فتاوى التطرف والتكفير؟
مواجهة هذه الفتاوى تبدأ برصد الانحراف والشذوذ والفكر المتشدد المخالف للوسطية والاعتدال، وتحليل تلك المخرجات ودراستها مع ما يتعارض معها من انحرافات فكرية أو عقدية، ثم نقوم بالرد عليها وعرضها، وكل ذلك يتم بعد العرض والرصد والاستقصاء والدراسة والتحليل ومناقشاتها، والرد عليها فى الصورة التى تناسب فئات المجتمع من حيث الانحراف أو اللغات أو غيرها من الأمور المعتمدة للعقائد والقوميات والعادات والتقاليد والظروف
ما عدد الفتاوى اليومية التى يصدرها المركز؟
يصدر عن المركز كل يوم قرابة ألف فتوى تزيد أو تنقص حسب المواسم الدينية، مثل: رمضان، والحج، ووقت النوازل مثل أزمة كورونا، وتستهدف هذه الفتاوى الراغبين فى المعرفة الدينية داخل مصر وخارجها مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا ودول جنوب وشرق آسيا إضافة إلى الدول العربية والإفريقية٠
ما هى منهجية المركز فى إصدار الفتاوي؟
منهجنا قائم على التخصص والرجوع إلى أهل الذكر فى القضايا الفنية والاستعانة بفريق استشارى علمى على أعلى مستوى من جامعة الأزهر وأساتذة الهندسة الوراثية، والفيروسات، وعلم الأجنة فى علم الفلك وأمراض المناعة وطب النساء وأساتذة الطب النفسي، كما ينظم المركز ورش عمل للعاملين فى دائرة الإفتاء فى قضايا الهندسة الوراثية واختلاف الأنساب من خلال بنوك الألبان وتناول الأطفال جرعات الرضاعة لربط العلوم بالشريعة.
هل يستفيد المركز من تقنيات الذكاء الاصطناعي؟
نستفيد من هذه البيانات الضخمة لتكوين ما يسمى بالعقل الجمعى الذى نستطيع من خلاله قراءة العالم فى لحظة، واستخراج هذه البيانات وسط هيكلة الشبكات، والعمل على تشفيرها، بما يساعد فى القضاء على الأفكار المتطرفة ومواجهتها قبل انتشارها فى المجتمعات من خلال قراءة العالم مستقبلا، وبذلك نستعد للفكر المتطرف قبل ظهوره، ونواجهه فى المهد، وقد استشرفنا مستجدات كورونا، وقمنا بوضع فروض علمية، وسبقنا فى طرح مسألة التبرع بالبلازما، وافترضنا ذلك من خلال الشفرة الجينية، وطرحنا فتوى صلاة العيد خلف المذياع فى المنزل، وتناولنا حكم تغسيل الميت بسبب وضع كورونا واتقاء الناس الشر خوفا من العدوى وكيفية اتباع الإجراءات٠