«أوقفوا الحرب».. آخر كلماته المؤثرة عن غزة
أعلن الفاتيكان أمس وفاة البابا فرنسيس، أول زعيم من أمريكا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية. كان البابا فرنسيس البالغ من العمر 88 عاماً، قد عانى من أمراض مختلفة خلال فترة بابويته التى استمرت 12 عاماًً، إلى أن تدهورت صحته خلال الشهرين الماضيين، حيث أدخل إلى المستشفى فى فبراير الماضي، إثر شعوره بصعوبة فى التنفس، وفيها تم تشخيصه لاحقا بالتهاب رئوي. ووفقاً للمتبع فى الفاتيكان تم إعلان الحداد العام لمدة تسعة أيام.
كان آخر ظهور للبابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس فى الفاتيكان يوم الأحد الماضى بمناسبة «عيد الفصح» حيث ألقى رسالته الأخيرة التى ينشد فيها السلام بالعالم، إذ طالب بضرورة وقف الحروب، خاصة العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والذى وصفه بأنه «يولد الموت والدمار»، ويسبب وضعًا إنسانيًا مروعًا ومُشينًاوذكر الحبر الأعظم فى كلمته الأخيرة، أمام حشد فى ساحة بطرس: «أنا قريب من آلام المسيحيين فى فلسطين وإسرائيل، كما أننى قريب من الشعبين». وتابع: «يتوجّه فكرى إلى أهالى غزة، لا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، إذ ما يزال النزاع الرهيب يولد الموت والدمار، ويسبب وضعًا إنسانيًا مروعًا ومشينًا».
دعا البابا فرنسيس إلى «وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة للشعب الذى يتضوّر جوعًا ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام».
يذكر أن البابا فرانسيس، المولود بالأرجنتين، أعلن فى 2023 أنه يرغب فى أن يتم دفنه بكاتدرائية فى روما، بعيداً عن تقليد مارسه أكثر من 100 بابا، اختار الواحد منهم أن يكون مثواه الأخير داخل «سراديب الفاتيكان» الممتدة تحت صحن كنيسة القديس بطرس، وبتوابيت حجرية من 3 طبقات، لكن فرانسيس اختار لجثمانه أن يكون تابوته من زنك وخشب.
فى السياق خيم الحزن على العالم بعد إعلان وفاة بابا الفاتيكان، حيث دقت أجراس كاتدرائية نوتردام فى باريس 88 مرة، كما توالت رسائل التعزية من قادة العالم مشيدين بمسيرته الدينية والإنسانية ودوره فى تعزيز الحوار بين الأديان والدفاع عن المستضعفين.
قدم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خالص تعازيه، وقال فى رسالة عبر حسابه بمنصة «إكس»: «إنه كان رمزًا عالميًا للتسامح والمحبة والتضامن الإنسانى ورفض الحروب، ومصدر إلهام للعديد من المجتمعات حول العالم».
كما نعى ملك الأردن عبدالله الثانى بابا الفاتيكان قائلاً إنه حظى بمحبة الشعوب لطيبته وتواضعه وعمله الدؤوب للتقريب بين الجميع. وأضاف أن كثيرًا من الناس حزنوا على وفاة البابا فرنسيس وإنه سيظل رمزًا للتواضع و«الوحدة بين الأديان.»
بكلمات مؤثرة نعى الرئيس اللبنانى جوزاف عون البابا وعدّه «صديقًا عزيزًا ونصيرًا قويًا للبنان»، وأكد أن الراحل كان يدعو العالم إلى دعمه فى أزماته، ووصفه بصوت العدالة والسلام ونصير المهمشين.
عبّر الرئيس الفلسطينى محمود عباس عن بالغ حزنه، مؤكدًا أن البابا فرنسيس كان «صديقًا مخلصًا للشعب الفلسطيني»، لم يتوانَ عن الدعوة لحقوقه المشروعة ونصرة قضاياه فى المحافل الدولية.
فى طهران، قدمت وزارة الخارجية الإيرانية تعازيها، حيث قال المتحدث باسمها إسماعيل بقائي: «أقدم تعازى لكل مسيحيى العالم»، فى إشارة إلى علاقات الاحترام المتبادلة بين إيران والفاتيكان.
كما أعرب نائب الرئيس الأمريكى جى دى فانس عن حزنه لوفاة البابا، وكتب فى بيان مقتضب: «قلبى مع ملايين المسيحيين من مختلف أنحاء العالم الذين أحبوه»، مؤكدًا «الاحترام الكبير الذى كان يحظى به داخل وخارج الكنيسة».
أشاد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بمزايا البابا فرنسيس، معتبرًا أنه كان رجلاً «يقف دائمًا إلى جانب المستضعفين، متوجهًا بالتعازى إلى «الكاثوليك فى العالم كله». وأكد ماكرون: «كان رجلا ناضل طوال حياته لمزيد من العدالة والإنسانية والأخوية.
فى ألمانيا، قال المستشار القادم فريدريش ميرتس، إن البابا سيظل فى الذاكرة، مشيرًا إلى «التزامه الثابت تجاه الأفراد الأضعف فى المجتمع». ووصفت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، وفاة البابا بأنها «خبر حزين للغاية»، مشيرة إلى العلاقة الشخصية التى جمعتها به، وإلى ما قدمه من نصائح وتعاليم ألهمت الكثيرين حتى فى أصعب الظروف.
كما نعى الرئيس السويسرى البابا فرنسيس واصفًا إياه بالقائد الروحى العظيم والمدافع عن السلام بلا كلل وأن إرثه سيظل باقيًا. وقال رئيس الوزراء الهولندى إنه كان رجلاً من الشعب بمعنى الكلمة، لما اتصف به من تواضع وحب الخير للجميع. بينما أثنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على صفات البابا، على تواضعه وحبه الخالص للمستضعفين.
قالت بطريركية موسكو فى روسيا إن البابا فرنسيس أدى دورًا مهمًا فى التطوير النشط للاتصالات بين الكنيستين الأرثوذكسية الروسية والكاثوليكية الرومانية. وقالت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنها تتوقع تطور التعاون مع الكنيسة الكاثوليكية بعد وفاة البابا فرنسيس كما كان فى عهده.
الكنيسة الأرثوذكسية:
كان مثالاً للتواضع الحقيقى خلال خدمته الحافلة
نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الذى رحل عن عالمنا أمس.
ذكرت الكنيسة ــ فى نص البرقية ــ »ننعى قداسة البابا فرنسيس الأول بابا الفاتيكان، الذى انتقل إلى الأمجاد السماوية اليوم عن عمر تجاوز 88 عاماً، بعد أن قضى عمره فى خدمة الكنيسة الكاثوليكية سواء فى الأرجنتين أو خلال 12 عاماً جلس فيها على الكرسى الرسولى لروما.
واضافت «نعزى إكليروس وابناء الكنيسة الكاثوليكية فى كل العالم، ذاكرين لهذا الخادم والأخ العزيز محبته الصادقة، حيث كان مثالاً للتواضع المسيحى الحقيقى الذى قدمه خلال رحلة خدمته الحافلة».
شيخ الأزهر ناعيًا فرانسيس:
كان مناصراً لقضايا الضعفاء وخادمًا للإنسانية

كتب – فريد إبراهيم ومحمد زين العابدين ود. عبدالعزيز السيد:
نعى رموز المؤسسة الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، الذى وافتْه المنية أمس بعد رحلة حياة سخَّرها فى العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة وكان رمزًا إنسانيًّا من طراز رفيع، لم يدخر جهدًا فى خدمة رسالة الإنسانية.. أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر أن البابا فرنسيس كان حريصاً على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التى أظهرت إنصافًا وإنسانية، بخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدى للإسلاموفوبيا المقيتة.
ونعاه د.نظير عياد، مفتى الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم مشيدًا بسعيه الدءوب لتعزيز التفاهم والتقارب بين الشعوب والأديان باعتباره واحدًا من الرموز الدينية العالمية التى كرّست حياتها لترسيخ ثقافة السلام، وتعزيز قيم التفاهم والتسامح.
كما نعاه الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف ذاكرا أن البابا الراحل ترك مسيرة حافلة بالعطاء والجهود الإنسانية النبيلة مؤكداً انه شخصية فريدة فى عطائها، ورمزًا عالميًا فى الدفاع عن القيم الإنسانية، ومثالاً يُحتذى به فى الإخلاص لقضايا السلام مشيرًا إلى أن الفقيد الراحل سطّر صفحات مضيئة فى سجل التفاهم والتقارب بين الشعوب، وسعى إلى بناء جسور من المحبة والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة.
الكنائس المصرية تنعى الفقيد
كتبت – إيمان إبراهيم:
نعت الطوائف المسيحية فى مصر وفاة قداسة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان.
قالت الكنيسة الكاثوليكية بمصر برئاسة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر انتقل إلى المجد السمائى على رجاء القيامة، بعد مسيرة حافلة بالتفانى والمحبة والعطاء فى الخدمة، على كافة المستويات حيث كان البابا فرنسيس رمزًا للتواضع والرحمة.
لقد نذر حياته لخدمة الإنسانية مشعًا برسالة السلام والمصالحة بين الشعوب، مدافعًا عن الفقراء والمحرومين. لا شك أن إرثه سيظل حيًا فى قلوب المؤمنين وفى العمل الذى بذله طوال سنوات خدمته.
ونعى الدكتور القس أندريه ذكى رئيس الطائفة الإنجيلية قداسة البابا فرنسيس قائلاً: العالم يودّع اليوم صوتًا صادقًا للمحبّة والسلام العالمى وضميرًا حيًّا فى زمن التحديات فقد كان قداسةُ البابا فرنسيس الثانى ضميرًا حيًّا فى زمن التحديات، ورمزًا تاريخيًّا للرحمة والتواضع، وخادمًا حقيقيًّا للفقراء والمهمّشين. نصلّى أن يمنح الله العزاء لكل محبّيه.»
وقدم رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر خالص التعازى القلبية إلى دولة الفاتيكان، وغبطة البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، ولجميع أبناء الكنيسة الكاثوليكية حول العالم، مصلّيًا أن يمنح الله الجميع العزاء.
«الفاتيكــان».. علاقـة وطـيدة بـ «الكنيســة الأرثوذكسـية» و«الأزهـــر»
«مصر أم الدنيا» رسالته للعالم من القاهرة فى 2017

«مصر أم الدنيا.. شكرا وتحيا مصر» هذا الكلمات قالها بابا الفاتيكان بلغة عربية واضحة فى ختام كلمته التى ألقاها من مصر فى زيارته الأولى لها 2017 بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، زيارة حملت الكثير من الرسائل العالمية وفتحت باب الحوار والمناقشة التى تؤكد طبيعة مصر كأرض للسلام والمحبة ومرجعية للمشاركة والتعايش البناء، زيارة التقى فيها بقداسة البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وصلى معه على أرواح ضحايا الحادث الإرهابى الذى وقع بالكنيسة البطرسية، بمشاركة رؤساء الطوائف المسيحية فى مصر.
خلال زيارته التقى البابا فرانسيس بشيخ الأزهر، د.أحمد الطيب وشارك فى مؤتمر الأزهر العالمى للسلام، ملقيا كلمة من المشيخة فى إطار حرصه على تعزيز الحوار بين الأديان معربا عن رؤية حقيقية فى فهم الإسلام، كما قاد البابا فرانسيس قداسا جماهيريا فى استاد الدفاع الجوى فى العاصمة المصرية القاهرة لتصبح رسالة للعالم أن بابا السلام يصلى له من أرض السلام.
وفى وقت كانت فيه عمليات القضاء على الإرهاب أوشكت على الانتهاء كان البابا يشيد، بالخطوات التى يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بالدولة المصرية على كافة الأصعدة منذ ثورة 30 يونيو، معربا عن اعتزازه الشديد بالعلاقات الإنسانية والرسمية الوطيدة التى تجمعه بالرئيس، واصفا ما يفعله بالشجاعة الحقيقية.
علاقته بالكنيسة القبطية
تشكلت علاقة البابا فرنسيس بقداسة البابا تواضروس، بعد أشهر قليلة من اختيار كليهما، إذ قرر البابا تواضروس أن تكون زيارته الخارجية الأولى للفاتيكان، وفى التوقيت ذاته لكن بعد أربعين عاما من زيارة البابا شنودة للفاتيكان بعد انقطاع دام 15 قرنا.. ومن المعروف أن الزيارة إلى الفاتيكان يحدد موعدها قبل الزيارة بـ 8 أشهر لكن اختيار موعد ذهاب البابا تواضروس كانت الموافقة عليه فورية بما عكس الترحاب الكبير من الفاتيكان لكنيسة مصر.
عند اللقاء الاول، قبل البابا فرنسيس بحرارة البابا تواضروس فى إشارة إلى صداقة فى حب كنيسة الله المقدسة وقال «الصديق والأخ العزيز تواضروس، أشكرك بصدق على التزامك بالصداقة المتنامية بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية».. «لقاء مميز فى كل أركانه فامتد لأكثر من 90 دقيقة بينما لا تتجاوز لقاءاته مع الملوك والرؤساء أكثر من 30-20 دقيقة.
وفى 2023 زار البابا تواضروس الفاتيكان مرة أخري، زيارة قبل فيها البابا فرانسيس صليب البابا تواضروس فى إشارة اتضاع تؤكد طبيعة المحبة وعمق العلاقة بين الكنيستين..وصلى البابا تواضروس الثاني، قداس الأحد الرابع من الخمسين المقدسة فى بازيليك القديس يوحنا اللاتيران وهى الكنيسة الكاثوليكية التى فتحت أبوابها ليصلى فيها قداسة البابا تواضروس صلاة العشية أمس، والقداس الإلهى اليوم مع أبنائه الأقباط. يعلن من خلالها استمراره فى مسيرته المشتركة مع بابا الفاتيكان لنشر التعاليم المستنيرة.. فى الزيارة الأولى للبابا تواضروس إلى الفاتيكان تم تقديم 10 هدايا بعدد الوفد الذى سافر.. إلا أن البابا فرنسيس اختار أصغر هدية متمثلة فى قلادة بها صليب جلد وارتداها، حين أتى لمصر حرص على ارتدائها.
أما فى الزيارة الثانية فكانت هدية الكنيسة الأرثوذكسية للفاتيكان وفق طلبهم، صندوق به قطعة من ملابس الشهداء المصريين فى ليبيا التى ارتدوها خلال الاستشهاد على يد الارهابيين، وأعلن البابا شهداء ليبيا الأقباط شهداء للكنيسة الكاثوليكيّة أيضًا.. مشيرًا إلى أنه سيعمل على إنشاء مذبحا باسمهم.
(العلاقة بالأزهر)
بعد نحو عقد كامل من التوتر فى العلاقات بين الفاتيكان والأزهر، بدأ المشهد يتضح عقب اختيار البابا فرانسيس بابا للفاتيكان، حيث هنأ د.الطيب البابا فرنسيس بتقلد رئاسة الكنيسة الكاثوليكية ثم جاء اللقاء الأول بدعوة من البابا فرانسيس ضمن حرصه على خلق التقارب مع العالم الإسلامى وإحداث بداية لسلام عام على أساس تقارب الرؤى وتفاهم الإنسانية.. تكررت زيارة شيخ الأزهر للبابا فرانسيس للمرة الثانية فى نوفمبر 2017، لكن هذه المرة فى مقر البابا بالفاتيكان، حيث شدد الطيب على استعداد الأزهر لتقديم «كل ما يملك من خبرة من أجل تعاون بلا حدود لنشر فكرة السلام العالمي، وترسيخ قيم التعايش المشترك وثقافة حوار الحضارات والمذاهب والأديان»، واصفا البابا بأنه «رمز نادر فى أيامنا هذه، إذ يحمل قلبا مفعما بالمحبة والخير والرغبة الصادقة فى أن ينعم الناس، كل الناس، بالسلام والتعايش المشترك».. ثم زار شيخ الازهر الفاتيكان مرة أخري، فى 2018 حيث أبدى البابا فرنسيس تقديره لتلك الزيارة الودودة من الإمام الأكبر، مقدرًا الدور المهم لفضيلته فى دعم قيم السلام والحوار عبر العالم، ومؤكدًا أن الفاتيكان يتطلع لمزيد من التعاون والعمل المشترك مع الأزهر الشريف. وخلال المشاركة فى مؤتمر «لقاء الأخوة الإنسانية» فى 2019، استقل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا فرانسيس سيارة واحدة علاوة على الإقامة فى بيت واحد.. لأول مرة فى التاريخ.. ثم كان توقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية»، إضافة إلى توقيع حجر أساس مسجد الإمام أحمد الطيب، وكنيسة القديس فرنسيس.
محمد مسعد
باحث بكلية الإعلام جامعة القاهرة