فاز الطالب الأزهرى عمر محمد عبداللطيف بالمركز الثانى فى مسابقة تحدى القراءة العربى فى موسمها الثامن التى تنظمها مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية وذلك بعد منافسة حادة مع أكثر من 28.2 مليون طالب وطالبة من 50 دولة، مثلوا أكثر من 229 ألف مؤسسة تعليمية حول العالم، وقد أجرت «الجمهورية» حوارا العدد الماضى قبل سفره للمشاركة فى الحدث الدولي، وعقب فوزه بالمركز الثانى أكد عمر عبداللطيف أن شعوره بعد إعلان النتيجة كان مزيجاً من شعور بالفرحة بسبب الفوز والتفوق على ملايين من قراء الوطن العربي، ولكن فى نفس الوقت تخلله شعور ببعض الحزن لأنه كان على بعد خطوات من رفع اسم مصر والأزهر الشريف لأول مرة كمركز أول على مستوى العالم العربي، معربا عن سعادته بأن اسم مصر شارك على منصة التتويج، مشيرا إلى أن الفوز يعتبر ترجمة حقيقية لما تحمله المعرفة فى مصر خلال الفترة الحالية من تقدم، مبديا أمله أن يأتى مصرى العام القادم على قمة التتويج، مكررا طلبه للمسئولين بتدشين مشروع للكتاب الورقى يسهم فى إعادة الشباب إلى القراءة وعدم تركهم فريسة للتكنولوجيا التى ضررها أكثر من نفعها فى مجال المعلومات مضيفا أنه سيواصل مسيرته فى القراءة والاشتراك فى المسابقات المحلية والدولية، مكررا تأكيده أن مصر واحة خصبة للتفوق فى ظل العناية التى تقدمها الدولة للشباب خلال السنوات الماضية.
قال عمر إن عمامة الأزهر على منصة التتويج كانت بمثابة رمز لكل مصرى وترجمة أن قوة مصر الناعمة مازالت بخير وأنها قادرة على المنافسة، مشددا أن إخوته يستعدون منذ اللحظة الحالية للمشاركة فى المسابقة وتحقيق التفوق.
فيما أكد محمد أحمد حسن بطل تحدى الهمم الفائز بالمركز الأول بعد تفوقه على ملايين المشاركين فى المسابقة أن عمامة الأزهر ارتفعت من فوق رأسه حتى كادت تلامس السماء فخرا بأنه مصرى أزهرى استطاع أن يرفع علم بلاده عاليا متقدما، مشيرا إلى أن تلك الفرحة جاءت فى شهر النصر العظيم شهر أكتوبر الذى قرأت عنه تفاصيل تجعلنى أفتخر بين جميع شعوب الأرض بأبائى وأجدادى الذين رسموا العزة والكرامة لكل عربى بانتصارهم على العدو الصهيوني، مضيفا أنه عاهد أمه قبل السفر بأن يحقق الانتصار حتى يرد الجميل لها ويرد الجميل للإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى جعل من عملية التعليم الأزهرى عنصر محبة لكل طالب وقام بتفضيل ذوى الهمم واعطائهم مساحات من التقدير جعلتهم يفخرون بأنفسهم ويثقون بقدرتهم على تحقيق المستحيل، مضيفا أن مصر ولادة وستظل طوال عمرها واحة للفكر والعلم والمعرفة، مؤكدا مطلب زميله عمر عبداللطيف بضرورة تدشين مشروع قومى لإعادة الكتاب الورقي.
لم يستطع محمد تكملة حديثه بعدما غلبته دموعه عندما تذكر لحظة إعلان لجنة التحكيم فوزه حيث استرجع فى ذهنه التحدى فى القراءة منذ بداية التصفيات فى المعاهد الأزهرية وتفوقه على طلاب 27 محافظة حيث شكك حينها الكثيرون فى قدرته على التفوق على طلاب يمثلون 50 دولة لكنه قرر ان يجعل من كلامهم وقودا يشحن به طاقته الروحية، وحينما صعد على المنصة لم ير أمامه سوى علم مصر واستحضر فى ذهنه أجداده العظام رفاعة الطهطاوى والمنفلوطى والعقاد وطه حسين وغيرهم مما لا يحصيهم العدد، وعاهد نفسه أن يجعل أسماءهم مرفوعة وذكرهم موصول حتى يعلم الجميع من جنسيات تلك الدول أن مصر «عفية» بأبنائها وشبابها.