باب بهجة وفرحة
تساعد الشباب على الزواج.. وتشجع السيدات للعمل «أون لاين»
كثيرًا ما نسمع عن شخصيات صنعت نجاحها بنفسها، شخصيات لم تنتظر الفرصة بل صنعتها بيديها، ومن بين هؤلاء برز اسم سماح، تلك السيدة التى خطفت الأنظار بفيديوهاتها المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتى تعكس قصة كفاح مدهشة، سمعنا عنها من الناس الذين تحدثوا بإعجاب عن عزيمتها وإصرارها، فقررنا دعوتها إلى جريدة الجمهورية لنسمع منها حكايتها عن قرب، وننقلها إلى قرائنا، لتكون قصة كفاحها متاحًا للجميع.
دخلت سماح مقر الجريدة بابتسامة واثقة، تلك الابتسامة التى تحمل بين طياتها الكثير من التحديات والانتصارات، جلست أمامنا وبدأت تروى قصتها التى لم تكن سهلة على الإطلاق، ولدت فى أسرة بسيطة، ورغم الظروف الصعبة التى عاشتها، إلا انها لم تستسلم، بل كانت تحلم دائمًا بأن تحقق شيئًا مختلفًا، لم يكن الطريق ممهدًا لها، بل امتلأ بالعقبات، لكن كل عقبة كانت تزيدها إصرارًا على الاستمرار.
لم يكن الأمر سهلًا، فقد واجهت تحديات كثيرة، ولكنها لم تستسلم حتى نجحت فى بناء قاعدة جماهيرية واسعة، استطاعت أن تحجز لنفسها مكانًا مميزًا على مواقع التواصل الاجتماعى من خلال مبادرة فردية لمساعدة الناس على العثور على أماكن بيع الأثاث المنزلي، الملابس، الأدوات الصحية، الأجهزة الكهربائية، وأدوات المطبخ بأسعار مناسبة، فهى تسعى لإيجاد الحلول والتخفيف عن الناس.
رحلتها لم تكن سهلة، لكنها أثبتت أن لكل مجتهد نصيب، وأن النجاح لا يأتى لمن ينتظر، بل لمن يسعى ويكافح. واليوم، وهى تحكى قصتها لنا، تمنح الأمل لكل شخص يواجه صعوبات فى حياته، وتؤكد أن المستحيل مجرد كلمة أمام العزيمة والإصرار
بدأت سماح رحلتها من خلال تجربة بسيطة، حيث كانت تسعى لتحقيق دخل إضافى بعيدًا عن دخل زوجها، بدأت رحلتها على منصات التواصل الاجتماعى بتقديم محتوى عن الطهى وصناعة الحلويات، إلا أن نقطة التحول كانت عندما زارت «سوق التلات» وقامت بتصوير المنتجات هناك، خائفة من ردود الأفعال ومن أن يتم منعها من التصوير. لم يكن الأمر سهلًا، فقد واجهت اعتراضات من بعض البائعين، إلا أن إصرارها كان أقوي.
ثم كانت زيارة سماح لوكالة البلح ولقاؤها بأحد البائعين هناك، وهو عم هاني، نقطة تحول حقيقية، عندما قامت بتصويره ونشر الفيديو، فوجئت بالإقبال الكبير من المتابعين على المكان، وعندما عادت إليه بعد فترة، وجدت أن الناس يأتون إليه بناءً على توصيتها، مما جعله يرحب بها ويطلب منها تصوير منتجاته مجددًا، ومن هنا، بدأت رحلتها فى البحث عن أماكن أخرى مشابهة بأسعار تنافسية.
بمرور الوقت، توسعت دائرة البحث لديها لتشمل أسواقًا مختلفة، مثل سوق التونسي، حيث تعرض المنتجات المختلفة بأسعار مخفضة، كانت الفكرة قائمة على تقديم معلومات موثوقة حول المنتجات المعروضة، مع مراعاة تفاوت الجودة والأسعار، مما يجعل المتابعين قادرين على اختيار ما يناسب احتياجاتهم وإمكاناتهم المادية.
رسالتها هادفة ومحتوى ما تقدمه نافع فهى تسعى من خلال محتواها إلى تحقيق هدفين رئيسيين، تقديم محتوى مفيد للناس، وتأمين مصدر دخل مستدام لها، دون اللجوء إلى وسائل غير أخلاقية، تؤكد أنها تفضل أن تظل أعمالها متاحة للناس بفخر حتى لو ابتعدت يومًا ما عن الإنترنت، بدلاً من أن تقدم محتوى سطحيًا لمجرد تحقيق الربح.
تُشجع سماح النساء على العمل من المنزل واستثمار مهاراتهن فى تقديم محتوى هادف يُفيد الآخرين، بدلاً من الانجراف وراء المحتويات التافهة التى قد تحقق أرباحًا سريعة لكنها بلا قيمة حقيقية.
ولانها تدعم العائلات والتجار الصغار، لم تقتصر جهود سماح على توجيه الأفراد الباحثين عن الأسعار المناسبة، بل امتدت إلى دعم المجانى للتجار الصغار الذين يجدون صعوبة فى الترويج لمنتجاتهم، حيث تقوم بتقديم إعلانات مجانية لمساعدتهم على الوصول إلى الزبائن، مما يجعلها حلقة وصل بين البائع والمشتري، فى خدمة تحقق المنفعة للطرفين.
يُعد دعم زوجها أحد العوامل المهمة فى نجاحها، حيث يساعدها فى التنقل بين الأسواق، ويشجعها على مواصلة رحلتها، ترى سماح أن النجاح ليس مجرد تحقيق ربح مادي، بل يكمن فى الدعوات الصادقة التى تتلقاها من الناس الذين وفرت عليهم عناء البحث والتكاليف الزائدة.
من خلال رحلتها التى بدأت بفكرة بسيطة، تمكنت سماح أنور من أن تصبح مصدر ثقة للآلاف، فكانت نموذجًا مضيئًا للعمل الجاد والإصرار على تقديم المساعدة الحقيقية للناس.