ما بين سعى القائمين على صناعة الصحافة للتوصل إلى سبل تحافظ على تواجدها فى ظل التحديات التى يفرضها الإعلام الرقمى والاجتماعى، وبين أصوات تنادى بضرورة إنهاء عصر الصحف الورقية، قطعت الهيئة الوطنية للصحافة، شوطًا كبيرًا جدًا، في إصلاح وتطوير الصحف القومية، فهي القوة الناعمة، والدرع القوية الداعمة لقضايا الوطن وأولوياته، ومنارة لنشر الوعي في مواجهة التحديات، وكشف مخططات الإرهاب.
الزميلة شيماء المليجي نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، رصدت في دراسة متعمقة صحف (الأهرام والأخبار والجمهورية) قدمتها لكلية الإعلام جامعة القاهرة لنيل درجة الماجيستير، تناولت اتجاهات الصحفيين بالمؤسسات الصحفية القومية نحو سياسات رقمنة الإصدارات الصحفية وعلاقتها بإعادة هيكلة هذه المؤسسات، وسعت الدراسة إلى تحليل الجهود المبذولة من المؤسسات الصحفية القومية لإعادة هيكلة أوضاعها.
وأوصت الدراسة التي نالت عنها الزميلة شيماء درجة الماجيستير بتقدير ممتاز ضرورة تطوير العاملين بالمؤسسات فهم قوة بشرية ومعرفية كبيرة جدًا، ولابد من تطوير مهنة الصحافة نفسها بشكل كبير بحيث تتواكب والتطورات في الأسواق الصحفية والإعلامية.
كما أشارت في دراستها إلى توصية لجريدتى (الجمهورية والأخبار) أن تحذو حذو صحيفة الأهرام فيما يتعلق بالرقمنة وتأثيرها في إعادة الهيكلة عبر إطلاق راديو لكل صحيفة يرتبط بالتسويق لمحتواها الصحفي، فضلاً عن إمكانية استغلال مبان الصحيفتين في إنشاء أستوديوهات إذاعية وتليفزيونية يُمكن أن يتم تأجيرها للجهات والمؤسسات الإعلامية، فضلاً عن إمكانية تسويق أيضا المحتوى الصحفي من خلالها، ولكن بشكل مرئي؛ بما يُعطي صبغة رقمية جديدة يُمكن أن تدر أرباحاً للصحيفتين.
وأكدت الباحثة على أن دمج المؤسسات القومية الكبرى لن يكون ناجحاً كما يعتقد البعض؛ لذلك فإن إمكانية وضع إدارة واحدة للمؤسسات الثلاثة بحيث تتكامل مع بعضها كفكرة إدارة المنصات الرقمية المتعددة، ربما تكون فكرة جديدة تُساهم في التطوير على مستويات عدة، مع ضرورة إعادة النظر في محتوى الصحافة المطبوعة فهو السبيل لبقائها، إلى جانب مواكبة التطور التقني، كما أن حل المعضلة التي تواجه الصحافة المطبوعة يكمن في الوصول إلى صيغة للتكامل بين الإعلام المطبوع والإعلام الرقمي وإعلام التواصل الاجتماعي.
ختامًا البداية الحقيقية أن نتكاتف، ونعيد ترتيب أولوياتنا في المؤسسات الصحفية القومية ونبرز ونساند جميع الأفكار الخلاقة للعودة مرة أخرى لدائرة التأثير والريادة.