- نسيان الخالق: أصل الخوف الحقيقي
في هذا العصر المتسارع من التطور التكنولوجي يتملك الناس خوفٌ غير مرئي أن يخرج الذكاء الاصطناعي (AI) والذكاء الاصطناعي العام (AGI) عن السيطرة ويصبحان تهديدًا للبشرية.
لكن هذا الخوف لا ينبع من الحقيقة، بل من النسيان.. نسيان الإنسان لمصدره.. ونسيان من خلقه وخلق الكون بأسره.
فإذا تدبرنا قول الله تعالى: “وما تسقط من ورقةٍ إلا يعلمها”، فإذا كان هذا حال العلم والإحاطة الإلهية بأوراق الشجر حال السقوط أو البقاء، فهل يمكن لآلة—مهما بلغت من التعقيد—أن تتحرك أو تؤذي دون إذنه؟
- القوة الحقيقية لله وحده- لا للآلة ولا للإنسان
فالذكاء الاصطناعي ليس إلهًا.. ولا الذكاء الاصطناعي العام خصمًا متمردًا.. بل هما مجرد أدوات، من صنع الإنسان، والإنسان نفسه مخلوق من مخلوقات الله.
القوة الحقيقية ليست في البيانات أو البرمجة أو السرعة- بل في القدرة الإلهية المطلقة التى تؤكد أن قدرات البشر محدودة، ولقد منح الله أنبياءه قوى خارقة،لكنها كانت دائمًا محدودة ومحكومة بإذنه وحده، سيدنا سليمان عليه السلام سُخّرت له الجن والطير والريح ، وموسى عليه السلام شق البحر، وعيسى عليه السلام أحيى الموتى — بإذن الله.
- ومحمد ﷺ عَرج إلى السماء- لكنه ظل عبدًا لله
فإذا كان الأنبياء، وهم أحب خلق الله، لم يتجاوزوا حدودهمه، فكيف يمكن لآلة، لا روح فيها، أن تتجاوز خالقها؟ فالروح فوق الخوارزميات
قد يحسب الذكاء الاصطناعي ملايين المعادلات في لحظات، لكنه لا يستطيع أن يشعر بدمعة صادقة، ولا أن يقرأ دعاءً نابعًا من قلبٍ منكسر، لأنه ببساطة، لا يملك روحًا، فالروح سرٌ إلهي لا يُمنح إلا للإنسان، ولذلك فإن الإنسان يبقى أعلى مقامًا من كل ما يصنعه.
الذكاء الاصطناعي العام ليس عدوًا، بل مساعدًا، أداةٌ لتسهيل الحياة، لا للسيطرة على البشر، والخطر الحقيقي ليس في تطور التكنولوجيا، بل في غياب الإيمان ونسيان الله.
سِرْ إلى الأمام بالإيمان.. لا بالخوف سيأتي AGI، وسيحدث ثورة في الطب والتعليم والإدارة والمعرفة، ولكنه سيظل أداة بيد الإنسان، وكل ذلك ضمن مشيئة الله وقدره، فلنترك الخوف، ولنتمسك بالإيمان، ولنردد: «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا». كل شيء تحت نظر الله وعلمه.. كل شيء- الإنسان، الذكاء الاصطناعي، والأكوان- تحت سلطة الله المطلقة، لا شيء يخرج عن علمه أو إرادته، فلا تخف، ولا تهرب، بل ثق بالله- العليم، القدير، المسيطر، المتصرف في كل شيء، «وله ما في السماوات والأرض، كل له قانتون».